[ ص: 479 ] 602 - باب بيان مشكل حديث : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق ، وما فيه مما هو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما فيه مما هو من كلام ابن مسعود . ابن مسعود
3861 - حدثنا ، قال : حدثنا يزيد بن سنان ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد القطان ، عن الأعمش ، عن زيد بن وهب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحو حديثه عبد الله بن مسعود
الذي حدثناه ، فقال فيه : حدثنا عثمان بن عمر بن فارس ، قالا : حدثنا ومحمد بن كثير العبدي ، عن شعبة ، قال : حدثنا سليمان الأعمش ، قال : حدثنا زيد بن وهب بمثل حديثه عبد الله بن مسعود
الذي حدثناه .
قال : حدثنا ، قال : حدثنا أبو عامر العقدي عن شعبة ، قال : سمعت الأعمش ، قال : سمعت زيد بن وهب يقول : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو الصادق المصدوق : عبد الله إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما وأربعين ليلة دما ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم [ ص: 480 ] يبعث إليه ملك ، فيؤمر أن يكتب رزقه ، وأجله ، وشقي أو سعيد ، فوالله إن أحدكم ليعمل بأعمال أهل الجنة ، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيغلب عليه ، فيعمل بأعمال أهل النار ، فيدخل النار ، وإن أحدكم ليعمل بأعمال أهل النار ، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيغلب عليه ، فيعمل بأعمال أهل الجنة ، فيدخل الجنة .
3862 - وحدثنا يزيد ، قالا : حدثنا وإبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا وهب بن جرير ، شعبة جميعا ، عن وأبي ، عن الأعمش ، عن زيد بن وهب ، غير أن أبي لم يرفعه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ، ثم ذكر نحوه . ابن مسعود
3863 - حدثنا عبد الملك بن مروان الرقي ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا آدم بن أبي إياس ، عن شعبة ، قال : سمعت الأعمش ، يقول : سمعت زيد بن وهب ، يقول : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو الصادق المصدوق . ابن مسعود
[ ص: 481 ]
3864 - وحدثنا عبد الملك ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا الفريابي ، عن سفيان ، قال : حدثنا الأعمش ، قال : حدثنا زيد بن وهب الجهني ، قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو الصادق المصدوق ، ثم ذكر مثله ، إلا أنه قال : عبد الله بن مسعود فيسبق عليه الكتاب الذي سبق . في الموضعين جميعا منه ، ولم يقل : فيغلب عليه .
3865 - حدثنا ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا عمرو بن خالد ، قال : حدثنا زهير بن معاوية ، عن سليمان الأعمش ، قال : سمعت زيد بن وهب ، يقول : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو الصادق المصدوق ، ثم ذكر مثله ، إلى أن انتهى إلى : وشقي أم سعيد . فقال بعقب ذلك : ثم ينفخ فيه الروح ، قال عبد الله بن مسعود زهير : وأراه قال : وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة ، ثم ذكر بقية الحديث .
[ ص: 482 ]
3866 - حدثنا فهد بن سليمان ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا عمر بن حفص بن غياث النخعي ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا الأعمش ، قال : حدثنا زيد بن وهب رضي الله عنه ، قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو الصادق المصدوق ، عبد الله بن مسعود
إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يبعث إليه الملك بأربع كلمات ، فيكتب عمله ، وأجله ، ورزقه ، وشقي أو سعيد ، ثم ينفخ فيه الروح ، فإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب ، فيعمل بعمل أهل الجنة ، فيدخل الجنة ، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب ، فيعمل بعمل أهل النار ، فيدخل النار . قال : هكذا روى أبو جعفر هذا الحديث عن الأعمش زيد ، وقد رواه أيضا عن زيد سلمة بن كهيل .
