[ ص: 376 ] 649 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله لما كان من الجذع الذي كان يخطب الناس إليه لما تحول عنه إلى المنبر الذي اتخذه ليخطب عليه .
4176 - حدثنا حدثنا يونس بن عبد الأعلى حدثنا علي بن معبد ، عن عبيد الله بن عمرو ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل الطفيل بن أبي بن كعب .
عن قال : أبيه [ ص: 377 ] فكان عنده في بيته حتى بلي وأكلته الأرضة وعاد رفاتا أبي بن كعب كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إلى جذع إذ كان المسجد عريشا وكان يخطب إلى ذلك الجذع ، فقال رجل من الأنصار : يا رسول الله هل لك أن نجعل لك منبرا تقوم عليه يوم الجمعة حتى يراك الناس وتسمعهم خطبتك ؟ قال : نعم فصنع له ثلاث درجات وهن اللاتي على المنبر فلما صنع المنبر ووضع في الموضع الذي وضعه فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم إلى المنبر مر إليه فلما جاوز الجذع الذي كان يخطب عليه جأر الجذع أو خار حتى تصدع وانشق فنزل النبي صلى الله عليه وسلم لما سمع صوت الجذع فمسحه بيده حتى سكن ورجع إلى المنبر ، وكان إذا صلى صلى إليه فلما هدم المسجد وغير أخذ ذلك الجذع .
4177 - حدثنا حدثنا الربيع بن سليمان المرادي ( ح ) وحدثنا أسد بن موسى محمد بن خزيمة البصري حدثنا ، قالا : حدثنا حجاج بن منهال ، عن حماد بن سلمة عمار بن أبي عمار .
عن رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عباس كان يخطب إلى جذع فلما اتخذ المنبر تحول إليه فحن الجذع حتى أتاه فاحتضنه فسكن فقال : لو لم أحتضنه لحن إلى يوم القيامة .
[ ص: 378 ]
4178 - ووجدنا قد حدثنا ، قال : حدثنا الربيع المرادي ( ح ) وحدثنا أسد محمد بن خزيمة حدثنا ، قالا : حدثنا حجاج بن منهال ، عن حماد بن سلمة
عن ثابت . ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله . أنس
4179 - حدثنا حدثنا بكار بن قتيبة حدثنا عمر بن يونس اليمامي حدثنا عكرمة بن عمار
حدثنا إسحاق بن أبي طلحة . أن نبي الله صلى الله عليه وسلم أنس محمد بيده لو لم ألتزمه لم يزل هكذا إلى يوم القيامة تحزنا على رسول الله فأمر به نبي الله صلى الله عليه وسلم فدفن كان يقوم يوم الجمعة فيسند ظهره [ ص: 379 ] إلى جذع منصوب في المسجد فيخطب الناس فجاءه رومي فقال : أصنع لك شيئا تقعد عليه وكأنك قائم ؟ فصنع له منبرا له درجتان ويقعد على الثالثة ، فلما قعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك المنبر خار الجذع كخوار الثور حتى ارتج المسجد لخواره حزنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فالتزمه وهو يخور فلما التزمه رسول الله صلى الله عليه وسلم سكت ، ثم قال والذي نفس .
4180 - حدثنا حدثنا إبراهيم بن أبي داود حدثنا سعيد بن أبي مريم أخبرني محمد بن جعفر أخبرني يحيى بن سعيد عبد الله بن [ ص: 380 ] حفص بن أنس ، أنه سمع يقول : جابر بن عبد الله كان جذع يقوم إليه النبي صلى الله عليه وسلم فلما وضع المنبر سمعنا للجذع مثل أصوات العشار حتى نزل إليه النبي صلى الله عليه وسلم ووضع يده عليه .
[ ص: 381 ]
4180 م - حدثنا حدثنا يزيد بن سنان حدثنا ابن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر أخبرني يحيى بن سعيد عبد الله بن حفص بن أنس أنه سمع يقول ، ثم ذكر مثله . جابرا
4181 - وحدثنا ، قال : حدثنا حسين بن نصر ، قال : أخبرنا ابن أبي مريم قال : أخبرني محمد بن جعفر قال : أخبرني يحيى بن سعيد عبيد الله بن حفص بن أنس أنه سمع يقول ، ثم ذكر مثله . جابرا
4182 - وحدثنا ، قال : حدثنا حسين بن نصر قال : أخبرني ابن أبي مريم قال : أخبرني محمد بن جعفر قال : أخبرني يحيى بن سعيد عبيد الله بن حفص بن أنس أنه سمع ، ثم ذكر مثله . جابر بن عبد الله
فاتفق يزيد وحسين على اسم الرجل المذكور في هذا الحديث [ ص: 382 ] المردود نسبه إلى حفص بن أنس على أنه عبيد الله وخالفهما في حديثه فقال ابن أبي داود عبد الله .
