[ ص: 235 ] 113 - باب بيان مشكل ما روي عنه عليه السلام في المراد بقول الله تعالى : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا من هم ؟
761 - حدثنا ، حدثنا الربيع المرادي ، حدثنا أسد بن موسى ، حدثنا حاتم بن إسماعيل بكير بن مسمار ، عن ، عن عامر بن سعد قال : { أبيه عليا وفاطمة وحسنا وحسينا عليهم السلام ، فقال : اللهم هؤلاء أهلي لما نزلت هذه الآية دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم } .
[ ص: 236 ] ففي هذا الحديث أن المرادين بما في هذه الآية هم رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة وحسن وحسين .
762 - حدثنا فهد ، حدثنا ، حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، عن جرير بن عبد الحميد ، عن الأعمش جعفر بن عبد الرحمن البجلي ، عن حكيم بن سعد ، عن قالت : أم سلمة وعلي وفاطمة وحسن وحسين عليهم السلام : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا نزلت هذه الآية في رسول الله صلى الله عليه وسلم } .
[ ص: 237 ] ففي هذا الحديث مثل الذي في الأول .
763 - حدثنا ، حدثنا أبو أمية ، حدثنا خالد بن مخلد القطواني موسى بن يعقوب الزمعي ، حدثنا ، عن ابن هاشم بن عتبة عبد الله بن وهب ، عن أم سلمة فاطمة والحسن والحسين ، ثم أدخلهم تحت ثوبه ثم جأر إلى الله تعالى : رب هؤلاء أهلي ، قالت : فقلت : يا رسول الله فتدخلني معهم ، قال : أنت من أهلي أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع } .
ففي هذا الحديث قول رسول الله صلى الله عليه وسلم جوابا منه لها عند قولها له : تدخلني معهم ، أنت من أهلي ، فكان ذلك مما قد يجوز أن يكون أراد به أنها من أهله لأنها من أزواجه وأزواجه أهله ، كما قال في حديث الإفك الذي قد : لأم سلمة
764 - حدثنا ، حدثنا يونس ، حدثنا ابن معبد ، عن عبيد الله بن عمرو إسحاق بن راشد ، عن ، عن الزهري عروة وسعيد وعلقمة ، [ ص: 238 ] عن وعبيد الله عائشة عبد الله بن أبي فقال : يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغ أذاه في أهلي ، والله ما علمت على أهلي إلا خيرا ، ولقد ذكروا رجلا ما علمت منه إلا خيرا ، وما كان يدخل على أهلي إلا معي أن رسول الله عليه السلام في حديث الإفك قام على المنبر فاستعذر من } فكان قوله : { من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهلي } يعني في زوجته التي كان أذاه فيها ، فكان في ذلك ما قد دل على أن الزوجة تسمى بهذا الاسم فيحتمل أن يكون { قوله أنت من أهلي } من هذا المعنى أيضا أنها من أهل الآية المتلوة في هذا الباب ، ومما يدل على ذلك ما قد : لأم سلمة
765 - حدثنا الحسين بن الحكم الحبري الكوفي ، حدثنا مخول بن مخول بن راشد الحناط ، حدثنا عبد الجبار بن عباس [ ص: 239 ] الشبامي ، عن ، عن عمار الدهني عمرة بنت أفعى ، عن قالت أم سلمة إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا يعني في سبعة : جبريل وميكائيل ورسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، وأنا على باب البيت فقلت : يا رسول الله ألست من أهل البيت ؟ قال : إنك من أزواج النبي عليه السلام نزلت هذه الآية في بيتي : ، وما قال إنك من أهل البيت .
766 - وما قد حدثنا أيضا ، حدثنا الحسين ، حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل جعفر الأحمر ، عن الأجلح ، عن ، عن شهر بن حوشب أم سلمة ، عن وعبد الملك ، عن عطاء قالت : { أم سلمة فاطمة بطعام لها إلى أبيها وهو على منازله فقال : أي بنية ائتيني بأولادي وابني وابن عمك ، قالت : ثم [ ص: 240 ] جللهم أو قالت : حوى عليهم الكساء فقال : هؤلاء أهل بيتي وحامتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، قالت : يا رسول الله وأنا معهم ، قال : أنت من أزواج النبي عليه السلام وأنت على خير أو إلى خير أم سلمة جاءت } .
