[ ص: 73 ] 227 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله : الدين النصيحة ، ومن جوابه لمن قال له : لمن يا رسول الله ؟ بما أجابه عن ذلك
1439 - حدثنا ، قال : حدثنا بكار بن قتيبة ، قال : حدثنا صفوان بن عيسى ، عن محمد بن عجلان القعقاع بن حكيم ، عن ، عن أبي صالح ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة الدين النصيحة - ثلاثا - قيل : لمن يا رسول الله ؟ قال : لله عز وجل ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم .
[ ص: 74 ]
1440 - حدثنا ، قال : أخبرنا أحمد بن شعيب عبد القدوس بن محمد ، قال : حدثني محمد بن جهضم ، قال : حدثنا ، عن إسماعيل بن جعفر ، عن ابن عجلان القعقاع بن حكيم ، وعن ، وعن سمي عبيد الله بن مقسم ، عن ، عن أبي صالح ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم... ثم ذكر مثله . أبي هريرة
1441 - حدثنا الحسن بن غليب بن سعيد الأزدي ، قال : أخبرنا ، قال : حدثني يحيى بن عبد الله بن بكير ، قال : حدثني الليث بن سعد ، عن ابن العجلان ، وعن زيد بن أسلم القعقاع بن حكيم ، عن ، عن أبي صالح السمان ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم... ثم ذكر مثله . أبي هريرة
1442 - حدثنا ، قال : حدثنا أبو أمية علي بن قادم ، قال : حدثنا [ ص: 75 ] ، عن سفيان ، عن سهيل ، عن أبيه عطاء بن يزيد ، عن ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكر مثله . تميم الداري
قال : وهذا الإسناد مما يذكر أهل العلم بالأسانيد أن علي بن قادم غلط فيه ، فأدخل فيه أبو جعفر أبا سهيل وهو أبو صالح بين سهيل وبين عطاء بن يزيد ، ويذكرون أن أصل هذا الإسناد ، عن سهيل ، عن عطاء نفسه .
1443 - كما قد حدثنا فهد بن سليمان ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا أبو غسان ، قال : حدثنا زهير بن معاوية ، عن سهيل بن أبي صالح عطاء بن يزيد ، عن ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... ثم ذكر مثله . تميم الداري
[ ص: 76 ] قال : ومما قد دل على ما قالوه في ذلك أبو جعفر
1444 - ما حدثنا ، قال : حدثنا بكار بن قتيبة ، قال : حدثنا إبراهيم بن بشار ، قال : حدثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار القعقاع بن حكيم ، عن ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : { أبي صالح الدين النصيحة } ، ثم ذكر مثله من غير أن يذكر فيه من بعد أبي صالح ، أخذ يحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : فلقيت سفيان ، فقلت حديث حدثنيه سهيل بن أبي صالح ، عن عمرو بن دينار القعقاع ، عن أبيك ، أسمعته منه ؟ قال : وما هو ؟ قلت : قول النبي صلى الله عليه وسلم :{ الدين النصيحة } ، فقال سهيل : أنا سمعته من الذي سمعه أبي منه ، قال : سمعت رجلا من أهل الشام - يقال له : عطاء بن يزيد الليثي - يحدث به أبي ، عن ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { تميم الداري ... ثم ذكر بقية الحديث . الدين النصيحة
[ ص: 77 ] قال : فدل ذلك أن أصل الحديث من حديث أبو جعفر أبي صالح إنما هو ، عن عطاء بن يزيد ، عن تميم ، اللهم إلا أن يكون أبو صالح سمعه من عطاء بن يزيد وسمعه من أيضا . أبي هريرة
وقد روى هذا الحديث عبد الله بن نافع ، عن مالك ، عن سهيل ، فخالف الناس في إسناده .
1445 - كما قد حدثنا عبيد بن رجال ، قال : حدثنا ، قال : قرأت على أحمد بن صالح ، قال : أخبرني عبد الله بن نافع ، عن مالك ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم... ثم ذكر الحديث ، كما ذكرنا سواء . أبي هريرة
[ ص: 78 ]
1446 - وقد حدثنا محمد بن خزيمة ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا معلى بن أسد عبد العزيز بن المختار ، عن ، عن سهيل بن أبي صالح عطاء بن يزيد ، عن ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم... ثم ذكر هذا الحديث ، كما ذكره تميم الداري فهد ، عن أبي غسان ، عن زهير ، عن سهيل .
[ ص: 79 ] قال : فقوي في القلوب أن أصل هذا الحديث عن أبو جعفر سهيل ، هو كما حدثه عنه زهير بن معاوية وعبد العزيز بن المختار لا كما قد حدثه سواهما ، لا سيما وقد بين عنه في ذلك ما قد ذكرناه ، عن ابن عيينة بكار ، عن في هذا الباب ، وقد وجدنا هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير حديث إبراهيم بن بشار أبي هريرة وتميم الداري .
1447 - كما قد حدثنا ، قال : حدثنا بكار بن قتيبة ، قال : حدثنا أبو همام الدلال ، عن هشام بن سعد زيد بن أسلم ، عن ونافع ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { ابن عمر الدين النصيحة ... } ثم ذكر بقية الحديث كمثل حديثه عن صفوان الذي ذكرناه في هذا الباب .
