[ ص: 221 ] 748 - باب بيان مشكل مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلاوته وكان الإنسان أكثر شيء جدلا ، عند قول علي عليه السلام لما قال له ولفاطمة عليهما السلام : ألا تصليان ، إنما أنفسنا بيد الله عز وجل إن شاء أن يبعثنا بعثنا .
4763 - حدثنا ، قال : حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب شعيب بن الليث بن سعد ، عن ، عن أبيه ، عن عقيل بن خالد ، قال : أخبرني ابن شهاب أن علي بن الحسين حدثه ، عن حسين بن علي عليه السلام علي بن أبي طالب وكان الإنسان أكثر شيء جدلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه هو وفاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ألا تصلون ؟ فقلت : يا رسول الله ، إنما أنفسنا بيد الله عز وجل إن شاء أن يبعثنا بعثنا ، فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قلت له ذلك ، ولم يرجع إلي شيئا ، ثم سمعته وهو مدبر يضرب فخذه ويقول : .
[ ص: 222 ]
4764 - وحدثنا يزيد بن سنان قالا : حدثنا وإبراهيم بن أبي داود ، قال : حدثني أبو صالح عبد الله بن صالح ، قال : حدثني الليث بن سعد ثم ذكر بإسناده مثله . عقيل بن خالد
4765 - وحدثنا ، قال : أخبرنا أحمد بن شعيب ، قال : حدثني قتيبة بن سعيد ثم ذكر بإسناده مثله . الليث
[ ص: 223 ]
4766 - وحدثنا ، قال : حدثنا أبو أمية حنيفة بن مرزوق والوليد بن صالح قالا : حدثنا ، عن ليث بن سعد ثم ذكر بإسناده مثله ، غير أنه لم يقل في حديثه وهو يضرب فخذه . عقيل
4767 - وحدثنا ، قال : حدثنا عمي أحمد بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن وهب ، عن إبراهيم بن سعد الزهري ، عن صالح بن كيسان ، ثم ذكر بإسناده مثله . ابن شهاب
4768 - وحدثنا ، قال : حدثنا أبو أمية بشر بن النعمان الحراني ، قال : حدثنا ، قال : حدثني محمد بن إسحاق أن الزهري أخبره ، عن علي بن حسين ، عن أبيه عليه السلام ، ثم ذكر مثل حديثي علي بن أبي طالب أحمد بن عبد الرحمن اللذين ذكرناهما في هذا الباب .
[ ص: 224 ]
4769 - وحدثنا ، قال : أخبرنا أحمد بن شعيب عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد ، قال : حدثني ، قال : حدثني عمي ، عن أبي ، قال : حدثني ابن إسحاق حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف ، عن ، عن محمد بن مسلم بن شهاب ، عن علي بن حسين ، عن جده أبيه عليه السلام ، ثم ذكر مثله . علي بن أبي طالب
قال : فوقفنا بهذا الحديث على أن أبو جعفر محمد بن إسحاق لم يحدث به بشر بن النعمان سماعا ، وعلى أنه إنما حدثه به تدليسا ، فتأملنا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : وكان الإنسان أكثر شيء جدلا ، لما قال له علي ما قال مما ذكر عنه في هذا الحديث ، هل كان ذلك لكراهية منه ما قال له من ذلك ، أم لما سواه ، فوجدناه صلى الله عليه وسلم قد قال له بلال لما ناموا عن صلاة الصبح حتى طلعت عليهم الشمس بعد أن كان بلال قال له في الليل : أنا أوقظكم ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أين ما قلت يا بلال ؟ فقال له بلال : أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك ، فلم ينكر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله عليه ، وقد ذكرنا هذا الحديث بإسناده في ما تقدم منا في كتابنا هذا .
[ ص: 225 ] فعقلنا بذلك : أن الذي كان منه صلى الله عليه وسلم من تلاوته وكان الإنسان أكثر شيء جدلا حين قال له علي ما ذكرناه عنه مما قاله له في هذا الحديث ، لم يكن لكراهيته إياه منه ، وكيف ينكره منه وهو حق ؟ وأن ذلك كان منه على إعجابه إياه منه ، لأنه لما قال له ولابنته عليهما السلام : ألا تصليان ، مريدا به منهما أن يأخذا بحظهما من الصلاة في الليل ، وأن لا يتشاغلا عن ذلك بنوم ولا بغيره ، فقال له علي عند ذلك : إنما أنفسنا بيد الله يبعثها متى شاء ، أي : أنا لم ندع ما دعوتنا إليه وحضضتنا عليه مما هو خير لنا مما نحن عليه اختيارا منا ، لما نحن عليه على ما دعوتنا إليه ، ولكن النوم الذي لا حيلة لنا في دفعه عن أنفسنا ، لأنه شيء يحل بنا من الله عز وجل ، مما لا نستطيع دفعه عن أنفسنا ، فكان ذلك القول من علي عليه السلام أحسن ما يكون من الجواب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيما خاطبه وزوجته به ، فكان من رسول الله صلى الله عليه وسلم تلاوته ما تلاه مما ذكر عنه في هذا الحديث ، لإعجابه بذلك من علي ، ولأن فيما تلاه من القرآن ما يدل على أن الإنسان يكون منه من الجدل ما يكون في أحسن ما يكون من الجواب للكلام الذي تكلم به ، ومما هو محمود منه ، والله نسأله التوفيق .