[ ص: 178 ] 566 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الباب الذي استثناه من الأبواب التي كانت إلى مسجده ، فأمر بسدها غير ذلك الباب
3545 - حدثنا ، قال : حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا وهب بن جرير بن حازم ، قال : سمعت أبي يحدث عن يعلى بن حكيم ، عن عكرمة ابن عباس أبي بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه الذي مات فيه : سدوا عني كل خوخة في المسجد غير خوخة .
[ ص: 179 ]
3546 - وحدثنا ، أبو أمية جميعا ، قالا : حدثنا ومحمد بن علي بن داود معلى بن عبد الرحمن الواسطي ، قال : حدثنا ، عن عبد الحميد بن جعفر ، عن الزهري ، عن عروة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : عائشة أبي بكر ، فإني لو كنت متخذا خليلا ، لاتخذت أبا بكر خليلا ، ولكن أخوة الإسلام أفضل سدوا هذه الأبواب إلا باب .
[ ص: 180 ]
3547 - وحدثنا ، قال : حدثنا أبو أمية علي بن الحسن النسائي ، قال : حدثنا عن محمد بن سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، عن الزهري عبد الرحمن بن كعب بن مالك ، عن قال : أبيه أبي بكر ، فإنه ليس من أصحابي أحد أعظم عندي يدا ، ولا أحسن بلاء منه قال النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه : سدوا هذه الأبواب الشارعة إلا باب .
3548 - وحدثنا ، قال : حدثنا إبراهيم بن أبي داود ، قال : حدثني عبد الله بن صالح ، قال : حدثني الليث بن سعد ، عن عقيل بن خالد ، قال : أخبرني ابن شهاب أيوب بن بشير الأنصاري ، عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أبي بكر ، فإني لا أعلم امرأ أفضل عندي يدا في الصحابة من أبي بكر سدوا هذه الأبواب الشوارع في المسجد إلا باب .
[ ص: 181 ]
3549 - وحدثنا ، قال : حدثنا إبراهيم بن أبي داود ، قال : حدثنا أبو اليمان ، عن شعيب بن أبي حمزة ، ثم ذكر بإسناده مثله . الزهري
3550 - وحدثنا فهد بن سليمان ، قال : حدثنا ، قال : حدثني عبد الله بن صالح ، قال : حدثني الليث ، عن يحيى بن سعيد ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أنس بن مالك أبي بكر ، فإني رأيت على كل باب منها ظلمة سدوا هذه الأبواب إلا باب .
[ ص: 182 ] قال : فذكرت هذا الحديث أبو جعفر لإبراهيم بن أبي داود ، وقلت له : إن فهدا قد وافقه فيه حسن بن سليمان ، أفسمعته أنت من عبد الله بن صالح ؟ فقال : حدث به في يوم لم أحضره فيه ، ثم حضرته في غده فذكره ورجع عنه .
قال : ففيما روينا من هذه الأحاديث أن الباب المستثنى منها كان باب أبو جعفر أبي بكر ، وقد روي أن الباب المستثنى منها كان باب رضي الله عنه . علي بن أبي طالب
3551 - كما قد حدثنا ، قال : حدثنا إبراهيم بن مرزوق روح بن أسلم ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه رضي الله عنه قال : قال أبي هريرة رضي الله عنه : عمر بن الخطاب رضي الله عنه خصالا لأن يكون في خصلة منها أحب إلي من أن أعطى حمر النعم . قالوا : وما [ ص: 183 ] هن يا أمير المؤمنين ؟ قال : تزوج علي بن أبي طالب فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسكناه المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يحل له فيه ما يحل لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، والراية يوم خيبر . لقد أعطي
قال : أبو جعفر وعبد الله بن جعفر الذي عاد إليه هذا الحديث إن يكن هو المخرمي ، فهو ممن يحمد في حديثه ، وإن يكن هو ابن نجيح أبو علي بن المديني ، فإن حديثه ليس كحديث عبد الله بن جعفر المخرمي ، ولكنه ليس بساقط ، قد حدث الناس عنه ، وأحد من حدث عنه ابنه ، وهو إمام أهل الحديث .
