[ ص: 82 ] 10 - باب بيان مشكل ما روي عنه صلى الله عليه وسلم في الأعداد من الزمان التي لو وقفها من مر بين يدي المصلي كانت خيرا له من مروره من بين يديه ما هي ، وهل هي من السنين أو من الشهور أو من الأيام ؟
84 - حدثنا ، قال حدثنا يونس ، عن سفيان ، عن أبي النضر . بسر بن سعيد
أبو جهيم ابن أخت أبي بن كعب إلى زيد بن خالد الجهني ، يسأله ما سمعت من النبي عليه السلام في الذي يمر بين يدي المصلي فحدثه عن النبي عليه السلام : { لأن يقوم أحدكم أربعين خير له من أن يمر بين يديه ، لا يدري أربعين سنة ، أو شهرا ، أو يوما أرسله } .
85 - حدثنا ، أخبرنا يونس ، عن ابن وهب ، عن مالك ، عن أبي النضر ، كما قد حدثناه عن بسر ، عن ابن عيينة أبي النضر إلا أنه [ ص: 83 ] قال : أرسله زيد إلى أبي الجهيم .
قال : ولما اختلف أبو جعفر مالك وسفيان في المردود إليه رواية ما في هذا الحديث عن النبي عليه السلام من هو من زيد بن خالد ومن أبي الجهيم الأنصاري ، احتجنا إلى طلبه من رواية غيرهما من الأئمة الذين رووه عن أبي النضر ليكون ما عسى أن نجده في ذلك قاضيا بين مالك وابن عيينة فيه .
86 - فوجدنا قد حدثنا قال : حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، حدثنا أبو عامر العقدي ، عن سفيان يعني الثوري ، عن سالم أبي النضر ، عن بسر بن سعيد أبي الجهيم الأنصاري ، قال : سمعت النبي عليه السلام يقول : { لأن يقوم أحدكم أربعين خير له من أن يمر بين يديه ، قال : ما أدري أربعين يوما ، أو أربعين شهرا ، أو أربعين سنة } .
فكان في ذلك أن راويه عن النبي عليه السلام هو أبو الجهيم الأنصاري لا زيد بن خالد ، فوجب بذلك القضاء فيما اختلف فيه مالك وسفيان بن عيينة لمالك على ؛ لأن ابن عيينة مالكا والثوري لما اجتمعا في ذلك على شيء ، كانا أولى بحفظه من فيما خالفهما فيه . ابن عيينة
[ ص: 84 ] ثم رجعنا إلى طلب الأعداد المذكورة فيه هل هي من السنين أو من الشهور أو من الأيام . ؟
87 - فوجدنا قد حدثنا قال : حدثنا أبا أمية علي بن قادم ، حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن . قال : يعني : أبو جعفر ابن موهب ، عن عمه ، عن قال : قال رسول الله عليه السلام : { أبي هريرة لو يعلم الذي يمر بين يدي أخيه معترضا ، وهو يناجي ربه ، لكان [ أن ] يقف مكانه مائة عام ، خير له من الخطوة التي خطا } .
قال : فدل ذلك أن تلك الأربعين من الأعوام ، لا مما سواها من الشهور ، ومن الأيام ، والله نسأله التوفيق . أبو جعفر
وحديث هذا هو عندنا ، والله أعلم متأخر عن حديث أبي هريرة أبي الجهيم ، الذي رويناه في صدر هذا الباب ؛ لأن في حديث الزيادة في الوعيد للمار بين يدي المصلي ، والذي في حديث أبي هريرة أبي الجهيم التخفيف ، وأولى الأشياء بنا أن نظنه بالله تعالى الزيادة في الوعيد للعاصي المار بين يدي المصلي لا التخفيف من ذلك عنه في مروره بين يدي المصلي .