[ ص: 213 ] 439 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الثواب على الصبر على الجار السوء
2782 - حدثنا أبو غسان مالك بن يحيى ، قال : حدثنا ، قال : أنبأنا عبد الوهاب بن عطاء ، عن الجريري ، عن أبي العلاء ابن الأحمس أنه قال :
بلغني أن رضي الله عنه يقول : أبا ذر ، ما حديث بلغني عنك تحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحببت أن أسمعه منك ؟ قال : ما هو ؟ قلت : ثلاثة يحبهم الله عز وجل ، وثلاثة يشنؤهم الله عز وجل ، قال أبا ذر : قلته وسمعته ، قال : قلت : من الذين يحبهم الله ؟ قال : رجل لقي فئة أو سرية فانكشف أصحابه فلقيهم بنفسه ونحره حتى قتل أو فتح الله عز وجل ، ورجل كان مع قوم فأطالوا السرى حتى أعجبهم أن يمسوا الأرض ، فنزلوا فتنحى فصلى حتى أيقظ أصحابه للرحيل ، ورجل كان له جار سوء فصبر على أذاه حتى يفرق بينهما موت أو ظعن ، قال : قلت : هؤلاء الذين يحبهم الله ، فمن [ ص: 214 ] الذين يشنؤهم ؟ قال : التاجر الحلاف ، أو البائع الحلاف - شك الجريري - ، والبخيل المنان ، والفقير المختال أبو ذر ثلاثة يحبهم الله عز وجل ، وثلاثة يشنؤهم الله عز وجل ، قال : فلقيته ، فقلت : يا .
2783 - حدثنا الحسن بن عبد الله بن منصور البالسي ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا الهيثم بن جميل ، عن حماد بن سلمة ، ثم ذكر بإسناده مثله . الجريري
2784 - وحدثنا ، قال : حدثنا يزيد بن سنان ، قال : حدثنا أبو عامر العقدي الأسود بن شيبان ( ح ) .
وحدثنا علي بن شيبة ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا يزيد بن هارون الأسود بن شيبان ( ح ) .
وحدثنا فهد بن سليمان قال : حدثنا ، قال : حدثنا أبو نعيم الأسود بن شيبان ، ثم اجتمعوا جميعا ، فقالوا : عن ، عن يزيد أبي العلاء قال : مطرف بن عبد الله بن الشخير
حديث فكنت أحب أن ألقاه فأسأله عنه ، [ ص: 215 ] فلقيته ، فقلت له : يا أبي ذر ، بلغني عنك حديث فكنت أحب أن ألقاك فأسألك عنه ، قال : قد لقيت فاسأل ، قال : فقلت : بلغني أنك تقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ثلاثة يحبهم الله عز وجل ، وثلاثة يبغضهم الله عز وجل ، قال : نعم ، فما إخالني أكذب على خليلي صلى الله عليه وسلم ، ثلاثا يقولها ، قلت : من الثلاثة الذين يحبهم الله عز وجل ؟ قال : رجل غزا في سبيل الله عز وجل مجاهدا محتسبا فقاتل حتى قتل ، وأنتم تجدونه في كتاب الله - عز وجل - : إن أبا ذر الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا ، ورجل له جار يؤذيه فيصبر على أذاه ويحتسبه حتى يكفيه الله إياه بموت أو حياة ، ورجل يكون مع قوم فيسيرون حتى يشق عليهم الكرى والنعاس ، فينزلون من آخر الليل ، فيقوم إلى وضوئه وصلاته .
قلت : من الثلاثة الذين يبغضهم الله ؟ قال : الفخور المختال ، وأنتم تجدونه في كتاب الله - عز وجل - : إن الله لا يحب كل مختال فخور ، والبخيل المنان ، والبيع الحلاف بلغني عن .
[ ص: 216 ] قال : فتأملنا ما في هذا الحديث من الصبر على الجار السوء ، فوجدنا من حق الجار على الجار إكرامه إياه ، فإذا منعه من ذلك وخلطه بأذاه إياه وصبر على ذلك المؤذي واحتسبه كان في حكم من غلب على حق له ، فاحتسبه ، ومن كان كذلك أحبه الله - عز وجل - ؛ لأنه من أهل الطاعة والتمسك بما أمره الله به بقوله : الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ، والله نسأله التوفيق . أبو جعفر