[ ص: 290 ] 976 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمره بالدعاء الجامع .
6023 - حدثنا ، حدثنا إبراهيم بن أبي داود ، حدثنا يزيد بن عبد ربه ، حدثني بقية بن الوليد ، حدثني شعبة جبر بن حبيب قال : نزلت على فاطمة ابنة أبي بكر بالمدينة ، فحدثتني .
عن قالت عائشة أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنا أصلي ، فكلمه بكلام كأنه كره أن أسمعه ، فقال : عليك بالجوامع الكوامل ، فذكر هذا الكلام ، قالت : فأتيته ، فقلت : ما قولك " الجوامع الكوامل " ؟ فقال : قولي اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله ، وآجله ما علمت منه وما لم أعلم ، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت وما لم أعلم ، وأسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل ، وأسألك من الخير الذي سألك عبدك ورسولك عائشة محمد صلى الله عليه وسلم ، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل ، وأعوذ بك مما استعاذ منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم ، وأسألك ما قضيت لي من أمر أن تجعل عاقبته رشدا دخل .
[ ص: 291 ]
6024 - وحدثنا ، حدثنا أحمد بن شعيب ، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا النضر بن شميل ، أخبرنا شعبة جبر بن حبيب قال : سمعت أم كلثوم بنت علي تحدث عن - رضي الله عنها - عائشة أبا بكر - رضي الله عنه - دخل على النبي صلى الله عليه وسلم ليكلمه ، تصلي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا وعائشة ، قولي : اللهم إني أسألك من الخير كله عائشة أن ، ثم ذكر بقية الحديث الدعاء الذي فيه .
[ ص: 292 ] فاختلف بقية والنضر على في المرأة التي هذا الحديث عنها ; فقال شعبة بقية في حديثه : هي فاطمة بنت أبي بكر ، وقال النضر في حديثه هي أم كلثوم بنت علي ، فإن تك فاطمة المذكورة في هذا الحديث هي ابنة أبي بكر فهي التي كان أبو بكر قال في مرض موته : ذو بطن ابنة خارجة قد ألقي في قلبي أنها جارية ، فولدت بعد موته . لعائشة
ثم تأملنا ما اختلف فيه النضر بن شميل وبقية بن الوليد على في المرأة التي بين شعبة جبر بن حبيب وبين في هذا الحديث على ما ذكرنا اختلافهما عنه فيه لنقف على الحقيقة في ذلك كيف هي إن شاء الله تعالى ؟ عائشة
6025 - فوجدنا قد حدثنا قال : حدثنا بكار بن قتيبة أبو عمر الضرير ، أخبرنا . حماد بن سلمة
6026 - ووجدنا قد حدثنا قال : حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، حدثنا عفان بن مسلم قال حماد بن سلمة بكار في حديثه : عن جبر بن حبيب ، وقال إبراهيم في حديثه : قال : أخبرنا جبر بن حبيب ، ثم اجتمعا ، فقالا ، عن - رضي الله عنه - عن أم كلثوم بنت أبي بكر - رضي الله عنها - . عائشة
قال بكار في حديثه : إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول وقال إبراهيم في حديثه : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا هذا الدعاء ، ثم ذكرا جميعا الدعاء [ ص: 293 ] الذي في حديثي النضر وبقية سواء .
فقوي في القلوب أن الصواب فيما اختلف فيه النضر وبقية عن في اسم هذه المرأة : أنها شعبة ابنة أبي بكر ، لا ابنة علي .
وقوى ذلك أيضا :
6027 - ما قد حدثنا ، حدثنا بكار ، حدثنا أبو عوانة ، عن حماد بن سلمة ، عن سعيد الجريري
عن أم كلثوم ابنة أبي بكر . - رضي الله عنها - مثل ذلك . عائشة
6028 - وقد روى أبو نعامة هذا الحديث عن جبر ، فخالف شعبة وحمادا [ ص: 294 ] فيه ، فقال مكان أم كلثوم ، عن القاسم كما حدثنا ، حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، حدثنا عثمان بن عمر أبو نعامة ، عن جبر بن حبيب ، عن ، عن القاسم . عائشة
أبا بكر استأذن على ، وهي تصلي ، فجعلت تصفق ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ، وهي على ذلك قال : ما يمنعك أن تأخذي بجوامع العلم وفواتحه ؟ قالت : وما جوامعه وفواتحه ؟ قال : تقولين عائشة أن ، ثم ذكر الدعاء هذا بعينه .
6029 - وحدثنا ، حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، حدثنا وهب بن جرير الأسود بن شيبان ، عن أبي نوفل بن أبي عقرب قال : قالت : عائشة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه الجوامع من الدعاء ، ويدعو بما بين ذلك .