ثم نظرنا هل روى هذا الحديث عن سهيل غيره .
3552 - فوجدنا قد حدثنا ، قال : حدثنا يونس ، قال : أخبرني عبد الله بن وهب يعقوب بن عبد الرحمن الزهري ، عن ، عن سهيل بن أبي صالح - ولم يذكر أبيه رضي الله عنه - أن أبا هريرة رضي الله عنه قال : عمر بن الخطاب ثلاثا ، لأن أكون أوتيتهن أحب إلي من أن أعطى حمر النعم : جوار النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد ، والراية يوم خيبر ، والثالثة نسيها سهيل علي بن أبي طالب . لقد أوتي
3553 - وحدثنا ، قال : حدثنا يزيد بن سنان عبد الله بن الجراح القهستاني ، قال : حدثنا زافر بن سليمان ، عن ، عن [ ص: 184 ] إسرائيل بن يونس عبد الله بن شريك عن الحارث بن ثعلبة ، قال : رضي الله عنه : أشهدت شيئا من مناقب لسعد علي عليه السلام ؟ قال : شهدت له أربع مناقب ، والخامسة لقد شهدتها ، لأن يكون لي أخراهن أحب إلي من الدنيا وما فيها ، سد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبواب المسجد ، وترك باب علي رضي الله عنه ، فسئل عن ذلك ، فقال : ما أنا سددتها ، وما أنا تركتها ، وزوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة عليها السلام ، فولدت له ، وأعطاه الراية يوم خيبر قلت .
3554 - وحدثنا ، قال : أخبرنا أحمد بن شعيب أحمد بن يحيى الصوفي ، قال : حدثنا علي - وهو ابن قادم - عن ، عن فطر - وهو ابن [ ص: 185 ] خليفة - عبد الله بن شريك ، عن عبد الله بن أبي الرقيم ، عن ، سعد العباس أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : سددت أبوابنا إلا باب علي ، فقال : ما أنا فتحتها ، وما أنا سددتها أن .
[ ص: 186 ]
3555 - وحدثنا ، قال : أخبرني أحمد بن شعيب محمد بن وهب بن أبي كريمة الحراني ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا مسكين بن بكير ، عن شعبة أبي بلج ، عن ، عن عمرو بن ميمون رضي الله عنهما قال : ابن عباس علي عليه السلام أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأبواب المسجد فسدت ، إلا باب .
[ ص: 187 ]
3556 - أخبرنا ، قال : وأخبرنا أحمد ، قال : حدثنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا يحيى بن حماد قال : حدثنا الوضاح - وهو أبو عوانة - يحيى - وهو ابن أبي سليم أبو بلج - قال : حدثنا ، قال : قال عمرو بن ميمون : ابن عباس علي عليه السلام ، فكان يدخل في المسجد وهو جنب ، وهو طريقه ليس له طريق غيره وسد أبواب المسجد - يعني النبي صلى الله عليه وسلم - غير باب .
3557 - وحدثنا فهد ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني ، عن أبو عوانة أبي بلج ، عن ، عن عمرو بن ميمون قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ابن عباس علي سدوا أبواب المسجد إلا باب .
