[ ص: 412 ] 538 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ولاة الأمر بعده ، الذين هم في ولايتهم إياه خلفاء نبوة ، من هم ؟
3347 - حدثنا ، قال : حدثنا إبراهيم بن أبي داود ، قال : حدثنا أبو مسهر ، قال : حدثني محمد بن حرب الخولاني الأبرش ، عن الزبيدي ، عن الزهري عمرو بن أبان بن عثمان ، عن أنه كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : جابر بن عبد الله أبا بكر نيط برسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونيط عمر بأبي بكر ، ونيط عثمان بعمر ، فلما قمنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا : أما الرجل الصالح فرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأما ما ذكر من نوط بعضهم بعضا ، فهم ولاة هذا الأمر الذي بعث الله عز وجل به نبيه صلى الله عليه وسلم أري الليلة رجل صالح أن .
[ ص: 413 ] قال : ففي هذا الحديث أن ولاة الأمر الذي بعث الله به نبيه صلى الله عليه وسلم بعده هم هؤلاء الثلاثة المذكورون في هذا الحديث ، فقد يحتمل أن يكونوا ولاته بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، ويكون له ولاة بعدهم سواهم ، فنظرنا في ذلك . أبو جعفر
3348 - فوجدنا قد حدثنا ، قال : حدثنا علي بن معبد ، قال : أخبرنا الأسود بن عامر ، عن حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة ، قال : أبيه وأبو بكر ، فرجحت بأبي بكر ، ثم وزن فيه أبو بكر وعمر ، فرجح أبو بكر بعمر ، ووزن فيه عمر وعثمان ، فرجح عمر بعثمان ، ثم رفع الميزان ، فاستاء لها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : خلافة نبوة ، ثم يؤتي الله الملك من يشاء كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه الرؤيا ، ويسأل عنها ، فقال ذات يوم : أيكم رأى رؤيا ؟ فقال رجل : أنا يا رسول الله ، رأيت كأن ميزانا دلي من السماء ، فوزنت فيه أنت .
[ ص: 414 ] ثم نظرنا في ذلك هل روي فيه غير هذا الحديث ، إذ كان في هذا الحديث رفع الميزان الذي أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الموزنين به ولاة ذلك الأمر بعده .
3349 - فوجدنا سليمان بن شعيب الكيساني قد حدثنا ، قال : [ ص: 415 ] حدثنا عبد الرحمن بن زياد ، قال : حدثنا ، عن حماد بن سلمة سعيد بن جمهان ، عن ، قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : أبي عبد الرحمن سفينة سفينة : أمسك سنتين أبو بكر ، وعشر سنين عمر ، واثنتي عشرة سنة عثمان ، وست سنين علي رضي الله عنهم . الخلافة ثلاثون عاما ، ثم يكون الملك ، ثم قال
فدل هذا الحديث أن سنين خلافة النبوة في هذه الثلاثون السنة التي قد دخلت فيها مدد خلافة أبي بكر ، ومدد خلافة عمر ، ومدد خلافة عثمان ، ومدد خلافة علي رضي الله عنهم ، وأن ما في الحديثين الأولين مما فيه ذكر أبي بكر وعمر وعثمان بما ذكروا به فيهما لا يذكر لعلي في ذلك معهم ، إنما كان ؛ لأن ما فيهما كان في أبي بكر وعمر وعثمان خاصة ، كما قد روي سوى ذلك في أبي بكر مما لا ذكر لعمر فيه ، وفي عمر مما لا ذكر لأبي بكر ولا لعثمان فيه ، وفي عثمان مما لا ذكر لأبي بكر ولعمر فيه ، فمثل ذلك أيضا علي في هذا المعنى [ ص: 416 ] قد روي فيه ما لا ذكر لأبي بكر ولا لعمر ولا لعثمان فيه ؛ لأنهم رضوان الله عليهم أهل السوابق وأهل الفضائل ، ويتباينون في فضائلهم ، ويتفاضلون فيها كأنبياء الله عز وجل في نبوتهم التي قد جمعتهم ، ثم أخبر الله عز وجل في كتابه بما أخبر به فيهم من قوله : ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض ، وحديث سفينة الذي ذكرنا حصر خلافة النبوة بمدة عقلنا بها أن لها أهلا إلى انقضائها ، وهم هؤلاء الأربعة رضوان الله عليهم ، والله عز وجل نسأله التوفيق .