[ ص: 366 ] 533 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من نهيه عن لبس الخاتم إلا لذي سلطان
3313 - حدثنا ، قال : حدثنا علي بن معبد ، قال : أخبرنا معلى بن منصور ، قال : حدثنا مفضل بن فضالة عياش بن عباس ، عن الهيثم بن شفي الحجري ، عن أبي عامر ، عن أبي ريحانة ، قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لبوس الخاتم إلا لذي سلطان .
وقد ذكرنا هذا الحديث فيما تقدم منا في كتابنا هذا بأسانيد منها هذا الإسناد ، ومنها سواه ، فتأملناها لنقف على المراد بما فيها إن شاء الله ، فوجدنا الخواتيم لم تكن من لباس العرب ، ولا مما يستعملونها ، ومما دلنا على ذلك ما قد روي عن في ذلك . أنس بن مالك
3314 - مما قد حدثنا ، قال : حدثنا علي بن معبد ، قال : حدثنا عبد الوهاب بن عطاء ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، أنس كسرى وقيصر ، فقيل [ ص: 367 ] له : إنهم لا يقبلون كتابك إلا بخاتم ، فاتخذ خاتما من فضة نقشه : محمد رسول الله أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يكتب إلى .
3315 - وما قد حدثنا ، قال : حدثنا علي ، قال : حدثنا شبابة بن سوار ، عن شعبة ، عن قتادة قال : أنس الروم ، ثم ذكر مثله . أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يكتب إلى
[ ص: 368 ] فكان في هذا الحديث ما قد دل على أنه صلى الله عليه وسلم إنما اتخذه عند حاجته إليه ليختم به الكتاب الذي يكتبه إلى من أراد أن يكتب إليه من العجم الذين ذكرنا ، إذ كانوا لا يعرفون الكتب الواردة منهم ، والواردة عليهم إلا مختومة ، وكان في قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي ريحانة : إلا لذي سلطان ، لحاجة السلطان إليه ليختم به كتبه التي تنفذ منه إلى من يكاتبه ما قد دل به أن من يحتاج إلى مكاتبة الناس مطلق له مثل ذلك ، والناس جميعا محتاجون إلى ذلك في هذه المعاني وفي أمثالها من الختم على أموالهم ، وما سوى ذلك مما يحفظون به أماناتهم ، ففي ذلك ما قد دل على إباحته للناس جميعا ، وقد دل على ذلك أيضا .
3316 - ما قد حدثنا ، قال : حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا أبو الوليد ، عن أبو عوانة ، عن أبي بشر ، عن نافع - قال ابن عمر : أبو جعفر أبو بشر جعفر بن أبي وحشية - ( ح ) .
3317 - وقد حدثنا ، قال : حدثنا ابن أبي داود ، قال : حدثنا مسدد ، عن يحيى ، قال : حدثني عبيد الله ، عن نافع ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتما من ذهب ، وجعل فصه مما يلي كفه ، فاتخذه الناس ، فرمى به واتخذ خاتما من ورق أو فضة .
[ ص: 369 ] وفي ذلك ما قد دل على أن الناس قد كانوا فيما كان صلى الله عليه وسلم يفعله من ذلك يفعلون مثله اقتداء به ، وفي ذلك ما قد دل على إباحة اتخاذ الخواتيم للناس جميعا ، والله نسأله التوفيق .
[ ص: 370 ]