1648 - حدثنا أبو القاسم هشام بن محمد بن قرة بن أبي خليفة ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الأزدي ، قال : حدثنا الربيع بن سليمان المرادي شعيب بن الليث ، قال : حدثنا ، قال : حدثني الليث بن سعد . ابن عجلان
وحدثنا ، قال : حدثنا يوسف بن يزيد أبو حامد بن يحيى البلخي ، قال : حدثنا ، عن سفيان . ابن عجلان
وحدثنا هارون بن كامل بن يزيد ، قال : حدثنا ، قال : حدثني عبد الله بن صالح ، قال : حدثني الليث ، عن محمد بن عجلان ، عن سعد بن إبراهيم ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : { عائشة فعمر بن الخطاب قد كان يكون في الأمم قبلكم محدثون فإن يكن في أمتي أحد منهم } .
[ ص: 337 ]
1649 - وحدثنا ، قال : حدثنا الربيع بن سليمان الجيزي ، قال : حدثني ابن أبي مريم ، قال : حدثني ابن أيوب ، ثم ذكر بإسناده مثله . محمد بن عجلان
1650 - وحدثنا ، قال : حدثنا عمي أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ، قال : حدثني عبد الله بن وهب ، عن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري ، عن أبيه ، عن أبي سلمة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { أبي هريرة عمر بن الخطاب لقد كان فيمن خلا [ ص: 338 ] من قبلكم من الأمم ناس يحدثون ، فإن يكن في أمتي منهم أحد فهو } . قال إبراهيم بن سعد : وهم الذين يلهمون .
1651 - وحدثنا ، قال : حدثنا ابن أبي داود ، قال : حدثني عبد العزيز بن عبد الله [ ص: 339 ] الأويسي ... ثم ذكر بإسناده مثله ، غير ما فيه من قول إبراهيم بن سعد إبراهيم بن سعد ، هم الذين يلهمون .
1652 - وحدثنا ، قال : حدثنا الربيع بن سليمان المرادي شعيب ، قال : حدثنا ، قال : حدثني الليث ، عن ابن الهاد ، عن أبيه إبراهيم بن سعد ، عن سعد بن إبراهيم ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، مثل حديث عائشة أبي داود .
قال : فاختلف أبو جعفر إبراهيم بن سعد ومحمد بن عجلان على سعد بن إبراهيم فيمن رد هذا الحديث إليه بعد أبي سلمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من ومن عائشة على ما ذكرناه من اختلافهما عنه في ذلك . أبي هريرة
فتأملنا هذا الحديث لنقف على المراد به ما هو إن شاء الله ، فكان معنى قوله صلى الله عليه وسلم : محدثون ، أي : ملهمون ، وكذلك يحدثون : أي : يلهمون حتى تنطق ألسنتهم بالحكمة كما كان لسان عمر رضي الله عنه ينطق بما كان ينطق به منها ، فمن ذلك ما قد ذكرناه عنه في حديث إيلاء رسول الله صلى الله عليه وسلم من نسائه لما قال لهن : لتنتهن ، عن رسول الله [ ص: 340 ] صلى الله عليه وسلم ، أو ليبدلنه الله عز وجل أزواجا خيرا منكن على ما ذكره عز وجل في الآية التي أنزلها في ذلك ، وأن الله عز وجل أنزل بعد ذلك على رسوله صلى الله عليه وسلم قوله : عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن ، الآية . موافقة لما قد كان قاله لهن قبل ذلك .
وما قد روي عن عنه من قوله : وافقت ربي عز وجل في ثلاث ، أو وافقني ربي في ثلاث . أنس بن مالك
كما قد حدثنا ، قال : حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، عن عبد الله بن بكر السهمي ، عن حميد الطويل ، قال : قال أنس بن مالك رضي الله عنه : عمر بن الخطاب إبراهيم مصلى ، فأنزل الله عز وجل : واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وقلت : يدخل عليك البر والفاجر ، فلو حجبت أمهات المؤمنين ، فأنزل الله آية الحجاب ، وبلغني شيء من المعاتبة من أمهات المؤمنين فاستقريتهن أقول لتكفن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو ليبدلنه الله أزواجا خيرا منكن ، فانتهيت إلى إحدى أمهات المؤمنين ، فقالت : يا عمر أما في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعظ نساءه حتى تعظهن أنت ، فأنزل الله : عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن وافقني ربي عز وجل في ثلاث - أو : وافقت ربي عز وجل في ثلاث - قال : قلت يا رسول الله ، لو اتخذت من مقام } .
[ ص: 341 ] وقد روي عن عبد الله بن عباس في توكيد ما تأولنا الحديث الأول الذي ذكرنا في هذا الباب عليه ما قد حدثنا ، قال : حدثنا يوسف بن يزيد ، قال : حدثنا نعيم بن حماد ، عن سفيان بن عيينة - عن عمرو - هو ابن دينار ، ابن عباس . أنه كان يقرؤها : ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث )
[ ص: 342 ] قال : فكان المحدث في هذا من الجنس الذين ذكرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي ذكرناه في أول هذا الباب ، فقال قائل : أفيجوز أن يقال لهؤلاء الملهمين : إن الله عز وجل أرسلهم كما قرأ أبو جعفر الآية عليه على ما في حديثه هذا ؟ . ابن عباس
فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله وعونه ، أن الرسالة المذكورة في هذه الآية إنما أريد بها الأنبياء والرسل صلوات الله عليهم لا الملهمون المذكورون معهم ، فقال : فكيف يكون ذلك وهم مذكورون معهم بما في أول الآية - وهو الرسالة - فكان جوابنا له في ذلك فيما ذهب إليه أهل العربية فيه أنهم جمعوا معهم بكتابة في الآية ، كأنه أريد : وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا ألهمنا من محدث إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته ، وكانوا ينشدون في ذلك بيتا من الشعر :
يا ليت زوجك قد غدا متقلدا سيفا ورمحا
[ ص: 343 ] والسيف ، فمما يتقلد به والرمح ليس كذلك إنما يحمل ، واستعملت الكناية في ذلك فصار كهو لو قال : متقلد سيفا ، وحامل رمحا ، والله أعلم بالحقيقة في ذلك ، وإياه نسأله التوفيق .