[ ص: 150 ] 173 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قيام الرجال بعضهم إلى بعض
1115 - حدثنا أبو القاسم هشام بن محمد بن قرة بن أبي خليفة قال : حدثنا قال : حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة الأزدي قال : أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قال : أخبرني عبد الله بن وهب قال : قال يونس بن يزيد : وأخبرني ابن شهاب عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب أن عبد الله بن كعب قال : يحدث بحديث توبته قال : فانطلقت أتأمم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فتلقاني الناس فوجا فوجا يهنئونني بالتوبة ، ويقولون : لتهنك توبة الله عز وجل عليك حتى دخلت المسجد فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس في المسجد حوله الناس ، فقام إلي كعب بن مالك يهرول حتى صافحني وهنأني ، والله ما قام رجل من طلحة بن عبيد الله المهاجرين غيره . قال : فكان كعب لا ينساها لطلحة سمعت .
[ ص: 151 ]
1116 - حدثنا قال : حدثنا إبراهيم بن أبي داود قال : حدثنا عبد الله بن صالح قال : حدثني الليث بن سعد ، عن عقيل بن خالد ، ثم ذكر بإسناده مثله . ابن شهاب
1117 - حدثنا قال : حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال : حدثنا أبو داود الطيالسي ، عن صالح بن أبي الأخضر عن الزهري ، عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب ، وكان قائد أبيه حين عمي قال : عن حديثه حين تخلف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك كعبا سألت ، ثم ذكر هذا الحديث .
1118 - حدثنا فهد بن سليمان قال : حدثنا يوسف بن بهلول الكوفي قال : حدثنا ، عن عبد الله بن إدريس الأودي قال : حدثني محمد بن إسحاق ، عن الزهري عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك ، عن أبيه ، [ ص: 152 ] عن جده قال : كعب يهرول طلحة بن عبيد الله أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - لما نزلت توبتي ، فتلقاني ، ثم ذكر بقية الحديث .
1119 - وحدثنا عبيد بن رجال قال : حدثنا قال : حدثنا أحمد بن صالح قال : أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر عن الزهري ، عبد الرحمن بن كعب بن مالك ، عن ، فذكر مثله . أبيه
1120 - حدثنا قال : حدثنا الربيع بن سليمان قال : حدثنا أسد بن موسى قال : حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن محمد بن عمرو بن علقمة ، أبيه ، عن قال : قال جده : أبو سعيد الخدري على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعدما نزلت سعد بن معاذ بنو قريظة على حكمه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : قوموا إلى سيدكم أو إلى خيركم لما طلع .
[ ص: 153 ]
1121 - حدثنا قال : حدثنا أبو أمية يعقوب بن محمد بن عيسى الزهري قال : حدثنا صالح بن محمد بن [ صالح بن ] دينار التمار ومعن بن عيسى وعبد العزيز بن عمران ، عن محمد بن صالح ، عن ، عن سعد بن إبراهيم ، عن عامر بن سعد أبيه دخل المسجد بعد أن حكم في سعد بن معاذ بني قريظة بما حكم به فيهم ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : قوموا إلى سيدكم أن .
1122 - حدثنا قال : حدثنا يونس ، عن معن بن عيسى المديني محمد بن هلال ، عن أبيه ، عن قال : أبي هريرة كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن يدخل بيته قمنا .
[ ص: 154 ]
1123 - حدثنا قال : حدثنا الربيع بن سليمان الجيزي قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي محمد بن هلال ، ثم ذكر بإسناده مثله .
1124 - حدثنا قال : حدثنا أبو أمية قال : حدثنا خالد بن مخلد القطواني محمد بن هلال عن أبيه ، عن قال : أبي هريرة كنا نقعد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالغدوات ، فإذا قام إلى بيته لم نزل قياما حتى يدخل بيته .
فقال قائل : كيف تقبلون هذه الأحاديث ، وأنتم تروون عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما يخالفها . ؟
1125 - فذكر ما حدثنا قال : حدثنا علي بن معبد قال : حدثني شبابة بن سوار قال : حدثنا المغيرة بن مسلم قال : سمعت عبد الله بن بريدة يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : معاوية بن أبي سفيان من أحب أن يستجم له الرجال قياما وجبت له النار .
