[ ص: 417 ] 217 - باب طلاق الرجال نساءهم اللاتي يكرههن آباؤهم ، هل ذلك مما عليهم في بر آبائهم ؟ أم لا ؟ قال : قد كان هذا المعنى أشكل على أبو جعفر رضي الله عنه حتى قال في ذلك لمن سأله عنه . أبي الدرداء
1385 - ما قد حدثنا قال : حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال : حدثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود قال : حدثنا سفيان الثوري قال : حدثني عطاء وهو ابن السائب قال : أبو عبد الرحمن السلمي ، فسأله عن ذلك فقال : ما أنا بالذي آمرك أن تطلق ، وما أنا بالذي آمرك أن تمسك ؛ سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : الوالدة أوسط باب الجنة أبي الدرداء إن رجلا منا أمرته أمه أن يتزوج ، فلما تزوج أمرته أن يفارقها ، فارتحل إلى ؛ فاحفظ ذلك الباب أو ضيعه . أو كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ، الشك من ابن مرزوق .
قال : فوقفنا بذلك على أن أبو جعفر رضي الله عنه [ ص: 418 ] أشكل عليه الجواب فيما سئل عنه من هذا . أبا الدرداء
فكان جوابه في ذلك جوابا لم يقطع فيه شيء من إمساك ومن فراق ، فنظرنا هل روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيء فيه حقيقة الواجب في هذا المعنى ؛ ما هي . ؟
1386 - فوجدنا قد حدثنا قال : حدثنا بحر بن نصر بن سابق الخولاني قال : حدثنا عبد الله بن وهب ، عن ابن أبي ذئب الحارث بن عبد الرحمن ، عن حمزة بن عبد الله بن عمر ، عن قال : أبيه عبد الله ، طلق امرأتك ! فطلقتها كانت عندي امرأة أحبها ، وكان أبي يكرهها ، فأمرني أن أطلقها ، فأبيت ، فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا .
1387 - ووجدنا قد حدثنا قال : حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال : حدثنا بشر بن عمر الزهراني ، فذكر بإسناده مثله . ابن أبي ذئب
1388 - ووجدنا الربيع بن سليمان وسليمان بن شعيب الكيساني قد حدثانا ، قالا : قال : حدثنا أسد بن موسى ، ثم ذكر بإسناده مثله . ابن أبي ذئب
[ ص: 419 ] فكان في هذا الحديث ما قد دل أن من حق الوالد في هذا على ابنه إجابته أباه إلى ما يسأله إياه من هذا ، وإذا كان ذلك من حق الوالد على ولده كان من حق والدة على ولدها أوجب ، ولولدها ألزم ؛ لأن حق الوالدة على الولد يتجاوز حق الوالد عليه ، وسيجيء بذلك منصوصا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في موضعه فيما بعد من كتابنا هذا إن شاء الله .
قال : والذي يؤمر به الولد في هذا غير مبيح له فيه طلاق زوجته في الموضع الذي نهاه الله عز وجل عن طلاقها فيه ، وإنما هو طلاقه إياها في الموضع الذي أباح الله الطلاق فيه لا في ضده . والله نسأله التوفيق . أبو جعفر