[ ص: 36 ] 867 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من إظهار التكبير في العيد وفي أي حال يكون من الطريق إليه ، أم بعد الجلوس فيه
5428 - حدثنا فهد بن سليمان ، ، قالا : حدثنا ويحيى بن عثمان ، حدثني عبد الله بن صالح ، حدثنا الليث بن سعد إسحاق بن بزرج ، عن ، قال : الحسن بن علي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نلبس أجود ما نجد ، وأن نضحي بأسمن ما نجد ; البقرة عن سبعة ، والجزور عن عشرة ، وأن نظهر التكبير وعلينا السكينة والوقار .
[ ص: 37 ] ففي هذا الحديث : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإظهار التكبير في العيد بغير ذكر منه الحال التي يكون ذلك التكبير فيها من طريق إلى العيد ، [ ص: 38 ] ومما سوى ذلك .
فنظرنا : هل نجد في ذلك شيئا يدلنا على الحال التي يكون ذلك التكبير فيها . ؟
فوجدنا فهدا قد حدثنا ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا أبو نعيم عائذ بن حبيب ، عن ، عن الحجاج سعيد بن أشوع ، عن حنش بن المعتمر قال : رضي الله عنه ، أتي ببغلته يوم الأضحى فركبها ، فلم يزل يكبر حتى أتى الجبانة عليا . رأيت
ووجدنا محمد بن خزيمة قد حدثنا ، قال : حدثنا ، حدثنا يوسف بن عدي ، عن عبد الله بن إدريس ، عن ابن عجلان ، عن نافع : ابن عمر . أنه كان يخرج يوم الفطر ويوم الأضحى يكبر ، يرفع بذلك صوته حتى يجيء المصلى
ووجدنا قد حدثنا ، قال : حدثنا يوسف بن يزيد ، حدثنا سعيد بن منصور ، عن الدراوردي ، موسى بن عقبة ، عن وعبيد الله بن عمر : نافع كان إذا خرج من بيته إلى العيد كبر حتى يأتي [ ص: 39 ] المصلى ، ولا يخرج حتى تطلع الشمس ابن عمر . أن
ووجدنا محمد بن خزيمة ، قد حدثانا ، قالا : حدثنا وابن أبي داود ، حدثنا يوسف بن عدي ، عن ابن إدريس يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة ، عن محمد بن إبراهيم : كان يكبر يوم العيد حتى يبلغ المصلى أبا قتادة . أن
قال : فكان ما روينا عن أبو جعفر علي ، وابن عمر ، وأبي قتادة في ذلك التكبير أنه في الطريق إلى المصلى لا فيما سواه .
ووجدنا قد حدثنا ، قال : حدثنا أبا أمية ، أخبرنا جعفر بن عون المخزومي ، ثم العمري ، عن الأعمش تميم بن سلمة ، قال : يوم العيد ، فلم يرهم يكبرون ، فقال : ما لهم لا يكبرون ؟! أما والله لئن فعلوا ذلك ، لقد رأيتنا في عسكر ما يرى طرفاه ، فيكبر الرجل ويكبر الذي يليه ، حتى يرتج العسكر ، وإن بينكم وبينهم كما بين الأرض السفلى إلى السماء الدنيا ابن الزبير . خرج
قال : فكان في هذا الحديث عن أبو جعفر ابن الزبير في التكبير [ ص: 40 ] في الطريق إلى المصلى كما في حديث علي ، وابن عمر ، وأبي قتادة ، وكان في حديثه إخباره بذلك عمن كان قبله ممن كان في الرتبة التي فوق أهل الزمان الذي رآهم لا يكبرون فيه . فقال قائل : فقد روي عن عبد الله بن عباس ما يخالف ما في هذه الآثار .
فذكر ما قد حدثنا ، حدثنا بكار بن قتيبة ، حدثنا أبو عامر العقدي ، عن ابن أبي ذئب شعبة مولى ابن عباس ، قال : إلى المصلى فيسمع الناس يكبرون ، فيقول : ما شأن الناس أيكبر الإمام ؟ فأقول : لا ، فيقول : أمجانين الناس ؟ ابن عباس كنت أقود
فكان جوابنا له في ذلك : أنه قد يحتمل أن يكون التكبير الذي أنكره لما سمعه كان تكبير من في المصلى ، وليس ذلك بموضع تكبير ، فقال من أجل ذلك ما قال : إن ذلك الموضع إنما يكبر الناس فيه بعد دخولهم في الصلاة لعيدهم ، ولتكبير الإمام التكبير الذي يكبره فيها مما يكبر الناس بتكبيره فيها ، وهو أولى ما حمل عليه ما قد روي عنه من هذا حتى لا يكون خارجا عما رويناه عما سواه في هذا الباب . ابن عباس
فقال قائل : فقد روي عن إبراهيم ما يدل على كراهته ، كان لذلك فذكر . [ ص: 41 ]
ما قد حدثنا أحمد بن داود ، حدثنا ، حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر ، عن سفيان ، عن علي بن حي : إبراهيم النخعي . فكان جوابنا له في ذلك : أن ما روينا في هذا الباب مما تقدمت روايتنا إياه فيه عمن روينا عنه فيه أولى أن يؤخذ به مما رويناه عن أنه سئل عن التكبير يوم الفطر ، فقال : إنما يفعله الحواكون إبراهيم مما يخالفه ، وإن كان غير متصل به في إسناده ، لأن علي بن حي لم يلقه ، ولم يسمع منه ، وقد روي في تأويل قول الله عز وجل : ولتكبروا الله على ما هداكم ما يدل على ما روي خلاف ذلك مما قد ذكرناه قبله في هذا الباب .
كما حدثنا ، حدثنا ابن أبي داود ، حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء ، عن عبد الله بن المبارك داود بن قيس ، قال : سمعت يقول : زيد بن أسلم ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ، قال : التكبير يوم الفطر .
وقد روي عن عطاء بن أبي رباح : أن التكبير في العيد سنة .
[ ص: 42 ] كما حدثنا قال : حدثنا أبو أمية عبد الرحمن بن قيس الضبي ، قال : حدثنا ، عن ابن جريج عطاء . في التكبير يوم العيد قال : سنة
وفيما قد ذكرنا في هذا الباب مما يوجب التكبير في يوم العيد في الطريق إلى المصلى مما يجب التمسك به وترك خلافه ، وبالله التوفيق .