[ ص: 299 ] 396 - باب بيان مشكل ما روي في إسلام جرير متى كان في سوى ما رويناه في الباب الذي قبل هذا الباب .
حدثنا فهد قال : حدثنا قال : حدثنا موسى بن داود ، عن حفص بن غياث ، عن الأعمش وعن إبراهيم ، عن حماد ، عن إبراهيم قال : جرير بن عبد الله إبراهيم : ما أسلم جرير إلا قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بأربعين ليلة . أسلمت قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بأربعين يوما قال
[ ص: 300 ] ففي هذا الحديث أن إسلام جرير إنما كان قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بأربعين إما يوما وإما ليلة . وهذا عندنا حديث منكر ، ولم نجده يدور إلا على موسى بن داود خاصة ، فنظرنا هل نجد ما يخالفه ؟ أم لا . ؟
2496 - فوجدنا قد حدثنا قال : حدثنا ابن أبي داود قال : حدثنا سليمان بن حرب ، عن شعبة علي بن مدرك قال : سمعت يحدث عن جده أبا زرعة بن عمرو بن جرير قال : جرير قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع : استنصت الناس ، ثم قال : لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض .
[ ص: 301 ] ففي هذا الحديث أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في حجته ، وفي ذلك ما قد دل على أن إسلامه قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربعين وبأربعين وبأكثر من ذلك ؛ لأن ما في هذا الحديث كان في ذي الحجة ومضى بعده المحرم وصفر واثنتا عشرة ليلة من شهر ربيع الأول ، ثم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك وجرير في ذلك كله مسلم .
2497 - ووجدنا محمد بن خزيمة قد حدثنا قال : حدثنا قال : حدثنا مسدد ، عن يحيى القطان قال : حدثنا إسماعيل بن أبي خالد قال : قال لي قيس بن أبي حازم : جرير خثعم يسمى كعبة اليمانية ، فانطلقت في خمسين ومائة فارس من أحمس وكانوا أصحاب خيل ، وكنت لا أثبت على الخيل فضرب على صدري حتى رأيت أصابعه في صدري ، وقال : اللهم اجعله هاديا مهديا فانطلق إليها فكسرها وحرقها ، ثم بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره ، فقال رسول جرير : والذي بعثك بالحق ما جئتك حتى تركتها كأنها جمل أجرب ، قال : فبارك على خيل أحمس ورجالها خمس مرات قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا تريحني من ذي الخلصة . وكان بيتا في .
[ ص: 302 ] فكان فيما روينا دفع ذلك أيضا ووجوب قدم إسلام جرير .
2498 - ووجدنا فهدا قد حدثنا قال : حدثنا قال : حدثنا أبو نعيم أبان بن عبد الله البجلي قال : حدثني إبراهيم بن جرير ، عن قال : جرير علي رضي الله عنه [ ص: 303 ] ابن عباس والأشعث بن قيس ، فأتياني وأنا بقرقيسية فقالا : إن أمير المؤمنين يقرئك السلام ويخبرك أنه نعم ما أراك الله من مفارقتك فأتني أنزلك منزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أنزلكها ، فقال لهما جرير : إن نبي الله صلى الله عليه وسلم بعثني إلى اليمن لأقاتلهم وأدعوهم ، فإذا قالوا : لا إله إلا الله حرمت علي دماؤهم وأموالهم ، فلا أقاتل رجلا يقول : لا إله إلا الله أبدا بعث إلي ، فرجعنا على ذلك .
وفي ذلك أيضا ما يوجب قدم إسلام جرير وسعة مدة إسلامه في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يتجاوز الأربعين المذكورة فيما رويناه في هذا الباب . والله تعالى نسأله التوفيق .