[ ص: 35 ] 479 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في رفيع اللباس وفي خسيسه
3036 - حدثنا ، قال : حدثنا إبراهيم بن مرزوق عبد الله بن حمران ، عن ، عن عبد الحميد بن جعفر عبد الله بن ثعلبة ، قال : قال لي عبد الرحمن بن كعب بن مالك : سمعت يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمعه يقول : أباك البذاذة من الإيمان ، يعني التقشف .
[ ص: 36 ] [ ص: 37 ] فقال قائل : فقد رويتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يخالف ما في هذا الحديث .
3037 - فذكر ما قد حدثنا قال : حدثنا ابن أبي داود ، أبو عمرو محمد بن عمرو التنوري ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا روح بن عبادة ، عن شعبة فضيل بن فضالة ، عن ، قال : أبي رجاء العطاردي وعليه مطرف خز لم أره عليه قبل ولا بعد ، فقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله إذا أنعم على عبده نعمة أحب أن يرى أثر نعمته عليه عمران بن حصين خرج علينا .
قال : أبو جعفر وفضيل بن فضالة : هو امرؤ من قيس ، هكذا زعم البخاري .
3038 - وما قد حدثنا ، قال : حدثنا محمد بن علي بن داود ، قال : حدثنا عبيد الله بن محمد التيمي ، قال : [ ص: 38 ] حدثنا حماد - يعني ابن سلمة - ، عن عبد الملك بن عمير أبي الأحوص ، عن أبيه ، قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أشعث أغبر ، فقال : أما لك من المال ؟ فقلت : كل المال قد آتاني الله - عز وجل - ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله إذا أنعم على عبده نعمة أحب أن ترى عليه .
3039 - وما قد حدثنا ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا [ ص: 39 ] وهب ، عن شعبة إبراهيم الهجري ، قال : سمعت أبا الأحوص يحدث عن ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : عبد الله إذا آتاك الله خيرا أو مالا ، فلير عليك .
3040 - وما قد حدثنا ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا محمد بن كثير العبدي ، عن سفيان إبراهيم الهجري ، ثم ذكر بإسناده مثله .
[ ص: 40 ] فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله وعونه : أن هذين الحديثين ملتئمان غير مختلفين .
فأما حديث ابن ثعلبة ، فعلى البذاذة التي لا تبلغ بصاحبها نهاية البذاذة التي يعود بها إلى ما يبين به ذو النعمة من غير ذي النعمة .
وحديثا عبد الله بن مسعود وعمران بن حصين على النعمة التي ترى على صاحبها ليس مما فيه الخيلاء ولا السرف ، ولا اللباس المذموم من لابسه ، ويكون اللباس المحمود هو ما فوق البذاذة التي لا بذاذة أقل منها " .
وما في الحديثين الآخرين على اللباس الذي لا يدخل به صاحبه في أعلى اللباس ، فيكون فاعل ذلك يدخل في معنى قول الله عز [ ص: 41 ] وجل : والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما .
ومثل ذلك ما قد كان أهل العلم عليه ، وما يأمرون به الناس من اللباس .
كما قد حدثنا محمد بن العباس بن الربيع ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن المغيرة ، قال : سمعت ، يقول : سفيان الثوري . البس من الثياب ما لا يشهرك عند الفقهاء ، ولا يزري به السفهاء
وكما حدثنا أبو غسان ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا أبو النضر ، عن الأشجعي ، قال : كان يقال : سفيان ثم ذكر هذا الكلام سواء . البس من الثياب ...
فبان بحمد الله ونعمته أن لا تضاد في شيء مما قد رويناه في هذا الباب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا اختلاف ، والله عز وجل نسأله التوفيق .