[ ص: 379 ] 138 - باب بيان مشكل ما في كتاب الله تعالى مما ذكر الرحمة بالريح وبالرياح مما قد روي عن رسول الله عليه السلام مما يدل على الأولى في ذلك من تينك القراءتين
حدثنا ، حدثنا علي بن عبد العزيز قال : أبو عبيد فكان ما حكاه القراءة التي نتبعها في الريح والرياح أن ما كان منها من الرحمة فإنه جماع ، وما كان منها من العذاب فإنه على واحدة ، قال : والأصل الذي اعتبرنا به هذه القراءة حديث { النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا هاجت الريح قال : اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا } أبو عبيد من هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مما لا أصل له ، وقد كان الأولى به لجلالة قدره ولصدقه في روايته غير هذا الحديث أن لا يضيف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا يعرفه أهل العلم بالحديث عنه ، ثم اعتبرنا ما في كتاب الله مما يدل على الوجه في هذا المعنى فوجدنا الله قد قال في كتابه : هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وكانت الريح الطيبة من الله رحمة ، والريح العاصف منه عز وجل عذابا ، ففي ذلك ما قد دل على انتفاء ما رواه أبو عبيد مما ذكرناه عنه ، والله يغفر له .
[ ص: 380 ] ثم اعتبرنا ما يروى عن النبي عليه السلام مما يدخل في هذا المعنى .
918 - فوجدنا قد حدثنا قال : حدثنا أبا أمية . ووجدنا علي بن المديني قد حدثنا قال : حدثنا أحمد بن شعيب إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد ، قالا : حدثنا ، حدثنا محمد بن فضيل ، عن الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ذر ، عن ، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { أبي بن كعب لا تسبوا الريح إذا رأيتم منها ما تكرهون ، قولوا : اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت به ، ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به } .
ووجدنا قد حدثنا قال : حدثنا أحمد بن شعيب ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، عن جرير ... ثم ذكر بإسناده مثله ، غير أنه لم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ووقفه على الأعمش أبي .
[ ص: 381 ] ووجدنا قد حدثنا قال : حدثنا أحمد ، أخبرنا إسحاق بن منصور أخبرنا النضر بن شميل ، عن شعبة قال : سمعت حبيب ذرا ، عن ، عن عبد الرحمن بن أبزى أبيه أبي ... ثم ذكر مثله ، ولم يرفعه . أن الريح هاجت على عهد
قال : وهو الصواب . أحمد بن شعيب
ووجدنا قد حدثنا قال : حدثنا أحمد ، حدثنا محمد بن بشار أخبرنا ابن [ ص: 382 ] أبي عدي ، عن شعبة ... ثم ذكر مثله بإسناده ، ولم يرفعه ، فهذا ما وجدنا فيه عن حبيب . أبي بن كعب
وقد وجدنا فيه عن أيضا : أبي هريرة
919 - ما قد حدثنا به ، حدثنا يونس أخبرنا بشر بن بكر ، عن الأوزاعي ، أخبرني محمد بن مسلم ثابت الزرقي أن { قال : أبا هريرة مكة وعمر بن الخطاب حاج ، فاشتدت عليهم فقال عمر لمن حوله : ما الريح ، فلم يرجعوا له شيئا ، وبلغني الذي سأل عنه عمر من ذلك فاستحثثت راحلتي حتى أدركته ، فقلت له : يا أمير المؤمنين ، أخبرت أنك سألت عن الريح ، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : الريح من روح الله تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب ، فلا تسبوها ، واسألوا الله خيرها واستعيذوا به من شرها أخذت الناس ريح في طريق } .
[ ص: 383 ]
920 - وما حدثنا به ، حدثنا بكار ، عن أبو عاصم ، عن الأوزاعي ، عن الزهري ثابت بن قيس ، عن ... ثم ذكر مثله سواء . أبي هريرة
921 - وما حدثنا علي بن شيبة ، حدثنا ، حدثنا روح بن عبادة ، حدثني ابن جريج أن زياد أخبره ، أخبرني ابن شهاب ثابت بن قيس أن قال ... ثم ذكر مثله . أبا هريرة
922 - وما قد حدثنا محمد بن عزيز الأيلي ، حدثنا سلامة بن روح ، عن ، حدثني عقيل ... ثم ذكر بإسناده مثله . ابن شهاب
923 - وما قد حدثنا ، حدثنا أحمد بن شعيب كثير بن عبيد ، [ ص: 384 ] حدثنا ، عن محمد بن حرب ، أخبرني الزبيدي ، عن الزهري ثابت الزرقي ، عن قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ... ثم ذكر مثله . أبي هريرة
924 - وما قد حدثنا هارون بن كامل قال : حدثنا ، حدثني عبد الله بن صالح ، حدثني الليث بن سعد ، عن يونس بن يزيد ... ثم ذكر بإسناده مثله ، غير أنه قال : ابن شهاب وعوذوا بالله من شرها .
