[ ص: 387 ] 278 - باب بيان مشكل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم { من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين } .
1683 - حدثنا ، قال : حدثنا عمي أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ، قال : أخبرني عبد الله بن وهب ، عن يونس بن يزيد ، قال : أخبرني ابن شهاب ، قال : حميد بن عبد الرحمن بن عوف وهو يخطب يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول { من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ، وإنما أنا قاسم ويعطي الله عز وجل ، ولن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله عز وجل لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله عز وجل وهم ظاهرون على الناس معاوية بن أبي سفيان سمعت } .
1684 - حدثنا ، قال : أخبرنا يونس ، أن ابن وهب أخبره ، عن مالكا يزيد بن زياد - قال : يزيد هذا من بني قريظة - عن [ ص: 388 ] أبو جعفر ، قال { محمد بن كعب القرظي وهو على المنبر : يا أيها الناس ، إنه لا مانع لما أعطى الله ولا معطي لما منع ولا ينفع ذا الجد منه الجد ، من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ، ثم قال : سمعت هؤلاء الكلمات من رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه الأعواد معاوية بن أبي سفيان قال : } .
1685 - حدثنا عبد الملك بن مروان الرقي ، قال : حدثنا [ ص: 389 ] ، عن شجاع بن الوليد عثمان بن حكيم الأنصاري ، عن ، قال : محمد بن كعب القرظي في حجته : { سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على هذه الأعواد : اللهم لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، من يرد الله به الخير يفقهه في الدين معاوية قال : } .
1686 - حدثنا ، قال : حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا يحيى بن حماد ، عن شعبة جراد - رجل من بني تميم - عن ، عن رجاء بن حيوة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { معاوية من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين }
[ ص: 390 ] قال : وذكر أبو جعفر البخاري جرادا هذا ، فقال : هو جراد بن مجالد ، روى عنه شعبة وأبو بكر بن عياش .
1687 - حدثنا يزيد بن سنان جميعا ، قالا : حدثنا وإبراهيم بن مرزوق ، قال : وهب بن جرير يزيد في حديثه ، وقال وحبان بن هلال في حديثه مكان ذلك ، إبراهيم بن مرزوق ، قالوا : حدثنا ويحيى بن حماد ، عن شعبة ، عن سعد بن إبراهيم ، عن معبد الجهني ، معاوية أنه كان لا يكاد يحدث ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء ، وكان لا يكاد يدع هؤلاء الكلمات يوم الجمعة يحدث ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : { من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ، وإن هذا المال حلوة خضرة فمن أخذها بحقها بارك الله له فيها ، وإياكم والتمادح فإنه الذبح } .
قال : وذكر أبو جعفر البخاري معبدا هذا ، فقال : هو الذي تكلم [ ص: 391 ] بالقدر بالبصرة أول من تكلم به فيها ، وقال بعضهم هو معبد بن عبد الله بن عويمر ، وقال بعضهم هو معبد بن خالد ، قال : البخاري : وهذا يدل على أنه ليس من آل سبرة الذين بالمروة صاحب النبي صلى الله عليه وسلم في شيء .
1688 - حدثنا ، قال : أخبرنا يونس ، قال : أخبرني ابن وهب ، أن عمرو بن الحارث راشد بن أبي سكنة حدثه وهو على المنبر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين معاوية بن أبي سفيان أنه سمع } .
1689 - حدثنا أحمد بن محمد بن سلام البغدادي العطار ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي ، عن حماد بن سلمة جبلة بن عطية ، عن ، عن ابن محيريز ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { معاوية من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين } .
[ ص: 392 ]
1690 - وحدثنا هارون بن كامل ، قال : حدثنا ، قال : حدثني عبد الله بن صالح ، عن الليث بن سعد ، عن ابن عجلان يزيد بن زياد ، ثم ذكر مثل حديث يونس الذي ذكرناه ، عن مالك في هذا الباب ، عن يزيد بن زياد في إسناده وفي متنه .
1691 - حدثنا ، قال : حدثنا أبو أمية ، قال : حدثنا سريج بن النعمان الجوهري ، عن عبد الواحد بن زياد ، عن معمر ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { أبي هريرة من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وإنما أنا قاسم والله يعطي } .
[ ص: 393 ] [ ص: 394 ] قال : وقد ذكرنا فيما تقدم منا في كتابنا هذا في المراد بالفقه المذكور ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : { رب حامل فقه لا فقه له ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه } ما نحن به مستغنون عن إعادته هاهنا إذ كان من شكل ما يحتاج إلى إبانته في هذا الباب ، وقد كان مما ذكرنا في ذلك ، أن الفقه هو الفهم . أبو جعفر
وقد وجدنا ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يؤكد ما قلنا فيه من ذلك .
1692 - وهو ما قد حدثنا ، قال : حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، قال : أخبرني عبد الله بن وهب ، أن عمرو بن الحارث عباد بن سالم حدثه ، عن ، عن سالم بن عبد الله بن عمر ، عن أبيه رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال { عمر بن الخطاب من يرد الله به خيرا يفهمه } .
[ ص: 395 ] قال : فعقلنا بذلك ، أن معنى يفقهه على معنى ما قد رويناه في هذا الباب أنه يفهمه غير أنا قد ذكرنا في الباب الذي ذكرنا فيه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله : { رب حامل فقه لا فقه له ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه } فيما قد تقدم منا في كتابنا هذا أنه ليس كل مفهوم بمعنى كل ما فقه ، وأن لما فقه من أمر الدين درجة زائدة على كل مفهوم سواه على ما قد ذكرنا هناك والله نسأله التوفيق . أبو جعفر