[ ص: 80 ] فقال قائل : كيف تقبلون هذا وتصححونه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفيه : الدين النصيحة ، وكيف يكون الدين النصيحة ، وقد وجدتم الله عز وجل قال في كتابه : إن الدين عند الله الإسلام .
فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه ، أن الذي رويناه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مخالف لما تلاه علينا من كتاب الله عز وجل ، إذ كانت النصيحة من الإسلام ، وقد بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها من بايعه على الإسلام .
1448 - كما حدثنا ، قال : حدثنا علي بن معبد ، قال : حدثنا أبو أحمد الزبيري ، عن سفيان ، قال : سمعت زياد بن علاقة يقول : { جرير بن عبد الله جرير : وإني لكم لناصح بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة والنصح لكل مسلم } . قال .
[ ص: 81 ]
1449 - وكما قد حدثنا ، قال : حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا وهب بن جرير ، عن شعبة ، قال : شهدت زياد بن علاقة ... ثم ذكر عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، مثله . جرير بن عبد الله
فكان فيما ذكرنا ما قد دل على أن النصيحة من الإسلام .
فقال هذا القائل : أفهي كل الإسلام الذي هو الدين على ما في هذه الآثار التي رويتموها في هذا الباب ؟
فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه : أنها ليست كل الدين ، ولكنها بمكان من الدين جليل ، وكل ما جل من جنس من الأجناس جاز أن يطلق له الاسم الذي يسمى به ذلك الجنس ، فيذكر به كما يذكر به ذلك الجنس ، من ذلك أنك تقول : الناس العرب ، وفيهم غير العرب لجلالة العرب في الناس ؛ ولأنهم يبينون بالخاصية التي فيهم عن سائر الناس ، فجاز بذلك أن يقال : هم [ ص: 82 ] الناس ، ومن ذلك قولهم : المال النخل لجلالة النخل في الأموال ، وإن كان في الأموال سوى النخل ، فمثل ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : { الدين النصيحة } ، هو لجلالة موضع النصيحة من الدين ، وإن كان في الدين سواها .
فقال هذا القائل : فما معنى ما في تلك الآثار من قوله : ولكتابه ؟ فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه ، أن ذلك عندنا على تعليم كتابه وعلى النصح لمن يعلمونه إياه في تعليمهم ما يحتاجون إلى علمه من محكمه ومن متشابهه ، وما يعملون به منه ، وما يقفون عنده منه ؛ لأن الناس كانوا كذلك في أول الإسلام يتعلمون القرآن .
1450 - كما قد حدثنا فهد بن سليمان ، قال : حدثنا ، قال : حدثني عبد الله بن صالح ، عن شريك ، عن عطاء بن السائب ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، قال : ابن مسعود كنا نتعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر آيات فما نعلم العشر التي بعدهن حتى نتعلم ما أنزل في هذه العشر من العمل .
[ ص: 83 ]
1451 - وكما حدثنا سليمان بن شعيب الكيساني ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا خالد بن عبد الرحمن الخراساني ، عن سفيان ، عن عطاء بن السائب ، قال : أخبرنا أبي عبد الرحمن السلمي أصحابنا الذين كانوا يعلمونا ، قالوا : . كنا نعلم عشر آيات ، فما نتجاوزهن حتى نعلم ما فيهن من عمل
[ ص: 84 ]
1452 - وكما حدثنا سليمان بن شعيب ، قال : حدثنا الخصيب بن ناصح الحارثي ، قال : حدثنا ، عن همام بن يحيى ، عن عطاء بن السائب ، قال : أبي عبد الرحمن السلمي أصحابنا يقرئونا ويعلمونا ويخبرونا ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرئ أحدهم عشر آيات ، فما يجوزها حتى يتعلم العمل فيها . قال : وقالوا : علمنا القرآن والعمل جميعا كان .
1453 - وكما حدثنا فهد ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا [ ص: 85 ] علي بن معبد ، عن عبيد الله بن عمرو ، عن زيد بن أبي أنيسة القاسم بن عوف ، قال : سمعت يقول : عبد الله بن عمر محمد صلى الله عليه وسلم ، فيتعلم حلالها وحرامها ، وآمرها وزاجرها ، وما ينبغي أن يوقف عنده منها ، كما تتعلمون أنتم اليوم القرآن ، ثم لقد رأيت اليوم رجالا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان ، فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ، ولا يدري ما آمره ، ولا زاجره ، ولا ما ينبغي أن يوقف عنده منه ، وينتثره نثر الدقل . لقد عشنا برهة من دهر وأحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن ، وتنزل السورة على
فكان فيما روينا كيفية تعليم الناس كان القرآن ، وكيفية أخذهم كان إياه ، وفي ذلك من المشقة على من كان يعلمه ، وعلى من كان يتعلمه ما لا خفاء به على سامعي هذه الآثار ، فأعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 86 ] من سأله عن النصيحة التي ذكرها في هذه الآثار ، لمن هي ؟ وفي ذلك النصيحة لكتاب الله ، والنصيحة له هي النصيحة لمن يأخذه تعليما ممن يأخذه منه ، وفيما ذكرنا بيان وجه هذا المعنى ، والله نسأله التوفيق .