[ ص: 398 ] 141 - باب بيان مشكل ما روي عنه عليه السلام في جوابه المقداد لما سأله عن الكافر الذي قطع يده ثم لاذ بشجرة فقال : أسلمت لله جل وعز - أأقتله ؟
941 - حدثنا ، حدثنا يونس ، حدثني يحيى بن عبد الله بن بكير . الليث بن سعد
وحدثنا ، أخبرنا أحمد بن شعيب ، حدثنا قتيبة بن سعيد - ثم اجتمعا فقالا : عن الليث ، عن ابن شهاب عطاء بن يزيد ، عن { عن عبيد الله بن عدي بن الخيار أخبره المقداد أنه قال : يا رسول الله ، أرأيت إن لقيت رجلا من الكفار فقاتلني فضرب إحدى يدي بالسيف فقطعها ثم لاذ مني بشجرة فقال : أسلمت لله ، أأقتله يا رسول الله بعد أن قالها ؟ قال : لا تقتله ، فإن تقتله فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله وأنت بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قال } .
[ ص: 399 ] فكان ما في هذا الحديث مما يجب كشفه وتأمله وطلب المعنى المراد فيه ، فكان قول رسول الله صلى الله عليه وسلم جوابا للمقداد لما سأله بعد قطع الكافر يده أن لا يقتله ، وأعلمه أنه إن قتله كان بمنزلته قبل أن يقتله أي : إنه يعود بإسلامه إلى أن يكون به مسلما كما كنت أنت مسلما وأن تكون أنت بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قال ، يعني بذلك كلمته التي صار بها مسلما ، أي : إنك تعود قاتلا لمن قد صار مسلما ، فتكون بذلك من أهل النار كما كان هو قبل الكلمة التي قالها كافرا من أهل النار ، وبالله التوفيق .