[ ص: 357 ] 407 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الثلاثة الذين يدعون الله عز وجل فلا يستجيب لهم
2530 - حدثنا قال : حدثنا أبو أمية عمرو بن حكام قال : حدثنا ، عن شعبة فراس ، عن ، عن الشعبي ، عن أبي بردة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي موسى ولا تؤتوا السفهاء أموالكم ، ورجل داين بدين ولم يشهد ، ورجل له امرأة سيئة الخلق فلا يطلقها ثلاثة يدعون الله عز وجل فلا يستجاب لهم : رجل أعطى ماله سفيها ، وقد قال الله عز وجل : .
[ ص: 358 ] قال : فاحتملنا هذا الحديث ، عن أبو جعفر عمرو بن حكام ، وإن كانوا يقولون في روايته ما يقولونه فيها إذ كان معاذ بن معاذ العنبري قد حدث به عن ، كما حدث به هو عنه ، ثم تأملنا معنى هذا الحديث فوجدنا الله عز وجل قد علم عباده أشياء يستدفعون بها أضدادها ، فكان من ذلك تحذيره لهم أن لا يدفعوا إلى السفهاء أموالهم رحمة لهم ، وطلبا منه لبقاء نعمه عليهم ، وعلمهم أن يشهدوا في مدايناتهم ، ليكون ذلك حفظا لأموال الطالبين منهم ، ولأديان المطلوبين منهم ، وعلمهم الطلاق الذي يستعملونه عند حاجتهم إليه ، فكان من ترك منهم ما علمه الله إياه حتى وقع في ضد ما يريد مخالفا لما أمره عز وجل به ، فلم يجب دعاءه لخلافه إياه ، وكان من سوى من ذكرنا في هذا الحديث ممن ليس بعاص لربه مرجوا له إجابة الدعوة فيما يدعوه ، وهم الذين دخلوا في قوله عز وجل : شعبة وقال ربكم ادعوني أستجب لكم وحذرهم على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم من الاستعجال [ ص: 359 ] في ذلك : إجابة الدعاء ، والله عز وجل نسأله التوفيق .