[ ص: 155 ] قال : أبو جعفر والمغيرة هذا هو القسملي ، ويقال له : السراج ، وهو أحد الأثبات . وعبد العزيز بن مسلم القسملي هو أخوه ، والمغيرة فوقه .
فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه أن هذا الحديث عندنا غير مخالف للأحاديث الأول التي رويناها في هذا الباب ؛ لأن الأحاديث الأول التي رويناها في هذا الباب فيها إطلاق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قيام الرجال بعضهم إلى بعض باختيار القائمين لذلك ، لا بذكر محبة الذين قاموا لهم إياه منهم .
وفي هذا الحديث الذي ذكرته المحبة من الذي يقام له لذلك ممن يقومه له .
فتصحيح هذين المعنيين أن تكون الأحاديث الأول على ما لا محبة فيه لمن يقام له ، وهذا الحديث على المحبة لمن يقام له بذلك القيام .
فبان بما ذكرنا أن كل جنس من هذين الجنسين محتمل لما حملناه عليه مما ذكرنا ، فلم يبن بحمد الله ونعمته تضاد لجنس من هذين الجنسين للجنس الآخر منهما .
1126 - وحدثنا قال : حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال : حدثنا حبان بن هلال ، عن حماد بن سلمة ، عن حميد قال : أنس لم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فكانوا إذا رأوه لم يقوموا له ؛ لما يعلموا من كراهته لذلك .
[ ص: 156 ] قال : فكان ما في هذا الحديث قد دل أن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنما كانوا يتركون القيام له - صلى الله عليه وسلم - لعلمهم بكراهته لذلك منهم ، وفي ذلك ما قد دل على أنهم لولا كراهته لذلك منهم لقاموا له ، وقد تكون كراهته لذلك منهم على وجه التواضع منه - صلى الله عليه وسلم - لذلك ؛ لا لأنه حرام عليهم أن يفعلوا ذلك له ، وكيف يظن أن ذلك حرام عليهم وقد أمرهم بالقيام إلى أبو جعفر ، وقام بمحضره سعد بن معاذ إلى طلحة بن عبيد الله كعب بن مالك عند نزول توبته مهنئا له بذلك فلم ينهه عنه .
1127 - وحدثنا قال : حدثنا بكار بن قتيبة قال : حدثنا روح بن عبادة عن حبيب بن الشهيد ، أبي مجلز قال : بيتا فيه معاوية عبد الله بن الزبير وعبد الله بن عامر ، فقام ابن عامر وثبت ابن الزبير ، وكان أوزنهما ، فقال معاوية : اجلس يا ابن عامر ؛ فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : من أحب أن يمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار دخل .
[ ص: 157 ] فدل ذلك أن المكروه مما ذكرناه هو المحبة من بعض الرجال لذلك من بعض ، وقد تكون تلك المحبة من القيام إليهم ، وقد تكون بلا قيام إليهم . فدل ذلك على أن الكراهة في ذلك إنما هي للمحبة التي ذكرنا للقيام الذي لا محبة معه .
وقد كان بعض من ينتحل اللغة يزعم أن حديث معاوية الذي رواه عنه ابن بريدة إنما هو : من أحب أن يستخم له الرجال قياما ، وإن كان ذلك على القيام الذي تفعله الأعاجم بعظمائهم من قيامهم على رؤوسهم ، ومن إطالتهم لذلك حتى يستخموا معه ، أي حتى تتغير له روائحهم لإطالتهم لذلك القيام .
قال : وهذا عندنا مستحيل ؛ لأن الحديث المروي في ذلك إنما دار على أبو جعفر معاوية لا مخرج له سواه وقد كان فيه ما خاطب عبد الله بن عامر ما كان بغير إطالة من ابن عامر له في ذلك قياما ، فدل ذلك على انتفاء هذا التأويل ، وفي انتفائه ثبوت التأويل الأول .