[ ص: 329 ] 582 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله : من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن
3708 - حدثنا ، قال : حدثنا محمد بن علي بن داود أحمد بن الحجاج المروزي ، قال : أخبرنا ، قال : أخبرنا عبد الله بن المبارك ، عن محمد بن سوقة ، عن عبد الله بن دينار ، ابن عمر خطب الناس عمر بن الخطاب بالجابية ، فقال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا مقامي هذا فيكم ، فقال : استوصوا بأصحابي خيرا ، ثم الذين يلونهم ، ثم يفشو الكذب ، حتى إن الرجل ليبدأ بالشهادة قبل أن يسألها ، وباليمين قبل أن يسألها ، فمن أراد منكم بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة ، فإن الشيطان مع الواحد ، وهو من الاثنين أبعد ، ولا يخلون أحدكم بامرأة ; فإن الشيطان ثالثهما ، ومن سرته حسنته ، وساءته سيئته ، فهو مؤمن أن . هكذا حدثنا محمد بن علي هذا الحديث ، فقال فيه : بحبوحة الجنة . قال : وقال عبد الله ، وقال غيره - كأنه يعني غير محمد بن سوقة - : بحبحة الجنة .
[ ص: 330 ]
3709 - حدثنا فهد بن سليمان ، قال : حدثنا عبدة بن سليمان بمصر ، قال : أخبرنا ، قال : أخبرنا ابن المبارك ، ثم ذكر بإسناده مثله ، غير أنه قال : محمد بن سوقة . بحبحة الجنة
3710 - حدثنا ، قال : حدثنا يزيد بن سنان ، قال : حدثنا موسى بن إسماعيل ، عن حماد بن سلمة عبد الله بن المختار ، عن ، عن عبد الملك بن عمير ، عن عبد الله بن الزبير ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عمر بن الخطاب من ساءته سيئته ، وسرته حسنته فهو مؤمن .
[ ص: 331 ] قال : هكذا روى أبو جعفر حماد هذا الحديث ، عن عبد الله بن المختار ، عن ، عن عبد الملك بن عمير ابن الزبير ، لم يذكر فيه بينهما أحدا .
وقد رواه كذلك أيضا . أبو عوانة
3711 - حدثنا ، قال : حدثنا إبراهيم بن أبي داود ، قال : حدثنا مسدد ، عن أبو عوانة ، عن عبد الملك بن عمير ، ثم ذكر مثله ، إلا أنه قال : عبد الله بن الزبير استوصوا بأصحابي .
ورواه أيضا كذلك قزعة بن سويد الباهلي .
3712 - حدثنا ، قال : حدثنا يزيد بن سنان ، قال : حدثنا شيبان بن فروخ ، قال : سمعت قزعة بن سويد الباهلي ، عن عبد الملك بن عمير ، قال : عبد الله بن الزبير خطبنا عمر بن الخطاب ، ثم ذكر مثله .
ورواه أيضا كذلك معمر بن راشد .
3713 - حدثنا ، قال : أخبرنا أحمد بن شعيب ، [ ص: 332 ] عن محمد بن رافع ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن عبد الملك بن عمير ، عبد الله بن الزبير رضي الله عنه قام عمر بن الخطاب بالجابية خطيبا ، ثم ذكر مثله . أن
ورواه كذلك أيضا يونس بن أبي إسحاق ، عن . عبد الملك بن عمير
3714 - حدثنا ، قال : أخبرنا أحمد بن شعيب عبد الله بن محمد بن تميم ، وإبراهيم بن الحسن ، قالا : حدثنا ، قال : حدثنا حجاج - وهو ابن محمد - ، عن يونس بن أبي إسحاق ، عن عبد الملك بن عمير ، عن عبد الله بن الزبير ، ثم ذكر مثله . عمر
ورواه أيضا كذلك الحسين بن واقد ، عن ، وزاد فيه سماع عبد الملك بن عمير عبد الملك إياه من . عبد الله بن الزبير
3715 - كما حدثنا أحمد بن عبد المؤمن المروزي ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا علي بن الحسن بن شقيق ، قال : حدثنا [ ص: 333 ] الحسين بن واقد ، قال : سمعت عبد الملك بن عمير يخطب ، قال : سمعت عبد الله بن الزبير رضي الله عنه يخطب ، قال : عمر بن الخطاب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب ، ثم ذكر مثله سواء .
وقد رواه أيضا شيبان النحوي ، عن ، فأدخل بينه وبين عبد الملك بن عمير ابن الزبير رجلا لم يسمه .