[ ص: 188 ]
3558 - وحدثنا ، قال : حدثنا محمد بن علي بن داود الوليد بن صالح النخاس ، قال : حدثنا ، عن عبيد الله بن عمرو الرقي ، عن زيد بن أبي أنيسة ، عن أبي إسحاق العيزار بن حريث ، قال : ، فسأله رجل عن ابن عمر علي وعثمان رضي الله عنهما ، فقال له : أما علي ، فلا تسألنا عنه ، ولكن انظر إلى منزلته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ; إنه سد أبوابنا في المسجد غير بابه ، وأما عثمان ، فإنه أذنب ذنبا يوم التقى الجمعان عظيما عفا الله عز وجل عنه ، وأذنب ذنبا صغيرا فقتلتموه . كنت عند
3559 - وحدثنا ، قال : حدثنا إبراهيم بن مرزوق . أبو عامر العقدي
[ ص: 189 ]
3560 - وحدثنا فهد بن سليمان ، قال : حدثنا قالا : حدثنا أبو نعيم ، عن هشام بن سعد عمرو بن أسيد ، عن رضي الله عنهما ، قال : ابن عمر أبو بكر ، ثم عمر رضي الله عنهما ، وقد أعطي علي عليه السلام ثلاث مناقب ، لأن يكون لي إحداهن أحب إلي من حمر النعم : زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة ، فولدت منه ، وأعطاه الراية يوم خيبر ، وسد أبواب المسجد كلها إلا باب علي كنا نتحدث في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : خير الناس .
3561 - وحدثنا ، قال : أخبرنا أحمد بن شعيب ، قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، عن عوف ميمون أبي عبد الله ، عن ، قال : زيد بن أرقم علي . فتكلم في ذلك أناس ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فحمد الله ، وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد ، فإني أمرت بسد هذه الأبواب غير باب [ ص: 190 ] علي ، فقال فيه قائلكم ، والله ما سددت ولا فتحت ، ولكن أمرت بشيء فاتبعته كان لنفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبواب شارعة في المسجد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سدوا هذه الأبواب إلا باب .
قال : فقال قائل : هذا اضطراب شديد واختلاف بعيد ، فكيف تقبلون هذا ، وتضيفونه بجملته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! أبو جعفر
فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه : أنه لم يبين لنا في ذلك ما
ادعاه من الاختلاف ، وأنه إنما أتي في ذلك من قلة علمه بسعة اللغة التي كانت العرب يخاطب بعضهم بها بعضا ويفهم بعضهم بها عن بعض مرادهم بما يتخاطبون به منها ، فقد يحتمل أن يكون كان منه ما في كل واحد من هذين الجنسين من هذه الأحاديث في قولين مختلفين ، فكان الأول منهما أمر بسد تلك الأبواب إلا الباب الذي استثناه منها ، إما باب أبي بكر ، وإما باب علي ، ثم أمر بعد ذلك بسد الأبواب التي أمر بسدها بقوله الأول ، ولم يكن منها الباب الذي استثناه منها إلا الباب الذي استثناه ، إما باب أبي بكر ، وإما باب علي [ ص: 191 ] فعاد البابان مستثنيين بالاستثنائين جميعا ، ولم يكن ما أمر به آخرا رجوعا عما كان أمر به أولا ، وعاد ما كان منه في أمريه جميعا باقيا ، فعاد البابان : باب أبي بكر ، وباب علي مستثنيين جميعا ، خارجين من الأبواب التي كان أمر بسدها ، وكان ذلك مما اختص به أبا بكر وعليا ، كما قد اختص غيرهما من أصحابه بما اختصه به .
فمن ذلك ما كان منه مما اختص به عمر من قوله له : قد كان في الأمم محدثون - يعني ملهمين - فإن يكن في أمتي منهم أحد فعمر ، وهذه رتبة لم يطلقها في أحد غير عمر .
ومثل ذلك ما اختص به عثمان ; إذ أخبر باستحياء الملائكة منه ، وذلك مما لم يذكره لغيره .
ومثل ذلك ما كان منه في بإخباره أنه ممن قضى نحبه . طلحة بن عبيد الله
3562 - كما حدثنا ، قال : حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي إسحاق بن يحيى قال : حدثني ، قال : موسى بن طلحة ، فلما خرجت دعاني ، فقال : يا ابن أخي ، ألا [ ص: 192 ] أضع عندك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قلت : بلى . قال : أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : معاوية طلحة قضى نحبه دخلت على .
[ ص: 193 ] قال : وهذا مما لا نعلمه أطلق في غيره . أبو جعفر
ومثل ذلك ما كان منه في الزبير .
