1108 - حدثنا يزيد بن سنان قالا : حدثنا وإبراهيم بن مرزوق ، عن أبو عاصم النبيل ، عن سفيان ، عن موسى بن عقبة ، عن نافع ابن عمر بني النضير وحرق أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قطع نخل .
1109 - حدثنا قال : أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قال : أخبرني ابن وهب ، عن الليث بن سعد ، عن نافع عبد الله بن عمر بني النضير وقطع ، وهي البويرة ، ولها يقول حسان بن ثابت :
وهان على سراة بني لؤي حريق بالبويرة مستطير
[ ص: 141 ] قال الله تعالى : ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حرق نخل .[ ص: 142 ]
1110 - حدثنا قال : حدثنا يزيد بن سنان قال : حدثنا يحيى بن حماد ، عن جويرية بن أسماء ، عن نافع ابن عمر بني النضير ، ولها يقول حسان بن ثابت :
وهان على سراة بني لؤي حريق بالبويرة مستطير
أدام الله ذلك من صنيع وحرق في نواحيها السعير
فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه أن هذا الحديث لم يستوعب السبب الذي كان فيه نزول هذه الآية ، وأنه قد كان من المسلمين قبل نزولها ما كان من نزولها فيه عليهم أكبر الفائدة ، ولم نجده إلا في حديث يروى عن عبد الله بن عباس .
1111 - كما حدثنا قال : حدثنا أحمد بن شعيب بن علي ، عن الحسن بن محمد الزعفراني قال : حدثنا عفان قال : حدثنا حفص بن غياث حبيب بن أبي عمرة ، عن ، عن سعيد بن جبير ابن عباس ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها . قال : اللينة النخل وليخزي الفاسقين قال : استنزلوهم من حصونهم ، وأمروا بقطع النخل ، فحك في صدورهم ، فقال المسلمون : قد قطعنا بعضا وتركنا بعضا ، فلنسألن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : هل لنا فيما قطعنا من أجر ؟ وما علينا فيما تركنا من وزر ؟ فأنزل الله جل وعز : ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها في قول الله جل وعز : . الآية .
قال الحسن بن محمد : كان عفان يحدثنا بهذا الحديث عن عبد الواحد ، عن حبيب ثم رجع فحدثنا به عن حفص .
[ ص: 144 ] قال : فعقلنا بذلك أن هذه الآية أنزلها الله عز وجل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليعلم بها المسلمون أن الذي كان من قطعهم لما قطعوا من نخل أبو جعفر بني النضير وتحريقها مباح لهم لا إثم عليهم فيه ، وأن الذي تركوه منها فلم يقطعوه ولم يحرقوه مباح لهم لا إثم عليهم فيه ، فبان بذلك موضع الفائدة في نزول هذه الآية .
وقال قائل آخر : قد روي عن رضي الله عنه فيما كان تقدم به إلى أمراء الأجناد لما وجههم إلى الشام ما يدل على خلاف ما في هذه الأحاديث ، عن أبي بكر الصديق ابن عمر وابن عباس .
وذكر ما حدثنا قال : أخبرنا يونس قال : حدثني ابن وهب ، عن يونس بن يزيد قال : حدثني ابن شهاب سعيد بن المسيب رضي الله عنه لما بعث أمراء الجنود نحو أبا بكر الصديق الشام : يزيد بن أبي سفيان ، وعمرو بن العاص ، وشرحبيل بن حسنة - قال : أوصيكم بتقوى الله عز وجل ، اغزوا في سبيل الله ، قاتلوا من كفر بالله ؛ فإن الله ناصر دينه ، ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تجبنوا ولا تفسدوا في الأرض ، ولا تغرقن نخلا ولا تحرقنها ، ولا تعقروا بهيمة ولا شجرة تثمر ولا تهدموا بيعة . أن
[ ص: 145 ] [ ص: 146 ] قال هذا القائل : فأبو بكر رضي الله عنه قد قرأ هذه الآية ، وقد قرأها أمراء الأجناد الذين تقدم إليهم بما تقدم إليهم به في هذا الحديث ، وكان ما تقدم إليهم به من ذلك بحضرة سواهم من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذين قرؤوا هذه الآية أيضا ، وكان في ذلك ما قد دل على أن هذه الآية لم تكن نزلت في المعنى المذكور في حديثي ابن عمر وابن عباس ، أن نزولها كان فيه .
فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله وعونه أن الذي في ذينك الحديثين من السبب الذي كان فيه نزول هذه الآية كما فيهما ، وأن [ ما ] في حديث أبي بكر رضي الله عنه هذا غير مخالف لذلك ؛ لأنه قد كان على علم من عود الشام إلى أيديهم ، ومن فتحهم لها ، ومن غلبتهم الروم عليها بما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعلمهم إياه من ذلك .
1112 - حدثنا قال : أخبرنا يونس أن عبد الله بن وهب حدثه ، عن مالكا ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عبد الله بن الزبير سفيان بن أبي زهير قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : اليمن ، فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ، وتفتح العراق فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ، وتفتح الشام فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون تفتح .
[ ص: 147 ]
1113 - وكما حدثنا حدثنا أبو أمية قال : حدثنا سليمان بن حرب عن حماد بن زيد ، ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عبد الله بن الزبير سفيان بن أبي زهير ثم ذكر هذا الحديث .
غير أنه قال : العراق ثم تفتح ، وزاد : قال : ثم بلغني أن عبد الله بن الزبير سفيان بالموسم ، فأتيته فسألته عن هذا الحديث ، فقال : أشهد لسمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم أعاده عنه كما حدثني .
1114 - وكما حدثنا محمد بن سنان الشيزري قال : حدثنا قال : حدثنا هشام بن عمار قال : حدثنا يحيى بن حمزة نصر بن علقمة ، عن ، عن جبير بن نفير عبد الله بن حوالة قال : فارس والروم وأرض حمير ، وحتى تكونوا أجنادا ثلاثة : جند بالشام ، وجند بالعراق ، وجند باليمن . وحتى يعطى الرجل المائة الدينار فيسخطها .
قال ابن حوالة : فقلت : يا رسول الله ، من يستطيع الشام وبها الروم ذوات القرون ؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : والله ليستخلفنكم الله فيها حتى تظل العصابة منهم البيض قمصهم المحلقة أقفاؤهم [ ص: 148 ] قياما على الرجل الأسود منكم المحلوق ، وإن بها اليوم رجالا لأنتم أحقر في أعينهم من القردان في أعجاز الإبل .
قال ابن حوالة : فقلت : يا رسول الله ، خر لي إن أدركني ذلك ! قال : أختار لك الشام ؛ فإنها صفوة الله من بلاده ، والله يجتبي صفوته من عباده بأهل الإسلام . فعليكم بالشام ؛ فإن صفوة الله من الأرض الشام . فمن أبى فيسقي بغدر اليمن ؛ فإن الله قد تكفل لي بالشام وأهله كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فشكونا إليه الفقر والعري وقلة الشيء ، فقال : أبشروا ! فوالله لأنا وكثرة الشيء أخوف عليكم من قلته ، والله لا يزال هذا الأمر فيكم حتى تفتح لكم أرض .
فسمعت عبد الرحمن بن جبير يقول : فعرف أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - نعت هذا الحديث في جزء بن سهيل السلمي وكان ولي الأعاجم ، وكان أويدما قصيرا ، فكانوا يمرون وتلك الأعاجم قيام لا يأمرهم بالشيء إلا فعلوه ؛ يتعجبون من هذا الحديث .
[ ص: 149 ] قال : فكان أمر أبو جعفر أبي بكر رضي الله عنه أمراء الأجناد بما أمرهم به في حديثه الذي رويناه لهذا المعنى الذي في هذه الأحاديث ، ولما قد حضهم عليه من الصلاة بإيلياء ، ومن شد المطايا إليها مما تقدم ذكرنا له في كتابنا هذا ، ولما قد روي عنه - صلى الله عليه وسلم - من قوله : ومنعت الشام مديها ودينارها ، أي أنها ستمنع مديها ودينارها الواجبين في أرضها وذلك لا يكون إلا بعد افتتاحهم إياها وغلبتهم عليها .
وسنذكر هذا الحديث فيما بعد من كتابنا هذا إن شاء الله ، والله نسأله التوفيق .