[ ص: 483 ]
3867 - كما حدثنا ، قال : حدثنا بكار بن قتيبة ، قال : حدثنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير ، قال : حدثنا فطر بن خليفة ، عن سلمة بن كهيل ، قال : حدثنا زيد بن وهب ، يقول : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو الصادق المصدوق : عبد الله بن مسعود
إن خلق أحدكم يكون في بطن أمه أربعين يوما ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم ينفخ فيه الروح ، ثم يبعث الله عز وجل ملكا بأربع كلمات ، فيكتب أجله ، ورزقه ، وسعيد هو أو شقي ، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة ، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيدركه الكتاب السابق ، فيعمل بعمل أهل النار ، فيدخل النار ، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار ، فيدركه الكتاب السابق ، فيعمل بعمل أهل الجنة ، فيدخل الجنة . قال : فكان هذا موافقا لما رواه أبو جعفر عليه ، عن الأعمش زيد .
3868 - وحدثنا ، قال : حدثنا إسماعيل بن إسحاق بن سهل الكوفي ، قال : حدثنا أبو نعيم ، عن فطر بن خليفة ، عن سلمة بن كهيل ، عن زيد بن وهب ، قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو الصادق المصدوق ، ثم ذكر مثله ، إلى قوله : وشقي أو سعيد ، فقال بعقب ذلك : قال عبد الله عبد الله : والذي نفس عبد الله بيده ، إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة ، ثم [ ص: 484 ] ذكر بقية الحديث .
فكان في هذا إضافة ما فيه من عمل الرجل بعمل أهل الجنة إلى آخره إلى كلام به ، وإخراجه من كلام النبي صلى الله عليه وسلم الذي في هذا الحديث . عبد الله بن مسعود
3869 - وقد حدثنا ، قال : حدثنا يزيد بن سنان ، قال : حدثنا يزيد بن هارون ، عن فطر بن خليفة ، عن سلمة بن كهيل ، عن زيد بن وهب رضي الله عنه ، ثم ذكر مثله ، إلا أنه قال بعد قوله : وشقي أو سعيد : عبد الله بن مسعود فوالذي نفس محمد بيده ، ثم ذكر بقيته .
قال : ففي هذا الحديث ما قد دل على أن هذا الكلام إلى آخر هذا الحديث من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم لا من كلام أبو جعفر ; لأنه لا يجوز أن يكون ذلك الحلف من ابن مسعود كما فيه ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم حينئذ ميت ; لأنه إنما يحلف بأنفس الأحياء ، لا بأنفس الأموات ، وقد وجدنا هذا الحديث من رواية عبد الله بن مسعود ، عن جرير بن حازم ، بما يدل أن هذا الكلام من كلام الأعمش ، لا من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم . ابن مسعود
[ ص: 485 ]
3870 - كما قد حدثنا ، قال : أخبرنا يونس ، قال حدثني ابن وهب ، عن جرير بن حازم ، عن سليمان بن مهران ، عن زيد بن وهب ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عبد الله بن مسعود بيده ، إن الرجل ليعمل بعمل ابن مسعود تكون النطفة في الرحم أربعين ليلة نطفة ، وأربعين ليلة علقة ، وأربعين ليلة مضغة ، ثم يبعث إليه ملك ، فيؤمر بأربع كلمات : برزقه ، وأجله ، وشقي أو سعيد ، فوالذي نفس ... ثم ذكر مثله .
فعقلنا بذلك أن هذا الكلام من كلام لا من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلى أي معنى كان هذا الكلام في الحقيقة من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو من كلام ابن مسعود ، فإنه حق ; لأن ابن مسعود المأمون على ما قال من ذلك ، إن كان قاله ، ولأنا نعلم أنه لم يقل ذلك رأيا ; لأن مثله لا يقال بالرأي ، وأنه إنما قاله توقيفا ، والتوقيف لا يكون إلا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بل في الحديث ما يدل على أخذه كان إياه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ; لأن فيه من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيؤمر أن يكتب رزقه ، وأجله ، وشقي أو سعيد ، والشقوة ، والسعادة هما المعنى الذي في بقية هذا الحديث المتنازع فيه أنه من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو من كلام ابن مسعود ، فإن كان من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهو من كلامه ، وإن لم يكن من كلامه ، وكان من كلام ابن مسعود بتوقيف رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه عليه ، كان كذلك أيضا ، وإن كان باستخراجه إياه من الشقوة [ ص: 486 ] والسعادة المذكورين فيه ، فهو كما أخذه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا توقيفا . ابن مسعود
قال : وفي هذا الحديث معنى لم نجده إلا في روايتي أبو جعفر زهير وحفص ، عن ، وفي رواية الأعمش بكار ، عن أبي أحمد ، عن فطر ، عن ، وهو : ثم ينفخ فيه الروح ، سلمة بن كهيل
وذلك مما قد روي فيه ، عن أبي العالية .
