[ ص: 18 ] 3 - باب بيان مشكل ما روي عنه فيما يقال عند المساء مما لا يضر معه قائله لدغة حمة حتى يصبح
قال : فمما روي في ذلك من حديث أبو جعفر الذي رواه عنه ابنه أبي صالح السمان سهيل مما قد اختلف عليه فيمن ذكره في إسناده بعد أبيه ، فرواه بعضهم عنه أنه أبو هريرة
16 - كما حدثنا ، حدثنا يونس ، أخبرنا ابن وهب ، عن مالك ، عن سهيل ، عن أبيه { أبي هريرة أن رجلا من أسلم قال : ما نمت هذه الليلة ، فقال النبي عليه السلام : من أي شيء ؟ فقال : لدغتني عقرب ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما إنك لو قلت حين أمسيت : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، لم يضرك إن شاء الله } .
17 - ومن ذلك ما حدثنا ، حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، [ ص: 19 ] حدثنا أبو حذيفة ، عن سفيان الثوري ، عن سهيل ، عن أبيه قال : { أبي هريرة جاء رجل إلى النبي عليه السلام ، فقال : إني لدغت البارحة ، فلم أنم حتى أصبحت ، فقال له : أما إنك لو قلت حين أمسيت : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضر بك لدغة عقرب حتى تصبح } .
[ ص: 20 ]
18 - ومن ذلك ما حدثنا ، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أبي داود ، حدثنا محمد بن المنهال ، حدثنا يزيد بن زريع ، عن روح بن القاسم ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن رسول الله مثل حديث أبي هريرة يونس الذي رويناه في هذا الباب غير أنه لم يقل فيه : { إن شاء الله } .
ومثل حديث مالك
19 - حدثنا ، قال : قرأت على أحمد بن شعيب أبو عبد الرحمن ، عن لوين ، عن حماد بن زيد ، عن سهيل ، عن أبيه : { أبي هريرة أن رجلا من أصحاب النبي عليه السلام لدغ ، فبلغ منه ما شاء الله فبلغ ذلك النبي فقال : أما إنه لو قال : أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق ثلاثا لم يضره } .
20 - ومن ذلك ما حدثنا أيضا ، أخبرنا أحمد ، أخبرنا محمد بن [ ص: 21 ] عبد الله بن المبارك ، أخبرنا يزيد ، عن هشام ، عن سهيل ، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { أبي هريرة من قال حين يمسي ثلاث مرات : أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق لم يضره لسعة تلك الليلة } .
21 - ومن ذلك ما حدثنا ، حدثنا يونس ، حدثنا ابن وهب ، عن جرير بن حازم ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن النبي مثله ، وقال فيه : { أبي هريرة ثلاث مرات } .
22 - ومن ذلك ما حدثنا ، أخبرنا أحمد بن شعيب محمد بن عثمان العقيلي ، حدثنا عن عبد الأعلى - يعني : السامي - ، عن عبيد الله بن عمر ، عن سهيل ، عن أبيه : { أبي هريرة أن رجلا من أصحاب النبي تغيب عنه ليلة ، فسأل عنه ، فلما أصبح أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ما حبسك ؟ قال : يا رسول الله ، لدغتني عقرب ، قال : لو قلت حين [ ص: 22 ] أمسيت : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ثلاث مرات لم يضرك } .
23 - ومن ذلك ما حدثنا ، أخبرنا أحمد بن شعيب إبراهيم بن يوسف الكوفي ، حدثنا ، عن الأشجعي ، عن سهيل ، عن أبيه ، قال : { أبي هريرة لدغت رجلا عقرب ، فجاء النبي ، فأخبره ، فقال له : أما إنك لو قلت حين أمسيت : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يصبك شيء } .
غير أن الأشجعي قد خولف عن سفيان في شيء من إسناد هذا الحديث ، فقيل له مكان : عن رجل من أبي هريرة أسلم ، ونحن ذاكروه في بقية هذا الباب .
ومن ذلك من قد روى عن سهيل هذا الحديث ، عن رجل من أسلم .
24 - كما قد حدثنا ، حدثنا عيسى بن إبراهيم الغافقي ، عن سفيان بن عيينة ، سمع سهيل يخبره { عن أباه رجل من أسلم قال : كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فأتاه رجل من الأنصار ، فقال : لدغت البارحة ، فلم أنم حتى أصبحت ، [ ص: 23 ] قال النبي صلى الله عليه وسلم : أما إنك لو قلت حين أمسيت : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، ما ضارك إن شاء الله } .