قال : فتأملنا الجوامع من الدعاء والتقديم لها على ما [ ص: 295 ] سواها من الدعاء ، فكان ذلك عندنا - والله أعلم - على مراده التعجيل لعمل الخير خوف ما يقطع عنه مما لا يؤمن على الناس ، فأمر بالجوامع من الدعاء لذلك ، كمثل ما أمر به الناس في الحج أن يتعجلوا إليه خوف ما يقطعهم عن ذلك . أبو جعفر
6030 - كما حدثنا فهد ، حدثنا ، حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس أبو إسرائيل ، عن فضيل بن عمرو ، عن . سعيد بن جبير
عن ، أو ابن عباس الفضل ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه كان كذلك ، قال : عبد الله من أراد الحج منكم فليتعجل ، فإنه قد تضل الضالة ، ويمرض المريض ، أو تبدو الحاجة .
[ ص: 296 ]
6031 - وكما حدثنا ، أحمد بن خالد بن يزيد قالا : حدثنا وإسحاق بن إبراهيم بن يونس الحسين بن مهدي الأبلي ، حدثنا ، أخبرنا عبد الرزاق ، عن سفيان إسماعيل يعني أبا إسرائيل الملائي ، عن فضيل بن عمرو ، عن [ ص: 297 ] عن سعيد بن جبير . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن عباس تعجلوا الحج ، فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له .
6032 - وكما حدثنا الحسن بن غليب ، حدثنا ، حدثنا يوسف بن عدي ، عن حفص بن غياث إسماعيل أبي إسرائيل ، عن الفضيل ، عن . سعيد بن جبير
عن ، رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : ابن عباس من أراد الحج فليتعجل ، فإنه يمرض المريض ، وتضل الضالة ، وتكون الحاجة .
فكان مثل ذلك ما قصد إليه من الدعاء الجامع خوفا أن يحاول الدعاء بغير الكلام الجامع ، فيقطعه عن ذلك ما يقطع عن مثله ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجامع من الكلام ليخرج به ذلك الدعاء .
ومثل ذلك ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مما كان خاطب به جويرية زوجته في مثل هذا المعنى .
6033 - كما حدثنا عبد الغني بن أبي عقيل ، حدثنا ، عن [ ص: 298 ] سفيان محمد بن عبد الرحمن ، عن
عن كريب . : ابن عباس كان اسمها جويرية بنت الحارث برة ، فغير النبي صلى الله عليه وسلم اسمها ، وكره أن يقال : خرج من عند برة ، فسماها جويرية ، فخرج من عندها حين صلى الصبح ، وهي جالسة في المسجد ، ورجع إليها بعدما ارتفع النهار ، وهي على حالها ، فقال : لم تزالي على حالك بعد ؟ قالت : نعم قال : إني قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات ، لو وزنت بجميع ما قلت لوزنتهن : سبحان الله عدد خلقه ، ورضا نفسه ، وزنة عرشه ، ومداد كلماته أن .
[ ص: 299 ]
6034 - وكما حدثنا ، حدثنا ابن أبي داود ، حدثنا قبيصة ، عن سفيان محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة ، عن
عن كريب . قال : ابن عباس جويرية برة ، قال : وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر كان اسم ، ثم ذكر مثله .
6035 - وكما حدثنا ، حدثنا أحمد بن شعيب محمد بن عبد الأعلى ، حدثنا ، عن خالد يعني ابن الحارث ، عن شعبة محمد بن عبد الرحمن ، عن . كريب
عن قال : ابن عباس بجويرية ، وهي في - ذكر مكانا - ثم مر بها قريبا من نصف النهار ، فقال لها : ما زلت بعد هاهنا ؟ ألا أعلمك كلمات ... مر النبي صلى الله عليه وسلم ثم ذكر الكلمات التي في الحديث [ ص: 300 ] الذي قبل هذا الحديث .
6036 - وكما حدثنا ، حدثنا بكار بن قتيبة ، حدثنا أبو داود ، أخبرني المسعودي محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة ، عن
عن كريب . : ابن عباس جويرية ، وهي في مصلاها ، ثم جاء بعدما ارتفع النهار ، فقال لها : يا جويرية ما زلت في مقعدك ؟ قالت : نعم يا رسول الله قال : لقد قلت أربع كلمات أعيدها ثلاث مرات هي أفضل من كل شيء ؛ قلت : سبحان الله عدد خلقه ، سبحان الله رضا نفسه ، سبحان الله مداد كلماته ، سبحان الله زنة عرشه ، والحمد لله رب العالمين مثل ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على .
6037 - وكما حدثنا ، إبراهيم بن مرزوق قالا : حدثنا وإبراهيم بن سعد الخولاني ، حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ [ ص: 301 ] ثم ذكر بإسناده مثله . المسعودي
قال : فكان في حديث أبو جعفر جويرية هذا من هذا المعنى أيضا ما دل ذلك على أن جميع ما يحتاج الناس إلى استعماله من الكلام الذي يتقربون به إلى ربهم يمتثلون فيه هذا المعنى المذكور في هذا الحديث ، وإذا كان ذلك كذلك في الكلام الذي يتكلمون به لطلب القربة إليه عز وجل كانت الأفعال التي يفعلونها لطلب القربة إليه كذلك أيضا ، وبالله التوفيق .