[ ص: 166 ] 28 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله عليه السلام من دعائه : اللهم قو في طاعتك ضعفي
180 - حدثنا ، قال : حدثنا أبو أمية علي بن عبد الحميد المعني قال : حدثنا مندل بن علي ، عن ، عن العلاء بن المسيب أبي داود الهمداني ، عن قال : { بريدة قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا أعلمك كلمات من أراد الله به خيرا علمه إياها ، ثم لم ينسهن أبدا : اللهم إني ضعيف فقو في رضاك ضعفي ، وخذ إلى الخير بناصيتي ، واجعل الإسلام منتهى رضاي ، اللهم إني ضعيف فقوني ، وإني ذليل فأعزني ، وإني فقير فأغنني } .
181 - حدثنا ، حدثنا محمد بن علي بن داود ، حدثنا عاصم بن علي بن عاصم مندل بن علي ، حدثنا ، عن العلاء بن المسيب أبي داود [ ص: 167 ] الهمداني ، عن ، ثم ذكر مثله إلا أنه قال : ثم { بريدة الأسلمي لم يسألهن إياه أبدا } .
فتأملنا ما في هذين الحديثين عن رسول الله عليه السلام فوجدنا الضعف لا يكون قوة أبدا ، ووجدنا القوة لا تكون ضعفا أبدا ؛ لأن كل واحد منهما ضد لصاحبه ، ولا يكون الشيء ضدا لنفسه أبدا ، إنما يكون ضدا لغيره ، وكان الضعف والقوة لا يقومان بأنفسهما ، إنما يكونان حالين في أبدان الحيوان من بني آدم ، ومما سواهم فيعود ما يحل فيه الضعف منهما ضعيفا ، وما يحل فيه القوة منهما قويا .
فعقلنا بذلك أن دعاءه صلى الله عليه وسلم الله عز وجل أن يجعل ضعفه قويا ، إنما مراده فيه والله أعلم أن يجعل ما فيه الضعف منه - وهو بدنه - قويا ، فهذا أحسن ما وجدناه في تأويل هذا الحديث ، والله نسأله التوفيق .