[ ص: 231 ] 966 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من جوابه الذي سأله : متى كنت نبيا ؟ بقوله له : وآدم بين الروح والجسد .
5976 - حدثنا أحمد بن داود بن موسى ، حدثني ، حدثنا عبيد الله بن محمد التيمي ، عن حماد بن سلمة ، عن خالد الحذاء عبد الله بن شقيق .
عن ابن أبي الجدعاء قال : وآدم بين الروح والجسد قلت : يا رسول الله متى كنت نبيا؟ قال : .
5977 - وحدثنا فهد ، حدثنا ، حدثنا محمد بن سنان العوقي ، عن إبراهيم بن طهمان بديل بن ميسرة ، عن عبد الله بن شقيق .
[ ص: 232 ] عن ميسرة الفجر قال : وآدم بين الروح والجسد سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم متى كنت نبيا؟ قال : كنت نبيا .
[ ص: 233 ] فقال قائل : وكيف تقبلون مثل هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو أفصح العرب ، وفيه ما ينكره أهل اللغة جميعا ; لأن بين عندهم لا تكون إلا لاثنين ، ولا يكون لواحد ؟
فكان جوابنا له في ذلك : أن الأمر كما ذكر ، ولكن الواحد إذا وصف بوصفين دخل بذلك في معنى الاثنين ، وجاز أن يستعمل فيه ما في الاثنين ، ومن ذلك قول الله عز وجل : واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه . والمرء وقلبه واحد ، ولكن لما وصف [ ص: 234 ] بغير ما وصف به قلبه صار في معنى الاثنين ، فكذلك آدم لما كان في البدء جسما لا روح فيه ، ثم أعاده الله جسدا ذا روح كان موصوفا بوجهين مختلفين ، وجاز بذلك إدخال بين في وصفه كما جاء الحديث الذي ذكرناه في ذلك .
وأما قوله صلى الله عليه وسلم : كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد ، فإنه وإن كان حينئذ نبيا ، فقد كان الله تعالى كتبه في اللوح المحفوظ نبيا ، ثم أعاد اكتتابه إياه في الوقت المذكور في هذا الحديث ، كما قال : عز وجل : ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون . وكان عز وجل قد كتب ذلك في اللوح المحفوظ ، ثم أعاد اكتتابه في الزبور المحزبة بعد ذلك ، فمثل ذلك اكتتابه عز وجل النبي - عليه السلام - ، وآدم بين الروح والجسد بعد اكتتابه إياه قبل ذلك في اللوح المحفوظ أنه كذلك ، وبالله التوفيق .