[ ص: 291 ] 51 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله عليه السلام فيمن كان ينزل عليه الوحي ، وهو في لحافها
321 - حدثنا ، حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، حدثنا عفان ، عن حماد بن سلمة ، حدثني هشام بن عروة عوف بن الحارث ، عن أخته ، عن رميثة ابنة الحارث { أم سلمة ، وإنا نحب الخير كما تحبه عائشة ، فإذا جاءك النبي عليه السلام فقولي له : إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة ، وإنا نحب الخير كما تحبه عائشة ، فلو أمرت الناس يهدون لك حيث كنت ، قالت : فلما جاء النبي عليه السلام قلت له فأعرض عني ، فلما خرج قلن لها ما فعلت ؟ قالت : قد قلت له فأعرض عني ، فقلن : عاوديه ، فعاودته فأعرض عني ، ثم قال : يا عائشة ، لا تؤذيني في أم سلمة ، فوالله ما منكن امرأة ينزل علي الوحي وأنا في لحافها ليس عائشة ، قالت : قلت : لا جرم ، والله لا أوذيك فيها أبدا عائشة أن النساء قلن لها : إن الناس يتحرون بهداياهم يوم } .
[ ص: 292 ] فقال قائل : فقد روي عن في غير هذا الحديث ما يضاد ما في هذا الحديث . أم سلمة
322 - وذكر ما قد حدثنا ، حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، عن أبو داود الطيالسي ، عن صالح بن أبي الأخضر ، عن الزهري عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب ، وكان قائد كعب حين عمي ، قال : سألت كعبا عن حديثه حين تخلف عن رسول الله عليه السلام في غزوة تبوك ، فذكر أنه حدثه إياه ، وقال فيه : قال : كعب زوج النبي عليه السلام ، وكانت محسنة في شأني أن رسول الله عليه السلام كان عندها تلك الليلة تعني التي نزلت فيها توبته ، قالت : فلما بقي ثلث من الليل نزلت عليه توبتنا ، فقال : يا أم سلمة ، تيب على أم سلمة كعب وصاحبيه ، قالت : فقلت : يا رسول الله ، أفلا أرسل إليه أبشره ؟ قال : إذا يحطمكم الناس ، ويمنعونك النوم سائر الليلة ، وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتوبة الله علينا بعدما صلى الصبح وأخبرتني { } .
[ ص: 293 ] فكان جوابنا له عن ذلك بتوفيق الله أن ما في هذا الحديث غير مضاد لما في الحديث الأول ؛ لأن الذي في هذا الحديث إنما هو إخبار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزلت عليه توبة أم سلمة كعب وصاحبيه في بيتها ، وفي ليلتها ، لا ما سوى ذلك ، وقد يجوز أن يكون نزل ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو في غير لحافها .
وفي الحديث الأول إثبات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : والله ما منكن امرأة ينزل علي الوحي وأنا في لحافها ليس أم سلمة ، ففي ذلك إثبات أن نزول الوحي كان عليه ، وهو في لحاف عائشة ، وليس ذلك في الحديث الثاني الذي ذكرناه في هذا الباب ، والله نسأله التوفيق . عائشة