[ ص: 177 ] 104 - باب بيان مشكل ما روي في انشقاق القمر في زمن رسول الله عليه السلام تصديقا لقول الله عز وجل : اقتربت الساعة وانشق القمر
696 - حدثنا ، حدثنا علي بن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة المخزومي الكوفي ، حدثنا لوين حديج بن معاوية الجعفي ، عن ، عن أبي إسحاق أبي حذيفة قال أبو جعفر وهو سلمة بن صهيب الأرحبي ، عن رضي الله عنه قال : علي بن أبي طالب انشق القمر ونحن مع رسول الله عليه السلام .
697 - وحدثنا أحمد بن داود ، حدثنا ، حدثنا سهل بن بكار ، عن أبو عوانة ، عن مغيرة ، عن أبي الضحى ، عن مسروق قال : عبد الله بمكة ، فقالت قريش : هذا سحر سحركم به ابن أبي كبشة انشق القمر .
[ ص: 178 ]
698 - وحدثنا أحمد بن داود ، حدثنا ، حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن أبي معمر قال : ابن مسعود انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي عليه السلام : اشهدوا .
699 - وحدثنا محمد بن أحمد بن عبد الله بن عمر الواسطي الجواربي أبو عبد الله ، حدثنا ، حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري ، حدثنا أبي ، عن شعبة ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن أبي معمر قال : عبد الله انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقتين فستر الجبل فلقة وكانت فلقة فوق الجبل ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم اشهد .
[ ص: 179 ]
700 - وحدثنا محمد بن أحمد ، حدثنا ، حدثنا عبيد الله بن معاذ ، حدثنا أبي ، عن شعبة ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن النبي عليه السلام ... مثل ذلك . ابن عمر
701 - حدثنا فهد ، حدثنا مخول بن إبراهيم بن مخول بن راشد الكوفي ، حدثنا . إسرائيل بن يونس
وحدثنا ، حدثنا ابن أبي مريم ، حدثنا الفريابي ، ثم اجتمعا فقال كل واحد منهما في حديثه : حدثنا إسرائيل ، عن سماك بن حرب ، عن إبراهيم النخعي ، عن الأسود بن يزيد قال : ابن مسعود . انشق القمر فأبصرت الجبل بين فرجتي القمر
[ ص: 180 ]
702 - وحدثنا علي بن شيبة ، حدثنا ، أخبرنا عبيد الله بن موسى العبسي ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن أبي معمر قال : عبد الله انشق القمر ، فانفلقت فرقة منه خلف الجبل ، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول : اشهدوا .
703 - حدثنا ، حدثنا يوسف بن يزيد ، حدثنا يوسف بن عدي ، عن أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن أبي معمر قال : عبد الله بمنى ، فانشق القمر ، فذهبت فلقة منه خلف الجبل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اشهدوا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
704 - حدثنا أبو قرة محمد بن حميد الرعيني ، وفهد قالا : حدثنا ، عن يحيى بن بكير ، عن بكر بن مضر ، عن جعفر بن ربيعة ، عن عراك بن مالك ، [ ص: 181 ] عن عبيد الله بن عبد الله قال : ابن عباس انشق القمر في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم .
705 - وحدثنا ، حدثنا ابن أبي داود ، حدثنا سعيد بن أبي مريم بكر ... ثم ذكر بإسناده مثله . وابن لهيعة
706 - وحدثنا أحمد بن داود ، حدثنا ، حدثنا هدبة بن خالد ، عن همام بن يحيى ، عن عطاء بن السائب قال : أبي عبد الرحمن السلمي بالمدائن ، وبيننا وبينها فرسخ ، على وحذيفة المدائن ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : اقتربت الساعة وانشق القمر ألا وإن الساعة قد اقتربت ، ألا وإن القمر قد انشق . انطلقت مع أبي إلى الجمعة
707 - حدثنا فهد ، حدثنا محمد بن سعيد بن الأصبهاني ، حدثنا ، عن شريك بن عبد الله النخعي ، عن عطاء بن السائب ... ثم ذكر عن أبي عبد الرحمن السلمي مثله . حذيفة
[ ص: 182 ]
708 - حدثنا أحمد بن داود ، حدثنا ، حدثنا مسدد ، عن يحيى بن سعيد ، عن شعبة ، عن قتادة : أنس اقتربت الساعة وانشق القمر قال : قد انشق .
فكان فيما ذكرنا ، عن علي وابن مسعود وحذيفة وابن عمر وابن عباس وأنس تحقيقهم انشقاق القمر ، فمنهم من قال في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومنهم من لم يقل ذلك ، ومعناه في ذلك كمعناهم فيه ، ولا نعلم روي عن أحد من أهل العلم في ذلك غير الذي روي عنهم فيه ، وهم القدوة والحجة الذين لا يخرج عنهم إلا جاهل ، ولا يرغب عما كانوا عليه إلا خاسر .
