[ ص: 99 ] 298 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يعجبه الفأل الحسن
1841 - حدثنا أبو القاسم هشام بن محمد بن قرة بن أبي خليفة الرعيني ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الأزدي سليمان بن شعيب ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن زياد ، قال حدثنا ، عن شعبة ، عن قتادة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أنس لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل ، قيل : وما الفأل ؟ قال : الكلمة الطيبة .
[ ص: 100 ]
1842 - حدثنا ، قال : حدثنا أبو أمية ، قال : حدثنا يحيى بن صالح الوحاظي إسحاق بن يحيى ، قال : حدثنا ، عن الزهري أن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أبا هريرة لا طيرة وخيرها الفأل ، قيل : وما الفأل يا رسول الله ؟ قال : الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم .
1843 - حدثنا ، قال : حدثنا ابن أبي داود ، قال : حدثنا عبد الله بن صالح ، قال : حدثني الليث ، عن عقيل ، قال : أخبرني ابن شهاب ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله . أبي هريرة
[ ص: 101 ]
1844 - حدثنا ، قال : حدثنا الربيع بن سليمان الأزدي يحيى بن مسلمة بن قعنب ، قال : حدثنا ، عن حسان بن إبراهيم سعيد بن مسروق أبي سفيان الثوري ، عن أبي بريدة ، قال : : ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في القدر ؟ قالت : كان يقول : كل شيء بقدر ، وكان يعجبه الفأل الحسن عائشة سئلت .
1845 - وحدثنا ، قال : حدثنا محمد بن علي بن داود ، قال : حدثنا عفان بن مسلم ، عن حسان بن إبراهيم سعيد بن مسروق ، عن يوسف بن أبي بردة ، عن ، عن أبي بردة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عائشة الطير تجري بقدر وكان يعجبه الفأل الحسن .
[ ص: 102 ]
1846 - وحدثنا ، قال : حدثنا أحمد بن شعيب صفوان بن عمرو الحمصي ، قال : حدثنا بشر بن شعيب ، قال : حدثني ، عن أبي ، عن الزهري أن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : … ثم ذكر مثل حديث أبا هريرة أبي أمية ، عن يحيى بن صالح .
1847 - وحدثنا ، قال : أخبرني أحمد بن شعيب محمد بن وهب بن أبي كريمة ، قال : حدثنا ، قال : حدثني محمد بن سلمة أبو عبد الرحيم ، قال : حدثنا ، عن زيد يعني ابن أبي أنيسة ، عن ابن شهاب ، عن سعيد ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة لا طيرة ، خيرها الفأل خيرها الفأل .
فقال قائل : فقد رويت لنا فيما تقدم من كتابك هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : لا طيرة ، أو أنه قال : الطيرة شرك ، وفي ذلك ما قد دل أن الطيرة لا معنى لها ، وإذا كان لا معنى لها وإنما هي من الأشياء [ ص: 103 ] المسموعة ، وما أشبهها مما يكره الناس ، وإذا كان لا معنى لها لأن الأشياء كلها إنما تجري بما يقدره الله عز وجل فيها لا بما سواه ، وإذا كانت كذلك كان المحبوب منها كذلك إنما يجري بقضاء الله وقدره ، ولا معنى للمسموع منها مكروها كان أو محبوبا ، فمن أين جاز لك مع ذلك أن تضيف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يعجبه الفأل الحسن الذي لا منفعة فيه ولا مضرة في ضده ؟
فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه : أن الذي كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم مما رويناه عنه أنه كان يعجبه الفأل الحسن ، إنما كان لغير ما توهم ، وذلك أن الكلام الحسن لا يتطير به سامعوه ، كما يتطيرون بالكلام القبيح ، فأعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا طيرة معه ، وإذا كان سامعوه يعدونه بشارة من الله عز وجل لهم فيحمدونه عليه ، فهذا معنى إعجاب الفأل الحسن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومثل ذلك ما قد روي عنه .
1848 - مما قد حدثنا هارون بن محمد العسقلاني ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا محمد بن رافع النيسابوري ، قال : حدثنا أبو عامر العقدي ، عن حماد بن سلمة ، عن حميد قال : أنس كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه إذا خرج لحاجة أن يسمع يا راشد يا نجيح .
[ ص: 104 ] فكان في ذلك ما إذا سمعه خارج إلى حاجة حمد الله عليه ورجا به الوصول إلى حاجته بمن الله عليه وتوفيقها له .
1849 - ومثل ذلك ما قد حدثنا ، قال : حدثنا محمد بن علي بن داود ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، عن عبدة بن سليمان ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه رضي الله عنها عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بأرض تسمى غدرة فسماها خضرة .
وكان ذلك منه صلى الله عليه وسلم في كراهية نفاها على اسمها الأول عندنا ، والله أعلم أن ينزلها نازل واسمها عنده غدرة فيتطير بذلك ، فحول صلى الله عليه وسلم اسمها إلى خضرة مما لا طيرة فيه .
فبان بحمد الله أن لا تضاد في شيء مما ذكرنا والله نسأله التوفيق .