25 - وكما حدثنا ، حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، حدثنا وهب بن جرير ، عن شعبة ، عن سهيل ، عن أبيه رجل من أسلم ، عن النبي عليه السلام أنه قال : { من قال حين يمسي : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ثلاث مرات ، لم يضره حمة تلك الليلة } .
26 - وكما قد حدثنا فهد ، حدثنا ، حدثنا أبو غسان ، عن زهير بن معاوية ، عن سهيل { عن أبيه رجل من أسلم ، قال : كنت جالسا عند النبي عليه السلام ، فجاء رجل من أصحابه ، فقال : لدغت البارحة } ، ثم ذكر نحوه .
27 - وكما قد حدثنا أحمد بن داود ، حدثنا ، حدثنا سهل بن بكار ، عن أبو عوانة ، عن سهيل ، عن أبيه رجل من أسلم ، عن النبي ... ثم ذكر مثله .
[ ص: 24 ] وقد روى هذا الحديث ، عن أسد بن موسى ، عن شعبة سهيل ، وأخيه ، عن أبيهما ، عن رجل من أسلم .
28 - كما حدثنا ، حدثنا الربيع المرادي . وحدثنا أسد ، حدثنا يونس ، حدثنا أسد ، عن شعبة ، سهيل وأخيه ، عن ، { عن أبيهما رجل من أسلم : أنه لدغ ، فأتى النبي عليه السلام ... } ثم ذكر مثله .
وقد روى هذا الحديث عن سهيل وهيب بن خالد ، فخالفهم جميعا في إسناده .
29 - كما قد حدثنا ، أخبرنا أحمد بن شعيب ، أخبرنا إسحاق بن منصور ، حدثنا حبان ، عن وهيب ، عن سهيل ، عن أبيه رجل من أسلم ... ثم ذكر نحوه .
قال : ولما اختلفوا علينا في إسناد هذا الحديث ، عن أبو جعفر سهيل كما قد رويناه من اختلافهم عليه في هذا الباب ، طلبناه من غير رواية سهيل ، من حديث من رواه ، عن أبي صالح سواه ، وسوى أخيه ، لنقف بذلك على حقيقته ، هل هو عن ، أو عن رجل من أبي هريرة أسلم ؟
30 - فوجدنا قد حدثنا ، قال : حدثنا يونس ، أخبرني ابن وهب ، عن عمرو بن الحارث ، أبيه ، عن ويزيد بن أبي حبيب عن يعقوب بن عبد الله - يعني : ابن الأشج - القعقاع بن حكيم ، عن ، [ ص: 25 ] عن ذكوان أبي صالح أنه قال : { أبي هريرة جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما إنك لو قلت حين أمسيت : أعوذ بكلمات الله من شر ما خلق ، لم يضرك } .
31 - ووجدنا قد حدثنا ، قال : حدثنا بحر بن نصر مثله . ابن وهب
32 - ووجدنا حدثنا ، قال : حدثنا الربيع المرادي شعيب بن الليث ، أخبرنا ، عن الليث ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن جعفر أنه ذكر له أن يعقوب أخبر أنه سمع أبا صالح مولى غطفان يقول : أبا هريرة قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : { لدغتني عقرب ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو أنك قلت حين أمسيت : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضرك } .
فنسب أبا صالح في هذا الحديث في ولائه إلى غطفان ، وقد خولف في ذلك .
فذكر محمد بن سعد صاحب الواقدي في كتابه في " الطبقات " قال : وأبو صالح السمان مولى جويرية امرأة من قيس .
[ ص: 26 ] قال : وقد كنا ذكرنا في هذا الباب أن الأشجعي قد خولف عن سفيان في إسناده حديث سهيل ، عن أبيه ، عن الذي قد رويناه فيما تقدم ، والذي خالفه فيه عن أبي هريرة سفيان محمد بن يوسف .
33 - كما قد حدثنا ، أخبرنا أحمد بن شعيب ، أخبرنا إسحاق بن منصور ، عن محمد بن يوسف ، عن سفيان ، عن سهيل ، عن أبيه رجل من أسلم ، ثم ذكر نحو حديث الأشجعي .
