[ ص: 302 ] 331 - باب بيان مشكل ما روي عن رضي الله عنه أن الرجم مما أنزله الله تعالى في كتابه وما روي عن غيره من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من نسخ الله عز وجل ذلك من القرآن . عمر بن الخطاب
2057 - حدثنا ، قال : حدثني يونس ، قال : أخبرني عبد الله بن وهب ، عن مالك بن أنس أخبره ، قال : أخبرني ابن شهاب أنه سمع عبيد الله بن عبد الله يقول ، ابن عباس رضي الله عنه وهو جالس على منبر النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله عز وجل بعث إلينا عمر بن الخطاب محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق وأنزل عليه الكتاب ، فكان مما أنزل عليه آية الرجم قرأناها ووعيناها وعقلناها ، ورجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده ، وأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل : والله ما نجد الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله ، وإن الرجم في كتاب الله على من زنى إذا أحصن من الرجال أو النساء إذا قامت البينة ، أو كان الحبل أو الاعتراف قال .
[ ص: 303 ]
2058 - ووجدنا قد حدثنا ، قال : حدثنا عمي أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ، قال : حدثني عبد الله بن وهب مالك ، عن ويونس ثم ذكر بإسناده مثله . ابن شهاب
2059 - حدثنا ، قال : حدثنا يزيد بن سنان ، قال : حدثنا أبو الوليد الطيالسي ، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن صالح بن كيسان ، عن الزهري أن ابن عباس أخبره ، ثم ذكر عن عبيد الله بن عبد الله رضي الله عنه مثله وزاد فيه : عمر عمر في كتاب الله ما لم ينزل ، لكتبتها وايم الله لولا أن يقول الناس : كتب .
2060 - وحدثنا ، قال : حدثنا أحمد بن شعيب ، قال : حدثنا العباس بن محمد الدوري ، قال : حدثنا أبو نوح عبد الرحمن بن غزوان ، عن شعبة ، عن سعد بن إبراهيم ، عن عبيد الله بن عبد الله رضي الله عنهما ، عن ابن عباس ، قال : عبد الرحمن بن عوف
رضي الله عنه فقال : قد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا ، وأنزله الله في كتابه ، ولولا أن الناس يقولون : إن عمر عمر زاد في كتاب الله ، لكتبته بخطي حتى ألحقه بالكتاب خطبنا .
[ ص: 304 ] قال : فكان في هذا الحديث من قول أبو جعفر عمر رضي الله عنه أن الرجم مما أنزله الله عز وجل في كتابه ، وكان هذا عندنا من جنس ما قد ذكرنا فيما تقدم منا في كتابنا هذا مما أنزل قرآنا ، فوقف عمر على ذلك ، ثم نسخ فأخرج من القرآن فلم يقف على ذلك فقال ما قال لهذا المعنى ، ووقف على ذلك غيره من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم أبو بكر وعثمان وعلي رضي الله عنهم ، فلم يكتبوها في القرآن لعلمهم أن النسخ قد لحقها فأخرجت من القرآن فأعيدت إلى السنة .
فقال قائل : وهل كان أبو بكر رضي الله عنه كتب القرآن ؟
فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه : أن أبا بكر قد كان جمع القرآن وكتبه .