3563 - كما حدثنا ، قال : حدثنا يونس ، عن سفيان ، [ ص: 194 ] عن ابن المنكدر رضي الله عنه قال : جابر الزبير ، ثم ندبهم ، فانتدب الزبير ، ثم ندبهم ، فانتدب الزبير ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لكل نبي حواري ، وحواري الزبير ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس يوم الخندق ، فانتدب .
قال يونس : قال سفيان : الحواري : الناصر ، ولا نعلم هذا أطلق في غيره .
ومثل ذلك ما كان منه في رضي الله عنه . سعد بن أبي وقاص
3564 - كما حدثنا ، قال : حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، عن وهب بن جرير ، عن شعبة ، قال : سمعت سعد بن إبراهيم يقول : سمعت عبد الله بن شداد بن الهاد عليه السلام يقول : عليا سعد بن مالك ، فإنه جعل يوم أحد يقول : ارم ، فداك أبي وأمي ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع [ ص: 195 ] لأحد أبويه غير .
ومثل ذلك ما كان منه في سعيد بن زيد في إدخاله إياه في العشرة الذين شهد أنهم في الجنة .
[ ص: 196 ] ومثل ذلك ما روي في رضي الله عنه ، عن عبد الرحمن بن عوف عثمان ، مما نحيط علما أنه لم يقله إلا توقيفا .
3565 - حدثنا ، قال : حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا أبو عامر العقدي ، عن عبد الله بن جعفر ، عن عبد الرحمن بن حميد قال : قال أبيه : المسور عثمان وعبد الرحمن بن عوف ، وعبد الرحمن قدامي ، عليه خميصة سوداء ، فقال عثمان : من صاحب الخميصة ؟ فقالوا : عبد الرحمن ، فناداني : يا مسور ، قلت : لبيك يا أمير المؤمنين ، قال : من زعم أنه خير من خالك في الهجرة الأولى وفي الهجرة الآخرة ، فقد كذب . بينا أنا أسير في ركب بين
3566 - وكما حدثنا ، قال : حدثنا إبراهيم ، قال : حدثنا أبو عامر ، عن عبد الله بن جعفر أم بكر - يعني ابنة المسور - باع أرضا له من عبد الرحمن بن عوف بأربعين ألف دينار ، فقسم في فقراء عثمان بن عفان بني زهرة وفي أمهات المؤمنين وفي ذي الحاجة من الناس . قال : فدخلت على المسور رضي الله عنها بنصيبها من ذلك ، فقالت : من أرسل بهذا ؟ قلت : عائشة عبد الرحمن . فقالت : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا يحنو عليكن بعدي إلا الصابرون [ ص: 197 ] سقى الله عز وجل ابن عوف من سلسبيل الجنة أن .
وهذا فما علمناه قيل في غيره .
[ ص: 198 ] ومثل ذلك ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم في ، مما قد ذكرناه مما تقدم منا في كتابنا هذا : لكل أمة أمين ، وأمين هذه الأمة أبي عبيدة بن الجراح أبو عبيدة بن الجراح .
فهذه خصائص كانت من رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن اختصه بها من أصحابه رضوان الله عليهم ، وما فوق ذلك مما قد جاء به كتاب الله عز وجل من قول الله عز وجل : لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا . وكل من ذكرناه فقد دخل في هذا المعنى ، وبان علوه فوق الناس ، وجلالة منزلته ، وأن لا أحد من الناس ممن لم يكن منه ما كان منه مثله ، ثم قال عز وجل موصولا بذلك : وكلا وعد الله الحسنى . فدخل المفضلون بما ذكرنا في المعنى الأول ، ودخل من سواهم ممن صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في المعنى الثاني ، فثبت بذلك أن من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فمعه الفضل على الناس جميعا ، وأن من صحبه يتفاضلون بما كان منهم مما قد ذكرهم الله به في الآية التي تلونا ، والله عز وجل نسأله التوفيق .