[ ص: 189 ] 106 - باب بيان مشكل ما كان من رسول الله عليه السلام فيما بين سجدتيه في صلاته هل هو ذكر الله تعالى أو سكوت بلا ذكر ؟
712 - حدثنا ، حدثنا أبو جعفر محمد بن إسماعيل بن سالم الصائغ ، حدثنا يحيى بن أبي بكير قاضي كرمان قال : شعبة أنبأني قال : سمعت عمرو بن مرة أبا حمزة رجلا من الأنصار يحدث عن رجل من بني عبس ، عن حذيفة أنه انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بالليل تطوعا فقال : الله أكبر ذو الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة ، ثم قرأ البقرة ، ثم ركع فكان ركوعه نحوا من قيامه ، وكان يقول في ركوعه : سبحان ربي العظيم ، ثم رفع رأسه فقام قدر ما ركع فكان يقول : لربي الحمد ، لربي الحمد ، ثم سجد فكان نحوا من قيامه يقول : سبحان ربي الأعلى ، وبين السجدتين نحو من سجوده يقول : رب اغفر لي ، رب اغفر لي ، فصلى أربع ركعات قرأ فيهن البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام .
[ ص: 190 ]
713 - وبه ، حدثنا ، عن شعبة ، عن الأعمش ، عن سعد بن عبيدة المستورد بن الأحنف ، عن ، عن صلة بن زفر مثله ، وقال : حذيفة ما مر بآية رحمة إلا وقف وسأل ربه عز وجل ، وما مر بآية عذاب إلا وقف وتعوذ .
714 - حدثنا سليمان بن شعيب ، حدثنا عبد الرحمن بن زياد ، حدثنا ... ثم ذكر بإسناده مثله . شعبة
ففي هذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول فيما بين سجدتيه في كل ركعة من ركعات صلاته تلك : رب اغفر لي ، رب اغفر لي . ولا نعلم عن أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يفعل ذلك في صلاته غير رضي الله عنه ، فإنه قد روي عنه أنه كان يفعل ذلك فيها . علي بن أبي طالب
حدثنا الكيساني ، حدثنا عبد الرحمن بن زياد ، حدثنا ، عن زهير بن [ ص: 191 ] معاوية ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث بذلك . علي
ولا نعلم أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سواه ولا من تابعيهم ، ولا ممن بعد تابعيهم إلى يومنا هذا ، ذهب إلى ذلك غير بعض من كان ينتحل الحديث فإنه ذهب إلى ذلك وقال به ، وهذا عندنا من قوله حسن واستعماله إحياء لسنة من سنن رسول الله عليه السلام وإليه نذهب وإياه نستعمل ، وقد وجدنا القياس يشده ، وذلك أنا رأينا الصلاة مبنية على أقسام منها التكبير الذي يدخل به فيها ، ومنها القيام الذي يتلوه منها ، وفيه ذكر وهو الاستفتاح وما يقرأ بعده من القرآن فيه ، ثم يتلو ذلك الركوع وفيه ذكر وهو التسبيح ثم يتلوه رفع من الركوع وفي ذلك الرفع ذكر وهو سمع الله لمن حمده وما سوى ذلك مما يقوله بعضهم من الأئمة من " ربنا ولك الحمد " ولا يقوله بقيتهم ، ثم يتلوه سجود فيه ذكر وهو التسبيح ، ثم يتلوه قعدة بين السجدتين وهو التي فيها الذي رويناه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مما كان يقوله فيها من سؤاله ربه عز وجل الغفران له مرتين ، ثم يتلوه جلوس فيه ذكر وهو التشهد وما يكون بعده في الموضع الذي يكون فيه من الصلاة على رسول الله عليه السلام ، ومن الدعاء الذي يدعى به هناك ، فكانت أقسام الصلاة كلها مستعمل فيها ذكر الله تعالى غير خالية من ذلك غير القعدة بين السجدتين التي ذكرنا ، فكان القياس على ما وصفنا أن يكون حكم ذلك القسم أيضا من الصلاة كحكم غيره من أقسامها ، وأن يكون فيه ذكر لله تعالى كما كان في غيره من أقسامها ، وبالله التوفيق .