[ ص: 241 ]
767 - وما قد حدثنا ، حدثنا أبو أمية بكر بن يحيى بن زبان ، حدثنا مندل ، عن أبي الجحاف ، عن ، عن { شهر بن حوشب قالت : أم سلمة فاطمة عليها السلام بخزيرة فقال : ادعي لي بعلك فدعته وابنيها ، فجاء بكساء فحفهم به ، ثم أخذ طرفه بيده ، ثم رفع يديه فقال : اللهم إن هؤلاء ذريتي وأهل بيتي فأذهب الرجس عنهم وطهرهم تطهيرا ، قالت : فرفعت الكساء وأدخلت رأسي فيه فقلت : أنا يا رسول الله قال : إنك على خير كان النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي فجاءته } .
768 - حدثنا فهد ، حدثنا ، حدثنا أبو غسان ، عن فضيل بن مرزوق ، عن عطية ، عن { أبي سعيد قالت : أم سلمة إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا فقلت : يا رسول الله ألست من أهل البيت ؟ فقال : أنت على خير إنك من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي البيت علي وفاطمة والحسن والحسين نزلت هذه الآية في بيتي } .
769 - وما قد حدثنا ، حدثنا ابن مرزوق روح بن أسلم ، حدثنا [ ص: 242 ] ، عن حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن شهر بن حوشب أم سلمة لفاطمة : ائتيني بزوجك وابنيك فجاءت بهم فألقى عليهم كساء فدكيا ، ثم وضع يده عليهم ، ثم قال : اللهم إن هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد إنك حميد مجيد ، قالت : فرفعت الكساء لأدخل معهم فجبذه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : إنك على خير أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال } .
770 - وما قد حدثنا سليمان الكيساني ، حدثنا عبد الرحمن بن زياد ( ح ) وما قد حدثنا ، حدثنا الربيع المرادي قالا : حدثنا أسد بن موسى ، حدثنا عبد الحميد بن بهرام قال : شهر حين جاء نعي أم سلمة الحسين بن علي فقالت : قتلوه قتلهم الله وعروه وذلوه لعنهم الله ، فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاءته فاطمة غدية ببرمة لها قد صنعت منها عصيدة تحملها في طبق لها حتى وضعتها بين يديه ، فقال لها : أين ابن عمك ؟ فقالت : هو في البيت قال : اذهبي فادعيه وائتيني بابنيك قالت : فجاءت تقود ابنيها كل واحد منهما ، وعلي في أثرهم يمشي حتى دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجلسهما في حجره وجلس علي على يمينه وجلست فاطمة على يساره ، قالت : فاجتبذ من تحتي كساء [ ص: 243 ] حبيرا كان بساطا لنا على المنامة أم سلمة بالمدينة فلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم جميعا ، فأخذ بشماله طرفي الكساء وألوى بيده اليمنى إلى ربه عز وجل ، فقال : اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، ثلاث مرار ، قالت : قلت : يا رسول الله ألست من أهلك ، قال : بلى ، قال : فادخلي في الكساء ، قالت : فدخلت بعدما قضى دعاءه لابن عمه علي وابنيه وابنته فاطمة عليهم السلام سمعت { } .
771 - وما قد حدثنا إبراهيم بن أحمد بن مروان الواسطي أبو إسحاق ، حدثنا ، حدثنا محمد بن أبان الواسطي محمد بن سليمان بن الأصبهاني ، عن يحيى بن عبيد المكي ، عن ، عن { عطاء بن أبي رباح قال : عمر بن أبي سلمة : أم سلمة إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا قالت : فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين وفاطمة فأجلسهم بين يديه ودعا عليا فأجلسه خلف ظهره ، ثم جللهم جميعا بالكساء ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم [ ص: 244 ] الرجس وطهرهم تطهيرا ، قالت : اللهم اجعلني منهم قال : أنت مكانك وأنت على خير أم سلمة نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بيت } .
772 - وما قد حدثنا فهد ، حدثنا ، حدثنا سعيد بن كثير بن عفير ، عن ابن لهيعة أبي صخر ، عن أبي معاوية البجلي ، عن { عمرة الهمدانية قالت : فسلمت عليها فقالت : من أنت فقلت : أم سلمة عمرة الهمدانية فقالت : يا أم المؤمنين أخبريني عن هذا الرجل الذي قتل بين أظهرنا ، فمحب ومبغض تريد عمرة ، قالت علي بن أبي طالب : أتحبينه أم تبغضينه ؟ قالت : ما أحبه ولا أبغضه ، فقالت : أنزل الله هذه الآية أم سلمة إنما يريد الله ... إلى آخرها ، وما في البيت إلا جبريل ورسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة وحسن وحسين عليهم السلام ، فقلت : يا رسول الله أنا من أهل البيت ؟ فقال : إن لك عند الله خيرا ، فوددت أنه قال نعم فكان أحب إلي مما تطلع عليه الشمس وتغرب أتيت } .
