[ ص: 268 ] 517 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في القوم الذين قتلهم خالد بن الوليد بعد أن كان منهم أن قالوا : صبأنا صبأنا
3230 - حدثنا ، قال : حدثنا يزيد بن سنان ، قال : حدثنا نعيم بن حماد ، قال : أخبرنا ابن المبارك ، عن معمر ، عن الزهري ، عن سالم ، قال : أبيه خالد بن الوليد إلى بني جذيمة ، فدعاهم إلى الإسلام ، فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا ، فجعلوا يقولون : صبأنا صبأنا ، وجعل خالد يقتل ويأسر ، ودفع إلى كل رجل منا أسيره ، حتى إذا كان ذات يوم أمر خالد كل رجل منا أن يقتل أسيره ، فقلت : والله لا أقتل أسيري ، ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره ، فلما قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم ذكرنا صنع خالد له ، فرفع يديه ، ثم قال : اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد - مرتين بعث النبي صلى الله عليه وسلم .
[ ص: 269 ]
3231 - حدثنا ، قال : حدثنا أحمد بن شعيب نوح بن حبيب القومسي ، قال : حدثنا ، قال : أنبأنا عبد الرزاق ، عن معمر ، ثم ذكر بإسناده مثله . الزهري
[ ص: 270 ] قال : ففي هذا الحديث قول بني جذيمة : صبأنا صبأنا ، فكان من خالد فيهم ما كان ، فكان من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما كان من خالد ما كان ، مما ذلك كله مذكور في هذا الحديث .
فقال قائل : ما المعنى الذي ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ الواجب لهم من خالد لما كان منه فيهم بعد إسلامهم .
فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه : أن الذي كان منهم من قولهم : صبأنا قد يكون على الإسلام ، وقد يكون على الدخول في دين الصابئين ، وقد يكون على ما سوى ذلك ، إلا أنه زوال عن شيء إلى شيء ، فكان من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان من إنكاره على خالد بن الوليد ما كان منه ، أنه قد كان عليه الاستثبات في أمورهم ، والوقوف على إرادتهم بقولهم : صبأنا ، هل ذلك إلى الإسلام ، أو إلى غيره ؟ فلما لم يفعل ذلك ، برئ إلى الله عز وجل مما كان منه ، ولم يأخذ لهم بما لم يعلم يقينا وجوبه لهم في قتل خالد إياهم . والله نسأله التوفيق .