[ ص: 143 ] 812 - باب بيان مشكل ما روي عن ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذا المعنى سهل بن سعد الساعدي
5150 - حدثنا ، قال : حدثنا الربيع بن سليمان المرادي ، قال : حدثنا خالد بن عبد الرحمن الخراساني ، عن ابن أبي ذئب ، عن الزهري : سهل بن سعد الساعدي عويمرا جاء إلى عاصم بن عدي ، فقال : أرأيت رجلا وجد مع امرأته رجلا فقتله ، أتقتلونه به ؟ سل يا عاصم رسول الله - صلى الله عليه وسلم . فجاء عاصم ، وكره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسألة وعابها . فقال عويمر : والله لآتين النبي - صلى الله عليه وسلم - فجاء وقد أنزل الله - عز وجل - خلاف قول عاصم ، فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : " وقد أنزل الله - عز وجل - فيكم قرآنا " ، فدعاهما ، فتقدما ، فتلاعنا ، ثم قال : كذبت عليها يا رسول الله إن أمسكتها . ففارقها ، وما أمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بفراقها ، فجرت سنة في المتلاعنين . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : انظروها ، فإن جاءت به أحمر قصيرا مثل وحرة ، فلا أراه إلا وقد كذب عليها ، وإن جاءت به أسحم أعين ذا أليتين ، فلا أحسبه إلا قد صدق عليها " . [ ص: 144 ] فجاءت به على الأمر المكروه أن .
5151 - وحدثنا الربيع بن سليمان الجيزي وسليمان بن شعيب الكيساني ، قالا : حدثنا ، قال : حدثنا أسد بن موسى ، ثم [ ص: 145 ] ذكر بإسناده مثله سواء . ابن أبي ذئب
فكان في هذا الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن جاءت به كذا ، ولا أراه إلا وقد صدق عليها ، وإن جاءت به كذا ، ولا أراه إلا وقد كذب عليها ، فكان في ذلك ما قد دل أنه لم يكن منه - صلى الله عليه وسلم - تحقيق لإثبات نسب بسنة ، ولا لنفيه بضده من السنة ، وأن ذلك إنما كان على ما يقع في القلوب في مثل هذا المعنى .
ودل ذلك أن ما تقدم مما قد ذكرناه في الأبواب التي قد ذكرناها فيما تقدم قبل هذا الباب ، مما ذكره رواتها عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن جاءت به كذا ، فهو لفلان ، وإن جاءت به كذا ، فهو لفلان ، أن ذلك مما قد عورضوا فيه بما قد رويناه عن سهل فيه ، وكان ما رويناه عن سهل فيه أولى مما رويناه عنهم فيه ، للزيادة التي حفظها سهل ، وقصروا عنها ، وفي ذلك ما قد دل أنه لم يكن في ذلك إثبات نسب ، ولا نفي نسب ، والله نسأله التوفيق .