فدل ما روينا في هذه الآثار مما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أم [ ص: 245 ] سلمة مما ذكر فيها لم يرد به أنها كانت ممن أريد به مما في الآية المتلوة في هذا الباب ، وأن المرادين بما فيها هم : رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة وحسن وحسين عليهم السلام ، دون من سواهم .
ومما يدل على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله فيما روي في هذه الآثار من قوله لها : { أنت من أهلي } . لأم سلمة
773 - ما قد حدثنا محمد بن الحجاج الحضرمي وسليمان الكيساني قالا : حدثنا ، عن بشر بن بكر البجلي ، أخبرني الأوزاعي أبو عمار ، حدثني { قال : واثلة عليا فلم أجده فقالت فاطمة : انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوه ، قال : فجاء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلا ودخلت معهما ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين ، فأقعد كل واحد منهما على فخذه وأدنى فاطمة من حجره وزوجها ، ثم لف عليهم ثوبا وأنا منتبذ ، ثم قال : إنما يريد الله ... الآية ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهلي إنهم أهل حق ، فقلت : يا رسول الله وأنا من أهلك ؟ قال : وأنت من أهلي } قال واثلة : فإنها من أرجى ما أرجو أتيت [ ص: 246 ] وواثلة أبعد منه عليه السلام من منه ؛ لأنه إنما هو رجل من أم سلمة بني ليث ليس من قريش ، موضعها من وأم سلمة قريش موضعها الذي هي به منه ، فكان قوله لواثلة : { أنت من أهلي } على معنى لاتباعك إياي وإيمانك بي فدخلت بذلك في جملتي .
وقد وجدنا الله قد ذكر في كتابه ما يدل على هذا المعنى بقوله : ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي فأجابه في ذلك بأن قال له : إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فكما جاز أن يخرجه من أهله وإن كان ابنه لخلافه إياه في دينه جاز أن يدخل في أهله من يوافقه على دينه وإن لم يكن من ذوي نسبه .
فمثل ذلك أيضا ما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم جوابا : أنت من أهلي ، يحتمل أن يكون على هذا المعنى أيضا ، وأن يكون قوله لها ذلك كقوله مثله لأم سلمة لواثلة ، وحديث سعد وما قد ذكرناه معه من [ ص: 247 ] الأحاديث في أول هذا الباب معقول بها من أهل الآية المتلوة فيها لأنا قد أحطنا علما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دعا من دعا من أهله عند نزولها لم يبق من أهلها المرادين فيها أحدا سواهم ، وإذا كان ذلك كذلك استحال أن يدخل معهم فيما أريدت به سواهم ، وفيما ذكرنا من ذلك بيان ما وصفنا .
فإن قال قائل : فإن كتاب الله يدل على أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم هم المقصودون بتلك الآية لأنه قال قبلها في السورة التي هي فيها : يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن إلى قوله : يا نساء النبي لستن إلى قوله : الجاهلية الأولى فكان ذلك كله يردن به لأنه على خطاب النساء لا على خطاب الرجال ، ثم قال : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس الآية .
فكان جوابنا له أن الذي تلاه إلى آخر ما قبل قوله : إنما يريد الله الآية خطاب لأزواجه ، ثم أعقب ذلك بخطابه لأهله بقوله تعالى : إنما يريد الله ليذهب الآية ، فجاء على خطاب الرجال لأنه قال فيه : ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم وهكذا خطاب الرجال وما قبله ، فجاء به بالنون ، وكذلك خطاب النساء ، فعقلنا أن قوله : إنما يريد الله ليذهب الآية خطاب لمن أراده من الرجال بذلك ليعلمهم تشريفه لهم ورفعته لمقدارهم أن جعل نساءهم من قد وصفه لما وصفه به مما في الآيات المتلوات قبل الذي خاطبهم به تعالى ، ومما دل على ذلك أيضا :
[ ص: 248 ]
774 - ما قد حدثنا ، حدثنا ابن مرزوق ، حدثنا روح بن عبادة ، عن حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنس إنما يريد الله الآية كان إذا خرج لصلاة الفجر يقول : الصلاة يا أهل البيت .
775 - وما قد حدثنا ، حدثنا ابن مرزوق ، عن أبو عاصم النبيل عبادة قال ، وهو ابن مسلم الفزاري من أبو جعفر أهل الكوفة قد روى عنه أبو نعيم قال : حدثني أبو داود قال ، وهو أبو جعفر نفيع الهمداني الأعمى من أهل الكوفة أيضا قال : حدثني { أبو الحمراء قال : فاطمة عليها السلام فقال : السلام عليكم أهل البيت إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة أشهر ، كان إذا أصبح أتى باب الآية .
وفي هذا أيضا دليل على أهل هذه من هم ، وبالله التوفيق .