[ ص: 212 ] 315 - باب بيان مشكل فساد من ذهب إلى أن الشاب من كان سنه أربعين سنة إلى ما دونها بعد بلوغه بما يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يدفع ما قال في ذلك
1957 - حدثنا ، قال : حدثنا يونس ، عن أنس ، عن حميد الطويل . أنس بن مالك
1958 - وحدثنا ، علي بن معبد جميعا قالا : حدثنا وبكار بن قتيبة ، عن عبد الله بن بكر السهمي ، عن حميد . أنس
1959 - وحدثنا نصر بن مرزوق ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا علي بن معبد : عن إسماعيل بن جعفر ، عن حميد رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أنس قريش ، [ ص: 213 ] فظننت أني هو فقلت من هو ؟ فقالوا : عمر بن الخطاب دخلت الجنة فإذا بقصر من ذهب ، فقلت : لمن هذا القصر ؟ . قالوا : لشاب من .
1960 - وحدثنا ، قال : حدثنا ابن أبي داود ، قال : حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس ، عن أبو شهاب ، عن حميد الطويل ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله . أنس
1961 - وحدثنا ، قال : حدثنا ابن أبي داود ، قال : حدثنا أبو نصر التمار ، عن حماد بن سلمة ، عن أبي عمران الجوني رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنس قريش ، فظننت أنه لي ، فقلت : من هو ؟ فقالوا : فيا عمر بن الخطاب أبا حفص ، فلولا ما أعلم من غيرتك لدخلته ، فقال عمر : من كنت أغار عليه يا رسول الله ، فإني لم أكن أغار عليك دخلت الجنة فإذا أنا بقصر من ذهب ، فقلت : لمن هذا القصر ؟ قالوا : لفتى من .
[ ص: 214 ]
1962 - وحدثني الحسن بن عبد الله بن منصور ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا الهيثم بن جميل ، عن عبد العزيز بن أبي سلمة ، عن محمد بن المنكدر رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : جابر بن عبد الله قريش ، فظننت أني أنا هو فقلت : من هو ؟ فقالوا : ، فأردت أن أدخله لأنظر إليه ، فذكرت غيرتك يا عمر بن الخطاب أبا حفص ، فقال : بأبي وأمي يا رسول الله ، أوعليك أغار ؟ دخلت الجنة فرأيت قصرا أبيض بفنائه جارية ، فقلت : لمن هذا القصر ؟ فقيل لشاب من
ففيما روينا ما قد دل على فساد قول من ذهب إلى ما ذكرناه في ترجمة هذا الباب ، ثم نظرنا بعد إلى حقيقة ما دون الشاب وإلى الشاب وإلى ما فوقهما فوجدنا الله عز وجل قد قال في كتابه : هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ، فأخبر عز وجل أنه يخرجهم طفلا ثم وجدناه عز وجل قد بين نهاية الطفولية في آية أخرى ، وهي قوله عز وجل : [ ص: 215 ] وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم . فعقلنا بذلك أن ما دون بلوغ الحلم حال طفولية ، وأن ما بعد الحلم ضد لها ، ولا شيء نعلمه يكون ثالثا للطفولية غير الشباب ، فعقلنا بذلك أن من احتلم شاب ثم يكون كذلك إلى ما شاء الله أن يكون ، وطلبنا المدة التي يكون فيها كذلك ، ثم يخرج منها إلى ضدها ، فوجدنا الله قد قال في الآية التي بدأنا بتلاوتها في هذا الباب : ثم لتبلغوا أشدكم ، ولم يبين لنا عز وجل فيها ما بلوغ الأشد ، ثم وجدناه عز وجل قد بين ذلك لنا في آية أخرى بقوله : حتى إذا بلغ أشده ، واحتجنا أن نعلم هل خرج بذلك من الشباب إلى غيره أم لا ؟ فوجدناه عز وجل قد بين لنا ذلك في آية أخرى بقوله : حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة ، فعقلنا بذلك أن من بلغ الأربعين سنة فقد بلغ أشده ، واحتجنا أن نعلم هل خرج بذلك من الشباب إلى غيره أم لا ؟ فوجدنا الله عز وجل قد قال في التي بدأنا بتلاوتها بعقب قوله فيها : ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا ، فاحتمل أن يكون ما بعد الأربعين خروجا من الشباب ودخولا في الشيخوخة ، فوجدنا الله عز وجل قد قال فيها : هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة فكان بين الخلق من التراب وبين الخلق من النطفة ، فاصل ؛ لأن المخلوق من التراب هو آدم صلى الله عليه وسلم ، والمخلوقين من النطفة هم بنوه وبين الخلقين من الزمان ما شاء الله أن يكون فكان مثل ذلك قوله عز [ ص: 216 ] وجل : ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا ، يحتمل أن يكون بين بلوغهم الأشد ، وبين أن يكونوا شيوخا مدة الله أعلم بمقدارها ، وهي مدة شباب ، فيكون السن الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها يوم رأى تلك الرؤيا هي فوق الأربعين ، ودون الحال التي يكونون فيها شيوخا ، والله أعلم بحقيقة الأمر في ذلك ، والله تعالى نسأله التوفيق .