كما قد حدثنا ، قال أنبأنا يونس ، قال : أخبرني ابن وهب ، عن مالك ، عن ابن شهاب سالم ، وخارجة رضي الله عنه كان جمع القرآن في قراطيس ، وكان قد سأل أبا بكر الصديق النظر في ذلك فأبى عليه حتى استعان عليه زيد بن ثابت بعمر بن الخطاب رضي الله عنه ، ففعل ، فكانت تلك الكتب عند أبي بكر حتى توفي ثم كانت عند عمر حتى توفي ثم كانت عند حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، فأرسل عثمان فأبت أن تدفعها إليه حتى عاهدها : ليردنها إليها ، فبعثت بها إليه ، فنسخها عثمان في هذه [ ص: 305 ] المصاحف ثم ردها إليها ، فلم تزل عندها حتى أرسل مروان بن الحكم فأخذها فحرقها . أن
وكما قد حدثنا ، قال : حدثنا يزيد بن سنان ، قال : أخبرنا عثمان بن عمر بن فارس ، عن يونس بن يزيد ، عن الزهري ابن السباق ، عن ، قال : زيد بن ثابت رضي الله عنه فقال : أرى أن يجمع القرآن ، فقلت : كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : هو والله خير ، فلم يزل أبو بكر عمر يراجعني في ذلك حتى شرح الله صدري بذلك ورأيت فيه الذي رأى فيه .
قال زيد وعمر عنده جالس لا يتكلم ثم قال أبو بكر رضي الله عنه : إنك شاب عاقل ولا نتهمك ، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبع القرآن فاجمعه ، فاتبعت القرآن فجمعته من الأقتاب والعسب والأكتاف وصدور الرجال ، وكانت المصاحف التي جمعت فيها القرآن عند أبي بكر رضي الله عنه حياته ثم توفاه الله ، ثم عند عمر رضي الله عنه حتى توفاه الله ، ثم عند حفصة ابنة عمر . أرسل إلي
[ ص: 306 ] فكان فيما روينا ما قد دل أن أبا بكر رضي الله عنه قد وقف على أن آية الرجم قد نسخت من القرآن وردت إلى السنة ، وأن عثمان أيضا قد وقف على ذلك .
2061 - وقد حدثنا ، قال : حدثنا يزيد بن سنان ، قال : حدثنا أبو عامر العقدي ، عن شعبة ، عن سلمة يعني ابن كهيل ، قال : الشعبي
رضي الله عنه علي شراحة يوم الخميس ، ورجمها يوم [ ص: 307 ] الجمعة ، وقال : جلدتها بكتاب الله ، ورجمتها بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم جلد .
2062 - وحدثنا أبو قرة محمد بن حميد الرعيني ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا علي بن معبد ، عن موسى بن أعين مسلم الأعور ، عن حبة ، [ ص: 308 ] عن رضي الله عنه ، قال : علي بن أبي طالب شراحة فأقرت عنده أنها زنت ، فقال لها علي رضي الله عنه : فلعلك عصيت نفسك ، قالت : أتيت طائعة غير مكرهة ، فأخرجها حتى ولدت وفطمت ولدها ، [ ص: 309 ] ثم جلدها الحد بإقرارها ثم دفنها في الرحبة إلى منكبها فرماها هو أول الناس ثم قال : ارموا ثم قال : جلدتها بكتاب الله ورجمتها بسنة محمد صلى الله عليه وسلم أتته .
[ ص: 310 ] فأخبر علي بما قد رويناه عنه أن الرجم في الزنى سنة لا قرآن ، وتابع أبا بكر وعمر على ذلك ، وهو الذي كان يكتب القرآن زيد بن ثابت لأبي بكر مع قديم علمه به لكتابه لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي ، وكان من علم شيئا أولى ممن لم يعلمه فكان علم أبي بكر وعثمان وعلي بخروج آية الرجم من القرآن ونسخها منه أولى من ذهاب ذلك على عمر رضي الله عنه ، والدليل على أن عمر بعد وقوفه على ما كان من أبي بكر رضي الله عنه قد رأى من ذلك ما رآه أبو بكر فيه فلم يكتبها في المصحف ، ولولا أن ذلك كذلك لما ترك كتابها فيه ، ولكنه ترك كتابها فيه لأنه رأى أن علم أولئك مما علموا مما ذهب عليه علمه أولى من كتابه إياها ، فرد ذلك ورجع إلى ما كانوا عليه
فبان بما ذكرنا أن الرجم الذي هو حد الزاني المحصن سنة من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا آية ثابتة الآن من كتاب الله عز وجل ، والله نسأله التوفيق .