[ ص: 125 ] 21 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله عليه السلام من قوله : { وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج }
133 - وحدثنا ، حدثنا يونس ، وحدثنا بشر بن بكر ، حدثنا الربيع المرادي ، عن بشر ، حدثنا الأوزاعي ، حدثني حسان بن عطية أبو كبشة السلولي ، قال : سمعت يقول : سمعت رسول الله عليه السلام يقول : { عبد الله بن عمرو بني إسرائيل ولا حرج ، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار بلغوا عني ولو آية ، وحدثوا عن } .
134 - حدثنا ، بكار بن قتيبة قالا : حدثنا وإبراهيم بن مرزوق ، عن أبو عاصم ، عن الأوزاعي ، عن حسان بن عطية أبي كبشة السلولي ، عن ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرا مثله . عبد الله بن عمرو
[ ص: 126 ]
135 - حدثنا ، أخبرنا يونس ، حدثني ابن وهب ، عن سليمان بن بلال ، عن محمد بن عمرو بن علقمة ، عن أبي سلمة أن رسول الله عليه السلام قال : { أبي هريرة بني إسرائيل ولا حرج حدثوا عن } .
فتأملنا ما في هذا الحديث من قوله لأمته : وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ، فكان ذلك عندنا - والله أعلم - إرادة منه أن يعلموا ما كان فيهم من العجائب التي كانت فيهم ؛ ولأن أمورهم كانت الأنبياء تسوسها .
136 - كما حدثنا ، حدثنا ابن أبي داود ، حدثنا أبو معمر عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج المنقري ، عن عبد الوارث بن سعيد ، عن محمد بن جحادة فرات القزاز ، عن ، عن أبي حازم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { أبي هريرة بني إسرائيل كان يسوسهم الأنبياء ، كلما مات نبي قام نبي إن } .
قال : وكان فيما يتحدثون به من ذلك ما عسى أن يعظهم ويحذرهم من الخروج عن التمسك بدين الله ، كما خرجت عنه أبو جعفر بنو إسرائيل ، فيعاقبهم بمثل ما عاقبهم به ، وكان مع ذلك عليه السلام يحدثهم منها .
[ ص: 127 ]
137 - كما قد حدثنا ، حدثنا ابن أبي داود ، حدثنا سليمان بن حرب الواشحي أبو هلال الراسبي ، عن ، عن قتادة أبي حسان ، عن قال : { عمران بن حصين بني إسرائيل ما يقوم إلا لعظم صلاة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عامة ليله يحدث عن } .
وقال : وكان قوله عقيبا لما أمرهم به من الحديث عن أبو جعفر بني إسرائيل ولا حرج ، أي : ولا حرج عليكم أن لا تحدثوا عنهم كمثل ما قال مما قد روي عنه فيما سوى ذلك :
138 - كما حدثنا ، بكار ، حدثنا وإبراهيم بن مرزوق ، حدثنا أبو عاصم ، عن ثور بن يزيد حصين الحبراني ، عن أبي سعيد الخير ، عن قال : قال رسول الله عليه السلام : { أبي هريرة من اكتحل فليوتر ، من فعل فقد أحسن ، ومن لا فلا حرج ، ومن استجمر فليوتر ، من فعل فقد أحسن ، ومن لا فلا حرج ، ومن أتى الخلاء فليستتر ، وإن لم يجد إلا كثيب رمل فليجمعه فليستدبره ، فإن الشياطين تلعب بمقاعد بني آدم ، من فعل فقد أحسن ، ومن لا فلا حرج ، ومن أكل طعاما فما تخلل فليلقها ، وما لاك بلسانه فليبلع ، من فعل فقد أحسن ، ومن لا فلا حرج } .
[ ص: 128 ] قال : فكان ما أمر به من هذه الأشياء المذكورة في هذا الحديث مما أتبع أمره بكل واحد منها قوله : ولا حرج ، أي : ولا حرج عليكم أن لا تفعلوا ما أمرتكم به من ذلك ، إذ كان ما أمرهم به منه على الاختيار لا على الإيجاب ، فكان مثل ذلك ما أمرهم به من الحديث عن بني إسرائيل ، مما أتبعه قوله : ولا حرج ، مثل ذلك أيضا على التوسعة منه عليهم ، أن لا يحدثوا عنهم إن شاؤوا ؛ لأن ما أمرهم به إنما كان على الاختيار لا على الإيجاب ، وكان تلك منة من الله عليه عقيبا لقوله لهم : بلغوا عني ولو آية ، مما أمرهم به إيجابا عليهم ، فأتبع ذلك في أمره ما أمرهم به من الحديث عن بني إسرائيل ، ببيان مخالفة ذلك لما قبله ، إذ كان ما قبله على الوجوب ، والذي بعده على الاختيار .