[ ص: 360 ] 988 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول المؤذن في أذان الصبح : الصلاة خير من النوم هل ذلك فيما علمه صلى الله عليه وسلم أبا محذورة ، أو هو من سنة الأذان ، أو ليس من سنته ؟
6077 - حدثنا ، حدثنا علي بن معبد ، عن روح بن عبادة ، أخبرنا ابن جريج عثمان بن السائب ، عن
عن أم عبد الملك بن أبي محذورة . : أبي محذورة أن النبي صلى الله عليه وسلم علمه في أول الصبح : الصلاة خير من النوم .
[ ص: 361 ]
6078 - وحدثنا ، حدثنا علي بن معبد الهيثم بن خالد بن يزيد ، حدثنا ، عن أبو بكر بن عياش قال : سمعت عبد العزيز بن رفيع يقول : أبا محذورة كنت غلاما صبيا ، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم : قل الصلاة خير من النوم .
[ ص: 362 ]
6079 - وحدثنا ، حدثنا إبراهيم بن أبي داود قيس بن حفص الدارمي ، حدثنا ، حدثني المعتمر بن سليمان أبو الجراح المهري ، عن النعمان بن راشد ، عن عبد الملك بن أبي محذورة ، عن . عبد الله بن محيريز
عن قال : أبي محذورة مكة ، وأراد أن يسير إلى حنين ، نزل البطحاء ، قال : فجئنا فأذنا ، قال : فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الخيل ، فأحاطت بنا ، فذهب بنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : أذنوا ، فأذنت ، فسمعت للجبل من صوتي صلصلة ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله عز وجل قد أراد بك خيرا ، فكن مع عتاب بن أسيد فأذن له ، فإذا بلغت في الأذان : حي على الصلاة ، حي على الفلاح ، قل : الصلاة خير من النوم ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم .
[ ص: 363 ] وهذا الحديث فمن أحسن ما يروى في هذا الباب ، وأبو الجراح الذي رواه اسمه النعمان بن أبي شيبة .
6080 - وحدثنا ، حدثنا أحمد بن شعيب ، أخبرنا سويد بن نصر ، عن عبد الله يعني ابن المبارك ، عن سفيان أبي جعفر ، عن أبي سلمان .
عن قال : أبي محذورة كنت أؤذن للنبي صلى الله عليه وسلم ، فكنت أقول في أذان الفجر الأول : حي على الصلاة ، حي على الصلاة ، حي على الفلاح ، حي على الفلاح ، الصلاة خير من النوم ، الصلاة خير من النوم ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله [ ص: 364 ] .
6081 - وحدثنا ، حدثنا أحمد ، حدثنا عمرو بن علي ، يحيى قالا : حدثنا وعبد الرحمن بهذا الإسناد نحوه ، قال سفيان عبد الرحمن : وليس بأبي جعفر الفراء .
ففيما ذكرنا عن تحقيق " الصلاة خير من النوم " في الأذان للقوم . أبي محذورة
6082 - وحدثنا علي بن شيبة ، حدثنا ، حدثنا أبو نعيم ، عن سفيان ، عن محمد بن عجلان . نافع
عن قال : ابن عمر كان في الأذان الأول بعد الفلاح : الصلاة خير من النوم .
[ ص: 365 ]
6083 - وحدثنا علي أيضا ، حدثنا . يحيى بن يحيى
6084 - وحدثنا ، حدثنا ابن أبي داود قالا : حدثنا عمرو بن عون ، عن هشيم ، عن ابن عون . محمد
عن قال : أنس . ما كان التثويب إلا في صلاة الغداة إذا قال المؤذن : حي على الفلاح قال : الصلاة خير من النوم - مرتين
6085 - وحدثنا هارون بن كامل ، حدثنا ، حدثني عبد الله بن صالح ، عن الليث بن سعد ، عن يونس بن يزيد قال : أخبرني ابن شهاب حفص بن عمر بن سعد المؤذن :
أن سعدا كان يؤذن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل قباء ، حتى انتقل [ ص: 366 ] به - رضي الله عنه - في خلافته ، فأذن له عمر بن الخطاب بالمدينة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فزعم حفص أنه سمع من أهله أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤذنه لصلاة الفجر بعدما أذن ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم نائما ، فنادى بلالا بلال بأعلى صوته : الصلاة خير من النوم ، الصلاة خير من النوم ، فأقرت في تأذين الفجر ، ثم لم يزل الأمر على ذلك أن .
[ ص: 367 ] فكان تصحيح هذه الآثار مما قد يحتمل أن يكون ما كان من بلال متقدما لما في أحاديث ، فصار من سنة الأذان ، ثم علم النبي صلى الله عليه وسلم أبي محذورة أبا محذورة الأذان ، وذلك منه فعله إياه فيه ، ثم قد وكده وشده ما قد ذكرنا عن ، عن النبي صلى الله عليه وسلم . ابن عمر
وهذه مسألة من الفقه مما يختلف أهله فيها : فطائفة منهم على ما في هذه الآثار ، وهم : فقهاء الحجاز ، وفقهاء العراق .
وطائفة على خلاف ذلك ، وهو ترك قوله : الصلاة خير من النوم ، وقد كان ترك ذلك في أحد أقواله ، وأمر به في قول له آخر ، وكانت حجته في تركه إياه أنه ليس فيما كان النبي صلى الله عليه وسلم علمه الشافعي أبا محذورة ، وقد روينا ذلك في هذا الباب من حديث ، غير أنا لم نجده في رواية أبي محذورة له عمن رواه من أصحاب الشافعي ، فقد ثبت بما قلنا وجوب استعمال : " الصلاة خير من النوم " على ما في هذه الآثار في أذان الصبح ، وبالله التوفيق . ابن جريج