[ ص: 366 ] 276 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل بر الأم على بر الأب من ولدهما .
1666 - حدثنا ، قال : حدثنا علي بن معبد ، قال : حدثنا شجاع بن الوليد السكوني ، عن عبد الله بن شبرمة ، عن أبي زرعة ، قال : { أبي هريرة
، قال : ثم من ؟ قال : أمك .
، قال : ثم من ؟ قال : أمك . ثلاث مرار . قال : ثم من ؟ قال : ثم أبوك قال : رجل يا رسول الله ، أي الناس أحق مني بحسن الصحبة ؟ قال : أمك . } .
[ ص: 367 ]
1667 - حدثنا ، قال : حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا عثمان بن عمر بن فارس ، عن بهز بن حكيم أبيه ، عن جده ، قال : { قلت : يا نبي الله من أبر ؟ قال : أمك . قال : قلت ثم من ؟ قال : ثم أمك . قال : قلت ثم من ؟ قال : ثم أمك . ثلاث مرار ، ثم أباك الأقرب فالأقرب } .
[ ص: 368 ]
1668 - حدثنا ، قال : حدثنا علي بن معبد ، قال : حدثنا مكي بن إبراهيم ( ح ) وحدثنا بهز بن حكيم ، قال : حدثنا علي بن معبد ، قال : حدثنا عبد الوهاب بن عطاء ... ثم ذكر بإسناده مثله . بهز بن حكيم
[ ص: 369 ]
1669 - وحدثنا محمد بن علي بن داود البغدادي والحسين بن الحكم الجيزي الكوفي ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا عفان بن مسلم ، قال : حدثنا أبو عوانة ، عن منصور عبيد الله بن علي بن عرفطة ، عن خداش أبي سلامة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : { أوصي امرأ بأمه ، أوصي امرأ بأمه ، أوصي امرأ بأمه - ثلاث مرار - أوصي امرأ بأبيه ، أوصي امرأ بمولاه الذي يليه ، وإن كانت منه عليه أذاة تؤذيه } .
قال : فكان في هذه الآثار ما قد دل على أن للأم من [ ص: 370 ] البر على ولدها مثل ثلاثة أمثال ما للوالد عليه من البر . أبو جعفر
فقال قائل : فقد روي عن عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يخالف هذا . أبي هريرة
1670 - فذكر ما قد حدثنا محمد بن النعمان السقطي ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا الحميدي ، قال : حدثنا سفيان ، عن عمارة بن القعقاع ، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير رضي الله عنه ، قال : { أبي هريرة
، قال : ثم من ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : أبوك جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : من أولى الناس بحسن الصحبة مني ؟ قال : أمك . } قال سفيان فيرون ، أن للأم الثلثين من البر .
سمعت السقطي يقول حدثنا ، قال : وكذلك حدثنا الحميدي ، عن الفضيل بن عياض ، عن هشام ، قال : الحسن . للأم الثلثان من البر وللأب الثلث
1671 - وما قد حدثنا ، قال : [ ص: 371 ] حدثنا محمد بن أحمد بن جعفر الكوفي ، قال : حدثنا علي ابن المديني ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عمارة بن القعقاع ، عن أبي زرعة رضي الله عنه ، قال : { أبي هريرة قال رجل : يا رسول الله ، من أحق الناس مني بحسن الصحبة ؟ قال : أمك . قال : ثم من ؟ قال : أمك . قال : ثم من ؟ قال : أبوك } ، قال : فيرون ، أن للأم الثلثين من البر ، وأن للأب الثلث فقيل لسفيان للأم الثلثان في الحديث ؟ قال : سمعته من ابن شبرمة يحدثه عن عمارة قبل أن أراه فسألت عمارة فجاء به .
قال : فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله وعونه ، أن هذا قد يحتمل أن يكون أبو جعفر ذهب عنه في ذلك ما قد حفظه ابن عيينة شجاع ؛ لأن إنما كان يحدث من حفظه ، ابن عيينة وشجاع كان يحدث من كتابه ، وإن كان قد زاد على ابن عيينة شجاع في إسناد هذا الحديث عمارة بن القعقاع بين ابن شبرمة وبين ، وكان الأولى بنا لما اختلف عن أبي زرعة في ذلك هذا الاختلاف الذي ذكرناه في بر الأم أن يجعل الأولى به منه ما قد وافقه عليه أبي هريرة معاوية بن حيدة جد بهز بن حكيم وخداش أبو سلامة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم لا ما خالفاه فيه عنه ، فثبت بذلك أن الواجب للأم على ولدها من البر وحسن الصحبة ثلاثة أمثال ما للوالد عليه منهما والله نسأله التوفيق .
[ ص: 372 ] قال : ثم تأملنا حديث أبو جعفر الذي بدأنا بذكره في أول هذا الباب ، وهل وافق أبي زرعة شجاعا على ما رواه عليه مما خالف فيه أحد . ابن عيينة
1672 - فوجدنا أبا أيوب عبيد الله بن عبيد بن عمران الطبراني المعروف بابن خلف قد حدثنا ، قال : حدثنا سهل بن نصر المطبخي ، قال : حدثنا حبان بن علي ، عن ، عن عمارة بن القعقاع ، عن أبي زرعة ، قال : { أبي هريرة قلت : يا رسول الله ، أي الناس أحق بحسن الصحبة ؟ قال : أمك . قال : قلت ثم من ؟ قال أمك . قال : قلت ثم من يا رسول الله ؟ قال أمك . قال : قلت ثم من يا رسول الله ؟ قال أبوك } .
قال : فهذا أبو جعفر حبان قد وافق شجاعا في روايته هذا الحديث على ما رواه عليه ، وحبان فصالح الحديث .
حدثني محمد بن أحمد بن خزيمة ، قال : حدثنا عباس بن محمد الدوري ، قال : قلت ليحيى بن معين ينبغي أن يكون حبان أوثقهما ، يعنيه ومندلا ، قال : ما أقربهما
[ ص: 373 ] ثم وجدنا يحيى بن أيوب الكوفي البجلي قد روى هذا الحديث عن ، فوافق أبي زرعة شجاعا على ما رواه عليه من ذلك ، وخالف فيه . ابن عيينة
1673 - كما حدثنا ، قال : حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح ، قال : حدثنا نعيم بن حماد ، قال : حدثنا عبد الله بن المبارك ، عن يحيى بن أيوب البجلي ، عن أبي زرعة رضي الله عنه ، قال : { أبي هريرة أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ما تأمرني ؟ قال : بر أمك ، ثم عاد ، فقال : بر أمك ، ثم عاد ، فقال : بر أمك ، ثم عاد الرابعة ، فقال : بر أباك } [ ص: 374 ] ثم نظرنا في أحوال يحيى بن أيوب البجلي عند أئمة الحديث كيف هي ؟
حدثنا محمد بن أحمد بن خزيمة ، قال : حدثنا العباس بن محمد الدوري ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول يحدث ، عن يحيى بن أيوب البجلي وكيع وأبو نعيم ، وليس بيحيى بن أيوب هذا بأس ، فعاد حديث الذي ذكرنا اختلاف أبي هريرة ابن عيينة وشجاع فيه إلى أن الأولى به ما رواه شجاع عليه بمتابعة من تابعه على ما رواه عليه ممن ذكرنا والله نسأله التوفيق .