فهذا ما وجدنا فيه عن موافقا لما وجدناه فيه عن أبي هريرة . أبي بن كعب
وقد وجدنا فيه عن : عائشة
925 - ما قد حدثنا ، عن يونس قال : سمعت ابن وهب يحدث عن ابن جريج ، عن عطاء قالت : { عائشة فقال : لعله كما قال عائشة قوم عاد : فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قال : اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به ، وأعوذ [ ص: 385 ] بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به ، وإذا تخيلت السماء تغير لونه ودخل وخرج وأقبل وأدبر ، فإذا مطرت سري عنه ، فسألته } .
فهذا ما وجدنا عن في هذا المعنى . عائشة
وقد حدثنا عن فيه أيضا : أنس بن مالك
926 - ما حدثنا ، حدثنا محمد بن علي بن داود ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة ، عن عبد الرحمن بن مهدي المثنى بن سعيد ، عن ، [ ص: 386 ] عن قتادة ، عن { النبي عليه السلام أنه أنس كان إذا هاجت ريح شديدة قال : اللهم إني أسألك من خير ما أمرت به ، وأعوذ بك من شر ما أمرت به } .
فهذا ما وجدنا فيه عن أنس ، وفي جميع ما روينا أن الريح قد تأتي بالرحمة وقد تأتي بالعذاب ، وأنه لا فرق بينهما إلا في الرحمة والعذاب وأنها ريح واحدة لا رياح .
وقد وجدنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا مما يدخل في هذا المعنى :
927 - ما حدثنا ، حدثنا ابن مرزوق أبو عامر العقدي قالا : حدثنا وعثمان بن عمر بن فارس ، عن شعبة ، عن الحكم ، عن مجاهد أن النبي عليه السلام قال : { ابن عباس عاد بالدبور نصرت بالصبا ، وأهلكت } .
[ ص: 387 ]
928 - وما حدثنا ، حدثنا أبو أمية الخضر بن شجاع ، حدثنا ، حدثنا مسكين بن بكير ، عن شعبة ، عن الحكم ، عن سعيد بن جبير ، عن النبي عليه السلام مثله . ابن عباس
فاختلف أبو عامر وعثمان بن عمر ومسكين بن بكير في الرجل الذي بين الحكم وابن عباس ، فقال أبو عامر وعثمان : إنه مجاهد ، وقال مسكين : إنه . سعيد بن جبير
وقد وجدناه من غير حديث ومن غير حديث شعبة الحكم :
929 - كما قد حدثنا ، حدثنا أبو أمية ، حدثنا عبيد الله بن موسى ، عن شيبان ، عن الأعمش ، عن سعيد بن جبير ، عن رسول الله عليه السلام مثله . ابن عباس
فكان فيما رويناه عن ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه { نصر بالصبا - وهي ريح واحدة - وأن ابن عباس عادا أهلكت بالدبور - وهي ريح واحدة - } [ ص: 388 ] وفي ذلك ما قد دل على ما ذكرنا .
حدثنا ابن أبي عمران ، حدثنا ، حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل ، عن يحيى بن آدم قال : أبي بكر بن عياش عاصم : وأرسلنا الريح لواقح ، فقال : عاصم وأرسلنا الرياح لواقح ، لو كانت الريح لكانت ملقحة . قال : فذكرت ذلك فقال لي : إنه لا يلقح من الرياح إلا الجنوب ، فإذا تفرقت صارت رياحا للأعمش ، . قرأ رجل على
وفيما قد رويناه في هذا الباب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قد دل أن الاختيار فيما اختلف فيه القراء الذين ذكرنا من الرياح ومن الريح هو الريح لا الرياح .