وقد زعم بعض من يدعي التأويل ، ويستعمل رأيه فيه ، ويقتصر على ذلك ، ويترك ذكر ما كان عليه من قبله فيه من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن تابعيهم أنه لم ينشق ، وأنه إنما ينشق يوم القيامة ، وأن معنى قول الله تعالى : وانشق القمر إنما هو على صلة قد ذكرت بعد ذلك في السورة المذكور ذلك فيها ، وهي قوله تعالى : [ ص: 183 ] يوم يدع الداع إلى شيء نكر أي : فينشق القمر حينئذ ، وجعل ذلك من الأشياء التي تكون في القيامة ، وذكر بجهله أن ذلك لم يروه أنه قد كان إلا ، وأن ذلك لو كان مما قد مضى كما روي عنه لتساوى فيه الناس ، ولم يحتج إلى إضافته إلى واحد منهم دون من سواه ، فكفى بذلك جهلا إذ كان ما أضافه إلى انفراد ابن مسعود به قد شركه فيه خمسة سواه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكرناهم في الآثار التي رويناها في أول هذا الباب . ابن مسعود
وأما ما ذكره من أن قول الله تعالى : وانشق القمر إنما يرجع إلى ما ذكر أنه صلة له مما ذكرناه عنه من السورة المذكور ذلك فيها ، فإن في قول الله تعالى : وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر ، دليلا على خلاف ما قاله فيها ، ودليلا على أن ذلك لم يعن به يوم القيامة ؛ لأن الآيات إنما تكون في الدنيا قبل القيامة ، كما قال الله تعالى : وما نرسل بالآيات إلا تخويفا وفي قوله تعالى : فتول عنهم أي : فأعرض عنهم كما قال تعالى : فتول عنهم حتى حين ، وكما قال : فتول عنهم فما أنت بملوم دليل على تمام ما ذكره قبل ذلك ، واستقبال غيره ، وهو قوله : يوم يدع الداع إلى شيء نكر ما هو ظرف لما ذكره بعده من خروجهم من الأجداث كأنهم جراد منتشر ، وانتفى أن يكون ذلك صلة لما قد انقطع من الكلام الذي قد تقدمه .
ثم قال هذا الشاذ : وقد يحتمل قول - يعني الذي حكاه هذا الشاذ عنه ، وهو أنه ذكر عنه أنه قال : وقد يحتمل قول ابن مسعود : كأني أنظر إليه فلقتين ، وحراء بينهما ، أي : كأني أراه إذا انشق كذلك ، [ ص: 184 ] فكان كلامه هذا فاسدا ؛ لأنه قد نفى انشقاقه في زمن ابن مسعود ، وذكر أن انشقاقه يكون بعد ذلك ، فإن كان كما قال فقد يجوز أن لا يراه ابن مسعود حينئذ ، قال : وقد يجوز أن يراه حيث قال : ويجوز أن يراه في غير ذلك المكان ، وقد زعم هذا الشاذ أن ذلك إنما يكون في القيامة ، لا في الدنيا ، ابن مسعود وحراء يومئذ : جبل من الجبال التي قال الله تعالى خبرا عما يكون منه فيها يومئذ : ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها الآية ، وقال : ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة وقال : وتكون الجبال كالعهن المنفوش فكيف يكون حراء يومئذ بين فلقتي القمر ، ونعوذ بالله من خلاف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والخروج عن مذاهبهم فإن ذلك كالاستكبار عن كتاب الله ، ومن استكبر عن كتاب الله وعن مذاهب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتابعيهم فيه ، كان حريا أن يمنعه الله فهمه .
كما حدثنا ابن أبي عمران ، حدثنا قال : سمعت إسحاق بن أبي إسرائيل يقول سفيان بن عيينة سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق قال : أمنعهم فهم كتابي . في قول الله تعالى :
[ ص: 185 ] وسأل سائل عن معنى قول قريش عند انشقاق القمر : هذا سحر سحركم به ابن أبي كبشة ، يريدون رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما كان مرادهم بذلك ، ومن أبو كبشة الذي نسبوه إليه ؟
فكان جوابنا له في ذلك : أن أحسن ما وجدناه مما قيل في ذلك ما قد دخل فيما أجازه لنا هارون بن محمد العسقلاني ، عن المفضل بن غسان الغلابي ، قال : وهب جد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو أمه قيلة ابنة أبي قيلة ، واسم أبي قيلة : وجز بن غالب ، وهو من خزاعة ، وهو أول من عبد الشعرى العبور ، وكان يقول : إن الشعرى تقطع السماء عرضا ، ولا أرى في السماء شمسا ولا قمرا ولا نجما يقطع السماء عرضا غيرها ، ووجز هذا : هو أبو كبشة التي كانت قريش تنسب رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه ، وكانت العرب تظن أن أحدا لا يعلم شيئا إلا بعرق ينزعه شبهه ، فلما خالف رسول الله صلى الله عليه وسلم دين قريش ، قالت قريش : نزعه أبو كبشة ؛ لأن أبا كبشة خالف الناس في عبادة الشعرى ، فكانوا ينسبون رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه لذلك ، وكان أبو كبشة سيدا في خزاعة لم يعيروا رسول الله صلى الله عليه وسلم به من تقصير كان فيه ، ولكن أرادوا أن يشبهوه به في الخلاف لما كان الناس عليه .