[ ص: 229 ] 250 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من نهيه أن يقول الرجل : عبدي وأمتي ، وأمره إياه أن يقول مكان ذلك : فتاي وفتاتي .
1568 - حدثنا ، قال : حدثنا أبو أمية ، قال : حدثنا قبيصة بن عقبة ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن ذكوان - قال أبي هريرة قبيصة : أراه قد رفعه - قال : { } . لا يقل أحدكم : عبدي ، فكلكم عبد ، ولكن ليقل : فتاي
1569 - حدثنا ، قال : حدثنا ابن أبي داود ، قال : حدثنا سعيد بن أبي مريم ، قال : حدثني أبو غسان ، عن العلاء بن عبد الرحمن مولى الحرقة أبيه ، عن ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { أبي هريرة لا يقولن أحدكم : عبدي وأمتي ، فكلكم عبيد الله ، وكلكم إماء الله ، ولكن ليقل : غلامي [ ص: 230 ] وجاريتي وفتاي وفتاتي } .
قال : فكان فيما روينا { نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول أحد لمملوكه : عبدي ، ولا لمملوكته : أمته ، وأمره إياه أن يقول مكان ذلك : فتاي وفتاتي } . أبو جعفر
فقال قائل : كيف تقبلون هذا وقد جاء كتاب الله تعالى بإطلاق ما حظره هذا الحديث . قال الله عز وجل : ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء ، فذكره بالعبودية والملك ، ووصفه بأنه لا يقدر على شيء ، وقال الله عز وجل : وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم .
فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه أنا نصحح ذلك كله ، ولا نجعل بعضه مخالفا لبعض ، ونجعل ما في قوله عز [ ص: 231 ] وجل والصالحين من عبادكم وإمائكم على النسبة من غيرهم إياهم إليهم ، ونجعل المنهي عنه في الآثار التي روينا على إضافة مالكيهم إياهم إليهم ، وأنهم عبيدهم وإماؤهم ، إذ كان ذلك يرجع إلى معنى استكبارهم عليهم ، وإن كانوا جميعا لله عز وجل عبيدا .
وقد قال قائل : إن قول الله عز وجل : ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء إنما هو على أنه عز وجل لما ذكر العبد كان ذلك مما قد يكون على العبد غير المملوك ، ومما قد يكون على العبد المملوك ، فأبان عز وجل العبد الذي أراده بقوله : مملوكا ليعلم بذلك أنه العبد المملوك ، لا العبد الذي ليس بمملوك ، والله عز وجل نسأله التوفيق .