[ ص: 254 ] 390 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في جوابه لأبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه لما قال له : هل أحد خير منا أسلمنا معك وجاهدنا معك بقوله له : نعم ، قوم من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني .
2459 - حدثنا فهد بن سليمان قال : حدثنا ، وحدثنا يحيى بن عبد الله بن الضحاك البابلتي محمد بن سنان الشيزري ، حدثنا عبد الوهاب بن نجدة الحوطي ، حدثنا ، حدثنا أبو المغيرة ، حدثني الأوزاعي أسيد بن عبد الرحمن عن خالد بن دريك ، عن قال : ابن محيريز لأبي جمعة حبيب بن سباع رجل من الصحابة : حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : نعم أحدثك حديثا جيدا ، تغدينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومعه أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه فقال : يا رسول الله أحد خير منا ؟ أسلمنا معك وجاهدنا معك ؟ قال : نعم قوم من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني قلت .
[ ص: 255 ] [ ص: 256 ] فقال قائل : كيف يجوز لكم أن تقبلوا هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكتاب الله عز وجل يدفعه ؛ لأن الله قال في كتابه : لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى . وآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم سواه تدفعه .
2460 - وذكر في ذلك ما قد حدثنا قال : حدثنا بكار بن قتيبة قال : حدثنا أبو داود الطيالسي حماد بن يزيد قال : حدثني قال : سمعت معاوية بن [ ص: 257 ] قرة المزني كهمسا يقول : سمعت رضي الله عنه يقول : عمر بن الخطاب قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقامي فيكم اليوم ، فقال : أحسنوا إلى أصحابي ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم يفشو الكذب ، حتى يشهد الرجل على الشهادة لا يسألها وحتى يحلف على اليمين لا يستحلف .
2461 - وما قد حدثنا أيضا قال : حدثنا بكار قال : حدثنا أبو أحمد ، قال : حدثنا إسرائيل بن يونس قال : حدثنا عبد الملك بن عمير قال : خطبنا جابر بن سمرة رضي الله عنه عمر بن الخطاب بالجابية ، ثم ذكر مثله .
[ ص: 258 ] قال : وأخرنا بقية ما روي عن أبو جعفر عمر رضي الله عنه في هذا الباب لنأتي به في موضع من كتابنا هذا أولى به من هذا الموضع إن شاء الله .
2462 - وما قد حدثنا قال : حدثنا بكار قال : حدثنا أبو عاصم ، عن شعبة منصور ، عن وسليمان ، عن إبراهيم ، عن عبيدة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عبد الله خيركم قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم يخلف قوم تسبق شهادتهم أيمانهم ، وأيمانهم شهادتهم .
2463 - وما قد حدثنا قال : حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال : حدثنا أسد بن موسى ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن زرارة بن أوفى رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عمران بن حصين خير أمتي القرن الذي بعثت فيهم ، ثم الذين يلونهم قال : والله أعلم أذكر الثالث أم لا ؟ ثم ينشأ قوم يشهدون ولا يستشهدون ، وينذرون [ ص: 259 ] ولا يوفون ، ويخونون ولا يؤتمنون ، ويفشو فيهم السمن .
2464 - وما قد حدثنا قال : حدثنا بكار ، وما قد حدثنا أبو داود قال : حدثنا إبراهيم بن مرزوق قالا : حدثنا أبو زيد الهروي عن هشام ، ثم ذكر بإسناده مثله . قتادة
2465 - وما قد حدثنا قال : حدثنا أحمد بن سنان الحوطي قال : حدثنا ، عن عيسى بن يونس ، عن الأعمش هلال بن يساف قال : دخلت مسجد البصرة ، فإذا رجل في حلقة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عمران بن الحصين خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم يجيء قوم يسمنون ويحبون السمن يعطون الشهادة قبل أن يسألوها ، فسألت عنه فقالوا : هذا .
[ ص: 260 ]
2466 - وما قد حدثنا قال : حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال : حدثنا عفان بن مسلم ، عن حماد بن سلمة ، عن الجريري ، عن أبي نضرة عبد الله بن مولة قال : وهو يقول : اللهم ألحقني بقرني الذين أنا منهم ثلاثا ، فقلت : وأنا فدعا له ثم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : خير هذه الأمة القرن الذي بعثت فيه ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم يحلف قوم تسبق شهادتهم أيمانهم ، وأيمانهم شهادتهم بريدة الأسلمي كنت أمشي مع .
