[ ص: 435 ] 995 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من نهيه عن قتل أصحاب الصوامع .
6135 - حدثنا ، حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، حدثنا بشر بن عمر الزهراني إبراهيم بن إسماعيل ، عن ، عن داود بن الحصين
عن عكرمة . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عباس كان إذا بعث جيوشه قال : اخرجوا باسم الله ، قاتلوا من كفر بالله ، لا تغدروا ، ولا تمثلوا ، ولا تغلوا ، ولا تقتلوا الولدان ، ولا أصحاب الصوامع .
[ ص: 436 ] قال : ولا نعلمه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن قتل أصحاب الصوامع غير هذا الحديث ، وكان مداره على أبو جعفر إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأشهلي .
وقد روي عن أبي بكر ما يوافق هذا المعنى .
كما حدثنا ، أخبرنا يونس ، أخبرني ابن وهب ، عن يونس ، حدثني ابن شهاب . سعيد بن المسيب
- رضي الله عنه - لما بعث الجنود نحو أبا بكر الصديق الشام ؛ يزيد بن أبي سفيان ، وعمرو بن العاص ، وشرحبيل بن حسنة كان فيما وصاهم به : أن لا يقتلوا الولدان ، ولا الشيوخ ، ولا النساء ، وقال : ستجدون قوما حبسوا أنفسهم على الصوامع ، فدعوهم وما حبسوا أنفسهم ، وستجدون آخرين اتخذ الشيطان في أوساط رؤوسهم مفاحص ، فإذا وجدتم أولئك فاضربوا أعناقهم إن شاء الله . أن
[ ص: 437 ] ووجدنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يدل على هذا المعنى .
6136 - كما حدثنا محمد بن خزيمة ، حدثنا ، حدثنا يوسف بن عدي ، عن عبد الله بن المبارك ، عن سفيان ، عن عبد الله بن ذكوان مرقع بن صيفي .
عن حنظلة الكاتب قال : خالدا : أن لا يقتل امرأة ولا عسيفا كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمررنا بامرأة لها خلق ، وقد اجتمعوا عليها ، فلما جاء أفرجوا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما كانت هذه تقاتل ، ثم أتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
[ ص: 438 ] قال : فكان هذا الحديث مردودا إلى أبو جعفر حنظلة الكاتب ، ولا نعلم أحدا تابع على روايته كذلك . الثوري
فممن خالفه في ذلك المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي .
6137 - كما حدثنا قال : حدثنا الربيع بن سليمان الأزدي قال : حدثنا سعيد بن منصور ، عن المغيرة بن عبد الرحمن ، حدثني أبي الزناد مرقع بن صيفي ، أخبرني جدي رباح بن الربيع أخو حنظلة الكاتب .
خالد بن الوليد ، فمر رباح وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مجتمعون على امرأة مقتولة مما أصابت المقدمة ، فوقفوا عليها ينظرون إليها ويتعجبون من خلقها حتى لحقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقة له ، فأفرجوا عن المرأة ، فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : ها ، ما كانت هذه تقاتل ، ثم نظر في وجوه القوم فقال لأحدهم : الحق خالد بن الوليد فقل له : لا تقتلن ذرية ولا عسيفا أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة وعلى مقدمته .
[ ص: 439 ] ومنهم عن أبيه . عبد الرحمن بن أبي الزناد
6138 - كما حدثنا ، أخبرنا يونس ، أخبرني ابن وهب ، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد قال : حدثني أبيه المرقع بن صيفي .
أن جده رباح بن الربيع أخا حنظلة الكاتب أخبره : أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها ، ثم ذكر مثله .
وقال يونس : رباح بن الربيع ، ولم يقل : الربيع بن رباح .
فكان في هذا الحديث قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في المرأة : ما كانت هذه تقاتل ، وقد يكون غير القتال للمسلمين من القتال ، وهو التدبير في الحرب ، والتحريض للقتال ، فمن كان كذلك حل قتله من رجل وامرأة ، وفيما ذكرنا ما قد دل على هذا المعنى .