وقد روى هذا الحديث أيضا ، عن غير أبي هريرة ، وهو أبي صالح السمان طارق بن مخاشن .
34 - كما قد حدثنا فهد ، حدثنا زيد بن عبد الله ، حدثنا ، حدثني بقية ، عن الزبيدي ، عن الزهري طارق بن مخاشن ، عن ، { عن النبي عليه السلام : أبي هريرة أنه أتي بلديغ لدغته عقرب ، فقال : لو قال : أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق ، لم يلدغ أو لم يضره } .
[ ص: 27 ] ولما وجدناه من رواية القعقاع ، عن أبي صالح ، عن ، لا عن رجل من أبي هريرة أسلم ، قوي في قلوبنا أن أصل هذا الحديث ، عن أبي صالح ، عن ، لا عن رجل من أبي هريرة أسلم ، وكان الذين في هذا الحديث لما صححت هذه الروايات فيه يرجع ما فيه إلى أن قائل هذه الكلمات المحفوظات فيه يكون بقوله إياها محفوظا حتى تنقضي تلك الليلة التي قالها فيها ، لا زيادة عليها ، غير أنا قد وجدنا عن رسول الله عليه السلام ما يزيد على ما يكون قائلها محفوظا بها من الزمان على ما في ذلك الحديث .
35 - وهو ما حدثنا ، يونس ، قالا : حدثنا وبحر ، أخبرني عبد الله بن وهب ، عن عمرو بن الحارث ، يزيد بن أبي حبيب ، عن والحارث بن يعقوب ، عن يعقوب بن عبد الله الأشج ، عن بسر بن سعيد ، عن سعد بن أبي وقاص أنها سمعت رسول الله عليه السلام يقول : { خولة بنت حكيم السلمية إذا نزل أحدكم منزلا ، فليقل : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، فإنه لا يضره شيء حتى يرتحل منه } .
[ ص: 28 ]
36 - وما قد حدثنا ، حدثنا يونس ، حدثنا عبد الله بن يوسف الدمشقي ، وكما قد حدثنا الليث بن سعد ، حدثنا الربيع المرادي شعيب ، حدثنا ، عن الليث ، عن يزيد بن أبي حبيب : أن الحارث بن يعقوب حدثه : أنه سمع يعقوب بن عبد الله يقول : سمعت بسر بن سعيد يقول : سعد بن أبي وقاص
سمعت تقول : إنها سمعت رسول الله عليه السلام يقول : { خولة بنت حكيم السلمية من نزل منزلا ، فقال : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك } .
37 - وما قد حدثنا نصر بن مرزوق ، حدثنا الخصيب بن ناصح ، حدثنا ، حدثنا وهيب بن خالد ، عن ابن عجلان ، عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج ، عن سعيد بن المسيب ، عن سعد بن مالك قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { خولة بنت حكيم لو أن أحدكم إذا نزل منزلا ، قال : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، لم يضره في ذلك المنزل شيء حتى يرتحل منه } .
[ ص: 29 ] فخالف محمد بن عجلان الحارث بن يعقوب ، ويزيد بن أبي حبيب في من بعد يعقوب في إسناد هذا الحديث ، فقال : عن ، مكان قول سعيد بن المسيب الحارث فيه : عن ، ولم يكن في هاتين الروايتين اللتين رويناهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يكون به قائل هذه الكلمات محفوظا بها فيه من الزمان ، وحاش لله أن يكون فيهما اختلاف ، ولكن تصحيحهما أن ما في حديث بسر بن سعيد على قول من هو مقيم في منزله غير مسافر . أبي هريرة
وما في حديث خولة على قول من هو مسافر ، والمسافر مخفف عنه لمكان السفر ، مرفوع عنه طائفة من صلاته ، مخفف عنه في صيامه المفترض عليه ، مباح له تأخيره إلى خروجه من سفره ورجوعه إلى وطنه ، والمقيم ليس كذلك ، وكانت هذه الكلمات التي ذكرنا للمسافر مدفوعا عنه بها في وقت أوسع من الوقت الذي يدفع بها عن المقيم ما يدفع عن المسافر بها للتخفيف ، وعن المسافر في سفره الذي ليس للمقيم من التخفيف في إقامته مثله ، والله نسأله التوفيق .