3716 - حدثنا ، قال : حدثنا أبو أمية ، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى العبسي ، عن شيبان وهو النحوي ، عن عبد الملك بن عمير رجل سمع ، قال : عبد الله بن الزبير عمر بن الخطاب بالشام خطب ، ثم ذكر مثله .
غير أنا وجدنا هذا الحديث من رواية عبيد الله بن عمرو الرقي ، عن بتسمية الرجل الذي بينه وبين عبد الملك بن عمير ابن الزبير في هذا الحديث ، وأنه مجاهد .
3717 - كما حدثنا ، قال : حدثنا يزيد بن سنان عبد الحميد بن موسى ، قال : حدثنا ، عن عبيد الله بن عمرو ، عن عبد الملك بن عمير ، عن مجاهد ، [ ص: 334 ] عن عبد الله بن الزبير ، عمر بن الخطاب أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس فقال : يا أيها الناس ، من أراد بحبحة الجنة ، فليلزم الجماعة ; فإن الشيطان مع الفرد ، وهو من الاثنين أبعد ... ولم يذكر بقية الحديث .
فاحتمل أن يكون الذي كان عند عبد الملك ، عن مجاهد ، عن ، عن أبي الزبير عمر هو ما في الحديث خاصة ، وما عنده من بقية هذا الحديث ، عن مجاهد ، أو عن غيره ، عن ابن الزبير ، والله أعلم بحقيقة الأمر في ذلك .
ثم وجدنا قد روى هذا الحديث عن إسرائيل بن يونس عبد الملك عن ، لا عن جابر بن سمرة . عبد الله بن الزبير
3718 - كما حدثنا ، قال : حدثنا بكار بن قتيبة ، قال : حدثنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير ، قال : حدثنا إسرائيل ، قال : حدثنا عبد الملك بن عمير ، قال : جابر بن سمرة رضي الله عنه عمر بن الخطاب بالجابية ، فقال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقامي فيكم اليوم ، فقال : أحسنوا إلى أصحابي ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم يفشو الكذب حتى يشهد الرجل على الشهادة لا يسألها ، وحتى يحلف الرجل على اليمين لا يستحلف ، فمن سره بحبحة الجنة فليلزم الجماعة ; فإن الشيطان مع الفذ ، وهو من الاثنين أبعد ، لا يخلون رجل بامرأة ; فإن الشيطان ثالثهما ، فمن [ ص: 335 ] سرته حسنته ، وساءته سيئته ، فهو مؤمن خطبنا .
ورواه كذلك أيضا عن جرير بن حازم عبد الملك .
3719 - حدثنا ، قال : حدثنا يزيد بن سنان ، قال : حدثنا وهب بن جرير ( ح ) ، وكما حدثنا أبي ، قال : حدثنا يزيد بن سنان ، قال : حدثنا حبان بن هلال ، قال : حدثنا جرير بن حازم ، قال : حدثنا عبد الملك بن عمير قال : جابر بن سمرة رضي الله عنه ، فقال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر ، ثم ذكر مثله . خطبنا
ثم وجدنا أبا المحياة يحيى بن يعلى التيمي قد روى هذا الحديث عن ، عن عبد الملك بن عمير قبيصة بن جابر .
[ ص: 336 ]
3720 - كما حدثنا روح بن الفرج ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا يوسف بن عدي أبو المحياة يحيى بن يعلى ، عن ، عن عبد الملك بن عمير قبيصة بن جابر ، قال : رضي الله عنه عمر خطبنا ، ثم ذكر هذا الحديث .
قال : فتأملنا هذا الحديث لنقف على ما فيه من قول النبي صلى الله عليه وسلم : من سرته حسنته وساءته سيئته ، فهو مؤمن إن شاء الله ، فكان قوله : من سرته حسنته محتملا أن يكون : من سرته حسنته ; إذ كان يرجو قبول الله عز وجل إياها منه ، وقوله : من ساءته سيئته ; إذ كان يخاف عقوبة الله عز وجل إياه عليها إيمانا ; لأن من رجا من الله عز وجل مثل الذي رجاه ، وخاف منه مثل الذي خافه على الأحوال المحمودة التي وصف الله عز وجل بها أهل الحمد من خلقه بقوله : أبو جعفر أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه . ومن كان كذلك في الرجاء من الله والخوف منه كان مؤمنا ، والله عز وجل نسأله التوفيق .