[ ص: 160 ] 27 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله عليه السلام في اسم الله الأعظم أي أسمائه هو
173 - حدثنا ، حدثنا أبو أمية ، قال : حدثنا أسود بن عامر ، عن شريك بن عبد الله ، أبي إسحاق ، عن ومالك بن مغول ، عن ابن بريدة : { أبيه سمع النبي عليه السلام رجلا يقول : اللهم إني أسألك بأني أشهد أن لا إله إلا أنت الأحد الصمد ، الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد ، فقال : لقد سأل الله عز وجل باسمه الذي إذا دعي به أجاب ، وإذا سئل به أعطى } .
174 - حدثنا ، حدثنا إبراهيم بن أبي داود ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير الهمداني ، حدثني يونس بن بكير ، حدثني محمد بن إسحاق عبد العزيز بن مسلم ، عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة ، عن قال : { أنس مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل يصلي ، وهو يقول : اللهم لك الحمد ، لا إله إلا أنت ، يا منان ، يا بديع السماوات [ ص: 161 ] والأرض ، يا ذا الجلال والإكرام ، فقال رسول الله عليه السلام لنفر من أصحابه : تدرون ما دعا الرجل ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : دعا ربه باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب ، وإذا سئل به أعطى } .
175 - حدثنا فهد ، حدثنا ، حدثنا سعيد بن منصور ، عن خلف بن خليفة حفص بن عمر ، عن { قال : أنس كنت قاعدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حلقة فقام رجل يصلي فلما ركع وسجد وقعد فتشهد دعا فقال : اللهم إني أسألك بأن لك الحمد ، لا إله إلا أنت ، بديع السماوات والأرض ، يا ذا الجلال والإكرام ، يا حي يا قيوم . فقال رسول الله عليه السلام : أتدرون ما دعا ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : إنه دعا باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب ، وإذا سئل به أعطى } .
قال : فهذه الآثار قد رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم متفقة في اسم الله الأعظم أنه الله جل وعز ، وقد روي عن أبو جعفر في هذا شيء نحن ذاكروه في هذا الباب . أبي حنيفة
[ ص: 162 ] وهو ما أجاز لنا محمد بن أحمد بن العباس الرازي ، وأعلمنا أنه سمعه من موسى بن نصر الرازي ، وأن موسى بن نصر حدثنا به عن قال : حدثنا هشام بن عبيد الله الرازي محمد بن الحسن ، عن قال : أبي حنيفة . قال اسم الله عز وجل الأكبر هو الله محمد : ألا ترى أن الرحمن اشتق من الرحمة ، والرب من الربوبية ، وذكر أشياء نحو هذا ، والله غير مشتق من شيء . قال هشام بن عبيد الله الرازي : فما أدري أفسر محمد هذا من قوله أم من قول ؟ فقال قائل : فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غير هذه الآثار ما يدل على خلاف ما في هذه الآثار فذكر : أبي حنيفة
176 - ما قد حدثنا محمد بن سنان الشيزري ، حدثنا ، حدثنا هشام بن عمار ، حدثنا الوليد بن مسلم ، أنه سمع عبد الله بن العلاء يحدث عن القاسم أبا عبد الرحمن يرفعه قال : { أبي أمامة اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في سور ثلاث : البقرة ، وآل عمران ، وطه } .
[ ص: 163 ]
177 - حدثنا ، قال : حدثنا إبراهيم بن أبي داود ، قال : سمعت أبو حفص عمرو بن أبي سلمة الدمشقي عيسى بن موسى يقول لابن زبر : يا أبا زبر ، سمعت غيلان بن أنس ؟ قال : سمعت يحدث عن القاسم أبا عبد الرحمن ، عن النبي عليه السلام قال : { أبي أمامة إن اسم الله الأعظم لفي ثلاث سور من القرآن : البقرة ، وآل عمران ، وطه } .
قال أبو حفص : فنظرت في هذه السور الثلاث فرأيت فيها أشياء ليس في القرآن مثلها : آية الكرسي : الله لا إله إلا هو الحي القيوم ، وفي آل عمران : الله لا إله إلا هو الحي القيوم ، وفي طه وعنت الوجوه للحي القيوم .
قال : وكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله أن ما استخرجه أبو جعفر أبو حفص من سورة البقرة فيه الله ، والذي استخرجه من آل عمران كذلك أيضا فيه الله ، فلم يكن ذلك خارجا من الآثار التي رويناها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الباب ، ولا مخالفا لما فيها ، وكان ما استخرجه مما في طه قد يجوز أن يكون كما استخرجه ، فثبت بذلك أن اسم الله الأعظم هو الحي القيوم ، وقد يحتمل أن يكون هو ما في طه سوى ذلك ، وهو قول الله [ ص: 164 ] فيها : وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى الله لا إله إلا هو الآية ، فيرجع ما في طه إلى مثل ما رجع إليه ما في سورة البقرة ، وما في سورة آل عمران ، أنه الله تعالى .
وقد روي عن أسماء بنت يزيد الأنصارية ، عن النبي عليه السلام في ذلك ما يخالف الحديث الذي استخرج منه أبو حفص ما استخرج .
178 - كما حدثنا ، حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، حدثنا مكي بن إبراهيم عبيد الله بن أبي زياد ، عن ، عن { شهر بن حوشب أنها سمعت رسول الله عليه السلام يقول : أسماء بنت يزيد وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو ، و الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم إن في هاتين الآيتين اسم الله الأعظم : } .
179 - وما قد حدثنا ، حدثنا أبو أمية ، عن أبو عاصم النبيل عبيد الله بن أبي زياد ، عن ، عن شهر : أن رسول الله عليه السلام ... مثله . أسماء
فكان في هذين الحديثين موضع اسم الله من سورة البقرة ، ومن سورة آل عمران ، بما ليس في إحداهما ذكر الحي القيوم ، وفيهما جميعا الله عز وجل .
[ ص: 165 ] فكان في ذلك ما يجب به أن يعقل أن الذي في سورة طه هو ذلك أيضا ، لا ما ذكره أبو حفص وكان فيما ذكرنا ما قد وافقه ما ذهب إليه . أبو حنيفة
فكان قولهم : اللهم ، إنما كان الأصل فيه يا الله ، فلما حذفوا الياء من أول الحرف زادوا الميم في آخره ليرجع المعنى الذي في يا الله ، وفيما روينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تصديق بعضه بعضا ، وانتفى الاختلاف منه .