[ ص: 179 ] 958 - باب بيان مشكل الواجب فيما اختلف الناس فيه من بقاء السحر هل يعمل شيئا ، ومن بطلانه حتى لا يعمل مما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك .
5934 - حدثنا فهد بن سليمان ، حدثنا فروة بن أبي المغراء ، أخبرنا ، عن علي بن مسهر ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه - رضي الله عنها - قالت : عائشة أشعرت أن الله عز وجل قد أفتاني فيما استفتيته فيه ؟ جاءني رجلان ، فقعد واحد عند رأسي ، والآخر عند رجلي ، فقال أحدهما لصاحبه : ما وجع الرجل ؟ قال : مطبوب . قال : ومن طبه ؟ قال : عائشة ، لبيد بن أعصم . قال : وفيما سحره ؟ قال : في مشط ومشاقة ، وجف طلعة ذكر . قال : أين ؟ قال : في بئر ذروان ، فأتيتها ، فكأن ماءها نقاعة الحناء ، وكأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين ، فأمرت بها ، فطمت . فقلت : يا رسول الله ، قد أخرجته ؟ قال : لا . قد عافاني الله ، وكرهت أن أثور على الناس منه شرا سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إن كان ليخيل أنه ليفعل شيئا وما فعله ، قالت : فدعا في بيتي ، ثم قال لي : يا .
[ ص: 180 ]
5935 - وحدثنا فهد ، حدثنا ، حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس ، عن أبو معاوية ، عن الأعمش يزيد بن حيان ، عن قال : زيد بن أرقم جبريل صلوات الله عليه بالمعوذتين ، وقال : إن رجلا من اليهود سحرك ، والسحر في بئر فلان ، فأرسل عليا - رضي الله عنه - ، فجاء به ، فأمره أن يحل العقد ، ويقرأ آية فجعل يقرأ ، ويحل حتى قام النبي صلى الله عليه وسلم كأنما أنشط من عقال ، فما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لذلك اليهودي شيئا مما صنع ، ولا رآه في وجهه سحر النبي صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود ، فاشتكى ، فأتاه .
[ ص: 181 ] ففي هذين الحديثين ما قد دل على بقاء عمل السحر إلى الوقت الذي كان سحر النبي صلى الله عليه وسلم على ما في هذين الحديثين ، وإذا جاز بقاؤه إلى ذلك الزمان جاز بقاؤه بعد ذلك .