[ ص: 502 ] 930 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من وده أنه لم يكن دخل الكعبة بعد ما كان دخلها .
5790 - حدثنا ، حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح ، حدثنا نعيم بن حماد ، عن عبد الرحمن بن محمد المحاربي إسماعيل بن عبد الملك ، عن ، عن ابن أبي مليكة رضي الله عنها ، قالت : عائشة الكعبة ووددت أن لا أكون دخلتها ، أخشى أن أتعبت أمتي رأيت النبي صلى الله عليه وسلم حزينا ، فقال : إني دخلت .
فقال قائل : دخول الكعبة قربة كسائر القرب التي فعلها النبي صلى الله عليه وسلم [ ص: 503 ] لتقتدي أمته به فيها ، فما وجه ما رويتموه عنه في هذا الحديث ؟
فكان جوابنا له في ذلك : أنه قد يحتمل أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد بذلك القول الخوف منه على أنه يكون الاقتداء به فيما فعله من أراد بذلك القول الخوف منه على ذلك حتى يكون عندهم مما لا يتم حجهم إلا به ، فأهمه ذلك لا ما سواه ، كما جاء بني عبد المطلب لما هم بالنزع معهم من ماء زمزم .
5791 - كما حدثنا ، حدثنا الربيع المرادي ، حدثنا أسد بن موسى ، حدثنا حاتم بن إسماعيل ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه : جابر بن عبد الله البيت صلى بمكة الظهر ، فأتى على بني عبد المطلب يسقون على زمزم ، فقال : انزعوا بني عبد المطلب ، فلولا يغلبنكم الناس على سقايتكم ، لنزعت معكم ، فناولوه دلوا فشرب منه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أفاض في حجته إلى .
[ ص: 504 ] فكان تركه لذلك خوف اقتداء الناس به ، وفي ذلك مشقة لأهلها على ما أهمهم من أمرها دون من سواهم .
ومثل ذلك ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تركه النصرة ، والدخول فيها خوفا أن يدخل الناس فيها اقتداء به فتذهب الهجرة .
5792 - كما حدثنا ، حدثنا المزني ، أخبرنا الشافعي ، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي ، عن محمد بن عمرو بن علقمة ، عن أبي سلمة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : أبي هريرة الأنصار ، ولو أن الناس يسلكون واديا أو شعبا ، لسلكت وادي الأنصار أو شعبهم لولا الهجرة ، لكنت امرءا من [ ص: 505 ] .
فترك صلى الله عليه وسلم أن يكون امرءا من الأنصار للمعنى الذي ذكر في هذا الحديث ، أنه لو فعل ذلك لفعل الناس جميعا في النصرة اقتداء به فيه ، فترك ذلك لتبقى الهجرة ، وإن كان في ذلك هو النصرة ، والله الموفق .