حدثنا ، قال : حدثنا إسماعيل بن إسحاق الكوفي ، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى العبسي ، عن أبو جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، أبي العالية والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا . قال : قلت : لأي شيء ضمت هذه العشر إلى الأربعة الأشهر ؟ قال : لأنه ينفخ فيه الروح في هذه العشر . في قوله عز وجل :
وقد استدل محمد بن الحسن بذلك في الجارية إذا اشتراها رجل وهي من أولات الحيض ، فتأخر حيضها ، فقال : إذا مضت عليها أربعة أشهر وعشرة أيام حل له منها ما يحل له منها لو حاضت ، قال : لأن [ ص: 487 ] الروح تنفخ في تلك المدة إن كان بها حمل ، فيتبين أن في بطنها ولدا ، فيعف عن وطئها لذلك ، أو لا يتبين ذلك ، فيسعه عنده وطؤها ; لأن أمرها بذلك يغلب على القلوب أنه لا حمل بها معه .
كما حدثنا ابن أبي عمران ، قال : حدثنا محمد بن سماعة عن محمد بن الحسن بهذا القول .
وقد روي ، عن رضي الله عنهما ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في الشقوة والسعادة المأمور باكتتابهما في حديث عبد الله بن عمر الذي ذكرنا . ابن مسعود
3871 - كما حدثنا ، بكار بن قتيبة ، قالا : حدثنا ويزيد بن سنان ، قال : حدثنا وهب بن جرير ، عن صالح بن أبي الأخضر ، عن الزهري ، عن سالم بن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبيه
إذا وقعت النطفة في الرحم ، أو قال : إذا خلقت النطفة في الرحم ، قال ملك الأرحام وهو معرض : أي رب ما أكتب ؟ فيقضي الله عز وجل إليه أمره ، فيقول : أذكر أم أنثى ؟ فيقضي الله عز وجل إليه أمره ، فيقول : أشقي أم سعيد ؟ فيقضي الله عز وجل إليه أمره ، فيكتب ما هو لاق ، حتى النكبة ينكبها . [ ص: 488 ]
3872 - كما حدثنا ، قال : حدثنا بكار ، قال : حدثنا وهب ، قال : سمعت أبي ، يحدث عن يونس بن يزيد ، عن الزهري عبد الرحمن بن هنيدة ، عن ، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه . ابن عمر
3873 - وكما حدثنا ، قال : أخبرنا يونس ، قال : أخبرني ابن وهب ، عن يونس ، عن ابن شهاب عبد الرحمن بن هنيدة ، عن رضي الله عنهما ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله . ابن عمر
وقد روت رضي الله عنها ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك أيضا . عائشة
3874 - كما حدثنا ، قال : حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثني أبو عامر العقدي الزبير بن عبد الله ، قال : حدثني جعفر بن مصعب ، قال : سمعت يحدث ، عن عروة بن الزبير ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : عائشة إن الله عز وجل حين يريد أن يخلق الخلق ، يبعث ملكا ، فيدخل الرحم ، فيقول : أي رب ، ماذا ؟ [ ص: 489 ] فيقول : غلام أو جارية ، أو ما شاء الله عز وجل أن يخلق في الرحم ، فيقول : أي رب ، شقي أو سعيد ؟ فيقول : شقي أو سعيد ، فيقول : أي رب ، ما رزقه ؟ فيقول : كذا وكذا ، فيقول : أي رب ، ما أجله ؟ فيقول : كذا وكذا ، قال : فيقول : يا رب ، ما خلقه ؟ ما خلائقه ؟ قال : فما شيء إلا يخلق معه في الرحم .
وقد روى حذيفة بن أسيد الغفاري ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك أيضا ، مما قد ذكرناه فيما تقدم منا في كتابنا هذا ، فغنينا بذلك عن إعادته هاهنا ، والله عز وجل نسأله التوفيق .