2467 - وما قد حدثنا فهد قال : حدثنا قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، عن الحسين الجعفي ، عن زائدة ، عن عاصم ، [ ص: 261 ] عن خيثمة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : النعمان بن بشير خيركم قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم يخلف قوم تسبق شهادتهم أيمانهم ، وأيمانهم شهادتهم .
2468 - وما قد حدثنا قال : حدثنا إبراهيم بن أبي داود قال : حدثنا أبو الوليد الطيالسي ، عن أبو عوانة ، عن أبي بشر عبد الله بن شقيق ، عن رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة خير الأمة قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم لا أدري أذكر الثالث أم لا ؟ ثم يخلف من بعدهم خلوف تعجبهم السمانة ويشهدون ولا يستشهدون .
[ ص: 262 ]
2469 - وما قد حدثنا قال : حدثنا ابن أبي داود قال : حدثنا أبو مسهر صدقة بن خالد قال : حدثني عمرو بن شراحيل ، عن ، عن بلال بن سعد قال : أبيه قلنا : يا رسول الله أي أمتك خير ؟ قال : أنا وأقراني قال : قلنا : ثم ماذا ؟ قال : ثم القرن الثاني قال : قلنا : ثم ماذا ؟ قال : ثم القرن الثالث قال : قلنا : ثم ماذا ؟ قال : ثم يأتي قوم يشهدون ولا يستشهدون ، ويحلفون ولا يستحلفون ، ويتمنون فلا [ ص: 263 ] يؤدون .
قال : ففي هذه الآثار تفضيل رسول الله صلى الله عليه وسلم القرن الذي بعث فيهم على جميع أمته وذكر في ذلك أيضا ما قد .
2470 - أخبرنا قال : أخبرني عبد الله بن وهب ، [ ص: 264 ] عن هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار رضي الله عنه قال : أبي سعيد أقريش ؟ قال : لا ، أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوبا ، قلنا : هم خير منا يا رسول الله ؟ قال : لو كان لأحدهم جبل من ذهب فأنفقه ما أدرك مد أحدكم ولا نصيفه إن فضل ما بيننا وبين الناس هذه الآية : لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية فقال : ليأتين أقوام تحقرون أعمالكم مع أعمالهم قلنا : من هم يا رسول الله ؟ .
[ ص: 265 ]
2471 - وما قد حدثنا فهد قال : حدثنا قال : حدثنا أبو نعيم ، ثم ذكر بإسناده مثله . هشام بن سعد
فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه أن الذي تلاه علينا من كتاب الله - عز وجل - والذي ذكره لنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدفعان ما روينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديث الذي ذكرناه في صدر هذا الباب ؛ لأنه قد يجوز أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد بما في الحديث الذي رويناه في صدر هذا الباب قوما لم يأتوه إلى أن قال ذلك القول المذكور فيه قد تقدم إيمانهم وتصديقهم به رضوان الله عليهم قبل ذلك ، حال بينهم وبين إتيانه ما يحول بينهم وبين ذلك من العدو المانع منه ، ومن عدم ما يحملهم إليه ، ويبلغهم إياه ، ولم يقطعهم ذلك عن التصديق له والإيمان به ، ثم أتوه بعد ذلك فلحقوا بمن تقدمهم قبل ذلك في الإتيان إليه وفي القتال معه ، وفي الإنفاق في ذلك ، وفي [ ص: 266 ] التصرف فيما يصرفهم فيه كمثل ما عليه من كان معه قبل ذلك ، وكان ذلك قبل الفتح الذي ذكر الله - عز وجل - في الآية التي تلونا ، فتساويا جميعا في هذه الأسباب غير الإيمان به صلى الله عليه وسلم والتصديق له بظهر الغيب ، فإنهم فضلوا بذلك من آمن به سواهم ممن كان معه يرى إقامة الله عز وجل الحجج التي لا يتهيأ معها لذوي الأفهام الرد لها ، ولا الخروج عنها ، فهذا معنى يحتمله الحديث الذي رويناه في أول هذا الباب مما لا يخرج من الآية التي تلاها هذا القائل علينا ، ولا من الآثار التي ذكرها لنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والله أعلم بحقيقة الأمر في ذلك ، غير أن هذا ما بلغه فهمنا منه . والله نسأله التوفيق .
[ ص: 267 ] [ ص: 268 ]