[ ص: 58 ] 159 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في تسمية المولود يوم سابعه وفي تسميته - صلى الله عليه وسلم - بعض المولودين قبل ذلك .
1030 - حدثنا قال : حدثنا بكار بن قتيبة قريش بن أنس قال : حدثنا ، عن أشعث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : الحسن الغلام مرتهن بعقيقته ، أو قال : بعقيقة تذبح يوم السابع ، ويحلق رأسه ، ويسمى .
قال قريش : وأخبرنا حبيب بن الشهيد أن ابن سيرين أمره أن يسأل الحسن ممن سمع حديثه في العقيقة ، قال : فسألته ، فقال : سمعته من سمرة .
قال : فذهب قوم إلى أن هذا الحديث قد عاد كله إلى أبو جعفر سمرة ، فتأملنا ذلك ، فوجدناه محتملا لغير ما قالوا ؛ لأن ابن سيرين [ ص: 59 ] إنما أمر حبيبا أن يسأل الحسن ممن سمع حديثه في العقيقة ، فكان ذلك قصدا منه إلى العقيقة لا إلى ما سواها مما في حديث قريش هذا . فطلبنا ذلك في غير هذا الحديث لنقف على مأخذه عن سمرة هل فيه تسمية المولود يوم سابعه فيكون ذلك توقيفا منه للناس على ذلك أم لا . ؟
1031 - فحدثنا محمد بن خزيمة قال : حدثنا قال : حدثنا حجاج بن منهال قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن قتادة ، عن الحسن قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : [ سمرة كل ] غلام رهينة بعقيقة تذبح عنه يوم سابعه ، ويحلق رأسه ، ويسمى .
[ ص: 60 ] قال : فلم يكن في هذا الحديث لوقت تسمية المولود ذكر ، ثم تأملنا ذلك هل نجده في غيره مما قد روي عن أبو جعفر سمرة . ؟
1032 - فوجدنا حدثنا قال : حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال : حدثنا روح بن عبادة ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : سمرة بن جندب كل غلام رهين بعقيقته فتذبح عنه ، ويسمى ، ويحلق رأسه في اليوم السابع .
قال : فكان في هذا تسميته في اليوم السابع غير أنه [ ص: 61 ] ليس بالقوي في قلوبنا ؛ لأن الذي رواه عن أبو جعفر إنما هو سعيد بن أبي عروبة روح بن عبادة ، وسماع روح من سعيد إنما كان بعد اختلاطه ، فطلبناه من رواية من سواه ممن سماعه منه كان قبل اختلاطه .
1033 - فوجدنا حدثنا قال : حدثنا أحمد بن شعيب عمرو بن علي ومحمد بن عبد الأعلى قالا : حدثنا - قال أحمد بن شعيب : وهو ابن زريع - عن يزيد قال : أخبرنا سعيد ، عن قتادة ، عن الحسن عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : سمرة بن جندب كل غلام رهين بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ، ويحلق رأسه ، ويسمى .
قال : فعقلنا بذلك أن جميع ما في حديث أبو جعفر بكار ، عن قريش ، عن أشعث ، عن الحسن - قد عاد كله إلى سمرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من رواية من لا طعن في روايته بسماع في حال اختلاط ولا بما سوى ذلك ، ثم نظرنا هل روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما يخالف ذلك .
1034 - فوجدنا قد حدثنا قال : حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال : حدثنا عفان بن مسلم ، عن سليمان بن المغيرة ، [ ص: 62 ] عن ثابت البناني قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أنس بن مالك إبراهيم ولد الليلة لي غلام فسميته بأبي .
1035 - ووجدنا فهد بن سليمان قد حدثنا قال : حدثنا قال : حدثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل ، عن سليمان بن المغيرة قال : قال ثابت : أنس أم سليم عبد الله بن أبي طلحة قال لي أبو طلحة : يا أنس ، لا يطعم شيئا حتى تغدو به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فبات يبكي .
فلما أصبحت غدوت به على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فلما رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ولدت ؟ فقلت : أجل . فقعد ، وجئت حتى وضعته في حجره ، فدعا بعجوة من عجوة أم سليم المدينة ، فلاكها في فيه ، فلاكها حتى ذابت ، ثم لفظها في فمه . وجعل الصبي يتلمظ . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : انظروا إلى حب الأنصار التمر ! ومسح وجهه وسماه عبد الله لما ولدت .
1036 - ووجدنا محمد بن خزيمة قد حدثنا قال : حدثنا [ ص: 63 ] قال : حدثنا حجاج بن منهال ، عن حماد ، عن ثابت قال : أنس بن مالك بعبد الله بن أبي طلحة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم ولد ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في عباءة يهنأ بعيرا له ، فقال : أمعك تمرات ؟ فقلت : نعم . [ فلاكهن ] ثم أوجرهن إياه ، فتلمظ الصبي فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : حب الأنصار التمر ! وسماه عبد الله ذهبت .
1037 - حدثنا قال : حدثنا بكار قال : حدثنا عبد الله بن بكر السهمي ، عن حميد الطويل أنس بن مالك ولدت ابنها أم سليم عبد الله ليلا ، فكرهت أن أحنكه حتى يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحنكه ، فغدوت ومعي تمرات عجوة . فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يهنأ أباعر له أو يسمها ، فقلت : يا [ ص: 64 ] رسول الله ، ولدت ، فكرهت أن أحنكه حتى تكون أنت تحنكه . فقال : أمعك شيء ؟ قلت : تمرات عجوة . فأخذ من بعض ذلك التمر ، فمضغه فجمعه بريقه ، فأوجره إياه ، فتلمظ الصبي ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : حب أم سليم الأنصار للتمر . قلت : سمه يا رسول الله ! قال : هو عبد الله أن .
قال : ففيما روينا تسمية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابنه أبو جعفر إبراهيم وعبد الله بن أبي طلحة باسميهما هذين قبل يوم سابعهما ، فنظرنا في ذلك لنعلم ما الأولى من الروايتين اللتين ذكرناهما في هذا الباب من تسمية المولود يوم سابعه ، ومن تقديم ذلك قبل سابعه .
فوجدنا أحمد بن عبد المؤمن المروزي قد حدثنا قال : حدثنا قال : أخبرنا علي بن الحسن بن شقيق ، عن الحسين بن واقد ، عن عبد الله بن بريدة قال : أبيه . كنا في الجاهلية إذا ولد لنا غلام ذبحنا عنه شاة ، ولطخنا رأسه بدمها ، ثم كنا في الإسلام إذا ولد لنا غلام ذبحنا عنه شاة ، ولطخنا رأسه بالزعفران
[ ص: 65 ] قال : فعقلنا بذلك أن ما كانوا يفعلونه في أول الإسلام في يوم سابع المولود هو على مثل ما كانوا يفعلونه فيه في الجاهلية ، وأن الذي كان من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ابنه أبو جعفر إبراهيم وفي عبد الله بن أبي طلحة من تسميته إياهما قبل يوم سابعهما وقبل ذبح عقيقة على كل واحد منهما عنه ، بأنها لم ينسخ أن يكون يوم سابعه كان طارئا على ذلك وناسخا له ، فكان أولى مما كان قبله مما يخالفه مما ذكرناه في هذا الباب . والله نسأله التوفيق .