[ ص: 454 ] 356 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من جوابه سعد بن أبي وقاص لما سأله : من أشد الناس بلاء
2202 - حدثنا نصار بن حرب المسمعي البصري ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا أبو داود الطيالسي ، عن شعبة ، عن عاصم ، عن مصعب بن سعد ، قال : سعد قلت يا رسول الله أي الناس أشد بلاء ، قال : الأنبياء صلوات الله عليهم ، ثم الصالحون ، ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على قدر دينه ، أو قال : على حسب دينه ، فإن كان صلب الدين اشتد بلاؤه ، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر ذلك ، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يمشي وليس عليه خطيئة .
[ ص: 455 ]
2203 - حدثنا ، قال : حدثنا الحسين بن نصر . أبو نعيم
وحدثنا ، قال : حدثنا عبد الملك بن مروان قالا : حدثنا الفريابي ، عن سفيان الثوري ، عن عاصم بن أبي النجود ، عن مصعب بن سعد ، قال : سعد قلت : يا رسول الله من أشد الناس بلاء ؟ قال : الأنبياء صلوات الله عليهم ثم الأمثل فالأمثل ، يبتلى الرجل على حسب دينه ، فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه ، وإن كان في دينه رقة خفف عنه ، فما يزال البلاء بالعبد حتى يمشي على الأرض وما عليه من خطيئة .
2204 - حدثنا ، قال : حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي حماد بن سلمة كلاهما ، عن وحماد بن زيد ، عن عاصم بن بهدلة ، عن مصعب بن سعد ، قال : أبيه قلت : يا رسول الله فذكر مثله .
2205 - حدثنا ، قال : حدثنا يزيد بن سنان ، قال : حدثنا أبو الربيع الزهراني ، قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن عاصم ، عن مصعب بن سعد ، ثم ذكر نحوه وقال : أبيه حتى يمشي على الأرض وما عليه خطيئة ، قال حماد : وهمزها عاصم ، [ ص: 456 ]
2206 - حدثنا علي بن شيبة ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا الحسن بن موسى الأشيب ، عن شيبان وهو النحوي ثم ذكر بإسناده مثله . عاصم بن أبي النجود
2207 - حدثنا ، قال : حدثنا علي بن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة الكوفي المنجاب بن الحارث التميمي الكوفي ، قال : حدثنا ، عن شريك بن عبد الله النخعي ، عن سماك ، عن مصعب بن سعد ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبيه قيل : أي الناس أشد بلاء ؟ قال : الأنبياء صلوات الله عليهم ، ثم الأمثل فالأمثل ، ثم يبتلى الناس على حسب أديانهم ، فإذا كان الرجل حسن الدين اشتد بلاؤه ، وإن كان في دينه شيء ابتلي على قدر ذلك ، فما يبرح البلاء عن العبد حتى يمشي على الأرض وما عليه من ذنب .
قال : فتأملنا هذا الحديث فوجدنا فيه في جواب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه أبو جعفر سعدا رضي الله عنه عما سأله عنه فيه من أشد الناس بلاء ، الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ، يبتلى الرجل على حسب دينه ، فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه ، وإن كان في دينه رقة خفف عنه ، فعقلنا بذلك أن ذلك القول من النبي صلى الله عليه وسلم في وصف الأديان بالصلابة [ ص: 457 ] والرقة لم يرجع على الأنبياء صلوات الله عليهم ، لأنهم لا رقة في أديانهم وأن ذلك إنما يرجع على من سواهم ممن ذكر معهم ، وكان في هذا الحديث أن المسلمين سواهم يحط عنهم بالبلاء الذي يبتلون به في الدنيا خطيئاتهم ، وذلك عندنا والله أعلم لاحتسابهم عند ذلك وصبرهم عليه ، فتمحص عنهم خطيئاتهم بذلك ، إذا كانوا ذوي خطايا ، وإذا كان الأنبياء صلوات الله عليهم في ذلك بخلافهم لأنهم لا خطايا لهم ، وبالله التوفيق .
[ ص: 458 ]