4183 - حدثنا فهد بن سليمان حدثنا أخبرنا أبو اليمان ، عن شعيب بن أبي حمزة
عن الزهري . ولم يذكر بينهما أحدا أن النبي صلى الله عليه وسلم جابر بن عبد الله الأنصاري كان يخطب إلى جذع قبل أن يصنع المنبر فلما صنع المنبر حن ذلك الجذع حتى سمعنا حنينه ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضع يده عليه حتى سكن .
4184 - حدثنا محمد بن إبراهيم بن يحيى بن جناد حدثنا حدثنا مسلم بن إبراهيم الأزدي حدثنا سليمان بن كثير ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله . جابر
[ ص: 383 ]
4185 - حدثنا حدثنا يزيد بن سنان أخبرنا أبو كامل الفضيل بن الحسين الجحدري ، عن سليمان بن كثير ، ثم ذكر بإسناده مثله . الزهري
4186 - وحدثنا مصعب بن إبراهيم بن حمزة الزبيري ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا إبراهيم بن حمزة ، قال : حدثنا الدراوردي ، عن عمه محمد بن عبد الله بن مسلم ، عن محمد بن مسلم بن شهاب من سمع يقول ، ثم ذكر مثله . جابر بن عبد الله
4187 - حدثنا حدثنا يزيد بن سنان أخبرنا أبو عاصم حدثنا ابن جريج ، عن أبو الزبير ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله . جابر بن عبد الله
[ ص: 384 ]
4188 - حدثنا حدثنا إبراهيم بن أبي داود حدثنا المقدمي ، عن عمر بن علي ، عن الأعمش
عن أبي صالح . رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم جابر بن عبد الله كان يخطب إلى خشبة عليه ظلة فقال له أصحابه : لو جعلنا لك عريشا أو شيئا نحوه فتجلس إليه تكون كأنك قائم فجعل المنبر فخطب الناس عليه فحنت الخشبة حنين الناقة الخلوج فقام النبي صلى الله عليه وسلم إليها فاحتضنها فسكتت وكانوا يقولون لو لم يحتضنها لم تسكت إلى يوم القيامة .
4189 - وحدثنا ، قال : حدثنا ابن أبي داود حدثنا المقدمي ، عن عمر بن علي ، عن الأعمش ، عن أبي إسحاق سعيد بن أبي كرب ، عن ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله . جابر بن عبد الله
4190 - وحدثنا ابن أبي مريم حدثنا ، عن الفريابي حدثنا إسرائيل ، عن أبو إسحاق سعيد بن أبي كرب ، عن رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله . جابر بن عبد الله
[ ص: 385 ]
4191 - وحدثنا محمد بن إبراهيم بن يحيى بن جناد حدثنا محمد بن محبوب . قال : وهو المعروف بالبناني وهو عند أهل الحديث مقبول الرواية وقد حدث عنه أبو جعفر علي ابن المديني ، قال : حدثنا ، عن أبو عوانة ، عن الأعمش
عن أبي صالح . رضي الله عنه قال : جابر كانت خشبة في المسجد وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب إليها فقيل له لو اتخذنا لك مثل المنبر فقمت عليه ففعل فحنت الخشبة كما تحن الناقة فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحتضنها ووضع يده عليها فسكنت .
4192 - وحدثنا حدثنا يزيد بن سنان حدثنا أبو كامل ، عن أبو عوانة ، عن الأعمش ، عن أبي صالح وعن جابر وعن أبي إسحاق كريب . قال : هكذا قال وإنما هو أبو جعفر ابن أبي كرب ، عن ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله . جابر بن عبد الله
[ ص: 386 ]
4193 - وحدثنا فهد بن سليمان حدثنا حدثنا أبو نعيم عبد الواحد بن أيمن قال : سمعت أبي .
عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة فقالت له امرأة من الأنصار أو رجل : يا رسول الله ألا نجعل لك منبرا قال : إن شئتم فجعلوا له منبرا فلما كان يوم الجمعة ذهب إلى المنبر فصاحت النخلة صياح الصبي فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فضمها إليه كانت تئن أنين الصبي الذي يسكت كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها .
[ ص: 387 ]
4194 - وحدثنا حدثنا يزيد بن سنان حدثنا سعيد بن أوس النحوي الصلت بن دينار ، عن
عن أبي نضرة . رضي الله عنهما قال جابر بن عبد الله بالمدينة فتحول إلى المنبر حين صنع له فحن الجذع حنين الناقة فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الجذع فاحتضنه حتى سكن كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يخطب إلى جذع .
4195 - وحدثنا ، قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس ، قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي قال : سمعت المعتمر بن سليمان قال : سمعت أبي قال : سمعت أبا نضرة قال جابر بن عبد الله كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يقوم إلى جنب شجرة أو جذع أو خشبة أو شيء يخطب يتساند عليه قال : ثم اتخذ بعد ذلك منبرا فجعل يقوم عليه فحنت تلك التي كان يقوم عندها حنينا يسمعه أهل المسجد فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم فإما قال مسحها وإما قال مسها أو كما قال .
[ ص: 388 ]
4196 - وحدثنا روح بن الفرج حدثنا أخبرنا يحيى بن عبد الله بن بكير حدثني عبد الله بن لهيعة أنه سمع عمارة بن غزية يخبر عن عباس بن سهل بن سعد الساعدي أنه قال أبيه المدينة نجار يقال له : ميمون قال : فبعث إلى النجار فانطلق وانطلقت معه حتى أتينا الخانقين فقطعنا منه نخلا فعمله فوالله ما هو إلا أن قعد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وتكلم وفقدته الخشبة فخارت كما يخور الثور له أنين قال فجعل العباس يمد يديه ليخفي حنين الخشبة حتى تفزع الناس وكثر البكاء مما رأوا بها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سبحان الله ألا ترون هذه الخشبة انزعوها واجعلوها تحت المنبر في الأرض فنزعوها فدفنوها تحت المنبر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب يقوم إلى خشبة ذات فرضتين كانت في المسجد فلما كثر الناس قيل له يا رسول الله لو كنت جعلت منبرا تشرف للناس عليه فإنهم قد كثروا قال ما أبالي وكان في .
[ ص: 389 ] ففي هذه الآثار ما ذكر فيها مما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب إليه [ ص: 390 ] حين تنحى عنه إلى المنبر من الحنين إليه ومما سوى ذلك مما ذكر في هذه الآثار لما أحدثه الله فيه حتى أسمع الناس منه ما أسمعهم منه مما يكون من ذوي الأرواح من بني آدم ومما سواهم ، وفي هذه الآثار في الجذع ما ذكر فيها منه من دفنه بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أخذ أبي إياه وأنه لم يزل عنده حتى صار رفاتا ، ومن ذكر الموضع الذي دفن فيه وأنه تحت منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس ذلك باختلاف لأنه قد يجوز أن يكون أخذ أبي إياه بعدما دفن ليكون عنده على حال أصون له من الدفن فلم يمنع من ذلك لهذا المعنى فلم يزل عنده حتى بلي وصار رفاتا ، والله أعلم بحقيقة ما كان في ذلك غير أن في هذه الآثار أن الله تعالى أحدث في ذلك الجذع ما أحدثه فيه مما وقف عليه الناس منه مما لم يكن موهوما من مثله حتى أحدثه الله عز وجل فيه وجعله علما من أعلام نبوة نبيه صلى الله عليه وسلم وفضيلته ليكون ذلك تنبيها للناس على معرفة موضعه منه جل وعز ، وكذلك ما كان منه في حراء لما تحرك وهو عليه ومن سواه من أصحابه منهم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ومن قوله له لما رجف بهم : اسكن حراء فإنما عليك نبي أو صديق أو شهيد . وسنذكر ذلك الباب ومما روي فيه بعد من كتابنا هذا إن شاء الله عز وجل فمثل ذلك ما روي في سرير سعد من اهتزازه على ما رواه من رواه فيه كذلك هو لمثل هذا المعنى والله سبحانه وتعالى أعلم .