[ ص: 150 ] 495 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله في المؤمن : " إنه غر كريم " وفي الفاجر : " إنه خب لئيم "
3127 - حدثنا ، قال : حدثنا أبو أمية ، قال : حدثنا قبيصة بن عقبة ، عن سفيان ، عن الحجاج بن فرافصة أو يحيى بن أبي كثير غيره ، عن ، عن أبي سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : أبي هريرة المؤمن غر كريم ، والفاجر خب لئيم " .
[ ص: 151 ]
3128 - حدثنا ، قال : حدثنا محمد بن علي بن داود سليمان بن محمد بن سليمان المباركي ، قال : حدثنا ، عن أبو شهاب ، عن سفيان ، عن الحجاج بن فرافصة ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير شك ذكره في إسناده . أبي هريرة
3129 - حدثنا ، قال : حدثنا إبراهيم بن أبي داود ، قال : حدثنا أحمد بن جناب ، عن عيسى بن يونس ، ثم ذكر بإسناده مثله بغير شك ذكره في شيء من إسناده . سفيان الثوري
[ ص: 152 ] قال : فتأملنا هذا الحديث لنقف على المراد به ما هو إن شاء الله ، فوجدنا الغر في كلام العرب : هو الذي لا غائلة معه ، ولا باطن له يخالف ظاهره ، ومن كانت هذه سبيله ، أمن المسلمون من لسانه ويده ، وهي صفة المؤمنين ، ووجدنا الفاجر ظاهره خلاف باطنه ؛ لأن باطنه هو ما يكره ، وظاهره فمخالف لذلك ، كالمنافق الذي يظهر شيئا غير مكروه منه ، وهو الإسلام الذي يحمده أهله عليه ، ويبطن خلافه ، وهو الكفر الذي يذمه المسلمون عليه ، فكان مثل ذلك الخب الذي يظهر المعنى الذي هو محمود منه ، حتى يحمده المسلمون على ذلك ، ويبطن ضده مما يذمه المسلمون عليه ، وهو الفاجر الذي وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بما وصفه به في هذا الحديث ، وخالف بينه وبين المؤمن الذي وصفه بما وصفه به في هذا الحديث ، والله عز وجل نسأله التوفيق . أبو جعفر