[ ص: 242 ] 45 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله عليه السلام فيمن صلت عليه من الموتى جماعة من المسلمين فشفعوا له أنهم يشفعون فيه إذا كان لهم عدد ذكر مقداره فيما روي عنه في ذلك
264 - حدثنا ، أخبرنا يونس ، أخبرني ابن وهب ، أن ابن جريج حدثه أن أيوب بن أبي تميمة أخبره أن أبا قلابة عبد الله بن يزيد رضيع عائشة أخبره : أن زوج النبي عليه السلام أخبرته : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { عائشة ما من رجل مسلم يموت فيصلي عليه أمة من المسلمين ، يبلغون أن يكونوا مائة ، فيشفعوا له إلا شفعوا فيه } .
265 - حدثنا حدثنا حسين بن نصير ، ، حدثنا علي بن معبد ، عن عبيد الله يعني : ابن عمرو ، عن أيوب ، عن أبي قلابة عبد الله بن يزيد ، عن ، عن النبي عليه السلام قال : عائشة لا يموت أحد من [ ص: 243 ] المسلمين فتصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون أن يكونوا مائة فيشفعوا له ، إلا شفعوا فيه .
266 - حدثنا حدثنا أحمد بن شعيب ، ، حدثنا عمرو بن زرارة ، عن إسماعيل ، وهو ابن إبراهيم ، عن أيوب ، عن أبي قلابة عبد الله بن يزيد رضيع عائشة ، عن ، عن النبي عليه السلام مثله . عائشة
267 - حدثنا محمد بن خزيمة ، حدثنا ، حدثنا حجاج بن منهال ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن عبد الله بن يزيد الخطمي : أن رسول الله عليه السلام قال : { عائشة ما من مسلم يموت فيصلي عليه أمة من الناس يبلغون أن يكونوا مائة ، إلا شفعوا فيه } .
قال : هكذا يقول أبو جعفر حماد في إسناد هذا الحديث ، عن عبد الله بن يزيد الخطمي ، والناس يخالفونه في ذلك ، ويقولون : عبد الله بن يزيد رضيع عائشة ، وهو أشبه بالصواب في ذلك ، والله أعلم .
وعبد الله بن يزيد الخطمي ، هو رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم غير حديث منها :
[ ص: 244 ]
268 - ما حدثنا ، حدثنا ابن أبي داود ، حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، عن أبو بكر بن عياش ، عن أبي حصين قال : أبي بردة : يا ابن أخي ، سمعت رسول الله عليه السلام يقول : { يكون عذاب هذه الأمة في دنياها } عبد الله بن يزيد كنت جالسا عند أمير قد سماه فجعل يتردد عليه برؤوس الخوارج ، قال : فجعلت كلما رأيت رأسا منها قلت : إلى النار . فقال .
قال : وذكره أبو جعفر محمد بن سعد في كتاب الطبقات ، وقال : عبد الله بن يزيد الخطمي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن نزل الكوفة ، واختط بها دارا ، وولاه عليها . عبد الله بن الزبير
ثم رجعنا إلى ما كنا فيه من عدد المصلين على الجنازة الشفعاء لصاحبها :
[ ص: 245 ]
269 - حدثنا حدثنا ابن معبد ، ، حدثنا علي بن الحسن بن شقيق ، عن أبو حمزة يعني السكري ، واسمه محمد بن ميمون ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن النبي عليه السلام قال : { أبي هريرة من صلى عليه مائة من المسلمين غفر له } .
270 - ووجدنا قد حدثنا قال : حدثنا أبا أمية ، حدثنا عبيد الله بن موسى ، عن شيبان يعني أبا معاوية بن عبد الرحمن النحوي ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن النبي عليه السلام قال : { أبي هريرة من صلى عليه مائة من المسلمين غفر له } .
وقد روى عن رسول الله عليه السلام في عدد الجماعة المشفعين في هذا المعنى : ابن عباس
271 - ما قد حدثنا ، حدثنا عيسى بن إبراهيم الغافقي ، حدثني ابن وهب أبو صخر حميد بن زياد ، عن ، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر ، عن كريب ابن عباس بقديد أو بعسفان . فقال لكريب : انظر ما اجتمع له من الناس . قال : فخرجت فإذا ناس قد اجتمعوا ، قال : أخرجوه ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه [ ص: 246 ] وسلم يقول : { ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه } أنه مات ابن له .
ووجدنا عن أنس ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يوافق ما رويناه في هذا الباب عن ، عائشة ، عن رسول الله عليه السلام ، ويخالف ما رويناه فيه عن وأبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن عباس
272 - كما حدثنا ، أخبرنا أحمد بن شعيب ، أخبرنا سويد بن نصر ، عن عبد الله يعني : ابن المبارك ، عن سلام بن أبي مطيع ، عن أيوب ، عن أبي قلابة عبد الله بن يزيد رضيع عائشة ، عن ، عن النبي عليه السلام قال : { عائشة ما من ميت يصلي عليه جماعة من المسلمين يبلغون أن يكونوا مائة يشفعون إلا شفعوا فيه } .
قال سلام : فحدثت به شعيب بن الحبحاب فقال : حدثني به أنس ، عن النبي عليه السلام .
فقال قائل : من أين جاء هذا الاختلاف في هذه الروايات ؟
فكان جوابنا عن ذلك بتوفيق الله أنه يحتمل أن يكون الله جاد [ ص: 247 ] لعباده المؤمنين بالغفران لمن صلى عليه مائة منهم بشفاعتهم له ، ثم جاد له بالغفران بشفاعة أربعين منهم .
فكان خبر بذلك هو آخر ما كان منه عز وجل مما جاد بسببه بالغفران للمصلى عليه من المؤمنين بشفاعتهم . ابن عباس
وكان خبر عائشة متقدمين لذلك . وأبي هريرة
فقال : ولم حملت ذلك على ما ذكرت ، ولم تحمله على أن حديث عائشة هما المتأخران ، وحديث وأبي هريرة هو المتقدم ؟ ابن عباس
فكان جوابنا له عن ذلك بتوفيق الله وعونه : أن الله ليس من صفته أن يجود بغفران بمعنى ، ثم يرجع عن الغفران بذلك المعنى ، وقد يجوز أن يجود بالغفران بمعنى ، ثم يجود بالغفران بأقل من ذلك المعنى ، وبأيسره على خلقه الذين جاد بذلك عليهم ، فبان بما ذكرنا الوجه الذي جاء منه اختلاف العددين في الآثار التي رويناها ، والله نسأله التوفيق .