[ ص: 373 ] 63 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله : { من حدث عني حديثا يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين }
421 - حدثنا جعفر الفريابي ، حدثنا ، حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، عن محمد بن فضيل ، عن الأعمش ، عن الحكم ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { علي من حدث عني بحديث ، وهو يرى أنه كذب ، فهو أحد الكاذبين } .
422 - وحدثنا ، حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، العقدي ، وبشر الزهراني ، حدثنا وعفان ، عن شعبة ، عن الحكم ، عن ابن أبي ليلى ، عن النبي عليه السلام مثله . سمرة بن جندب
423 - وحدثنا ، حدثنا بكار ، حدثنا وهب بن جرير ، عن [ ص: 374 ] شعبة ، عن حبيب بن أبي ثابت ميمون بن أبي شبيب ، عن ، عن النبي عليه السلام مثله . المغيرة بن شعبة
424 - وحدثنا ، حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، أبو داود الطيالسي قالا : حدثنا وبشر بن عمر ، عن شعبة ، عن حبيب ميمون ، عن ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله . المغيرة
425 - وحدثنا ، حدثنا إبراهيم ، حدثنا وهب ... ثم ذكر بإسناده مثله . شعبة
426 - وحدثنا ، حدثنا الحسن بن نصر ، أبو نعيم قالا : حدثنا والفريابي ، وحدثنا سفيان عبد الملك بن مروان الرقي ، حدثنا ، عن الفريابي ، عن سفيان ، عن حبيب ميمون ، عن ، عن النبي عليه السلام مثله . المغيرة
فتأملنا هذا الحديث لنقف على المراد به منه ما هو ، فوجدنا الله تعالى قد قال في كتابه : فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب إلى قوله : [ ص: 375 ] ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه فوجدناه تعالى قد أخبر أن ذوي الكتاب مأخوذ عليهم أن لا يقولوا على الله إلا الحق ، وكان ما يأخذونه عن الله تعالى هو ما يأخذونه عن رسله صلوات الله عليهم إليهم ، فكان فيما أخذه الله تعالى عليهم أن لا يقولوا على الله إلا الحق ، ودخل فيه أخذه عليهم أن لا يقولوا على رسله إلا الحق ، كان الحق هاهنا كهو في قوله تعالى : إلا من شهد بالحق وهم يعلمون ، وكان من شهد بظن فقد شهد بغير الحق ، إذ كان الظن كما قد وصفه الله تعالى في قوله : وما يتبع أكثرهم إلا ظنا إن الظن لا يغني من الحق شيئا .
وفي ذلك إعلامه إيانا أن الظن غير الحق ، وإذا كان من شهد بالظن شاهدا بغير الحق ، كان مثله من حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا لظن محدثا عنه بغير الحق ، والمحدث عنه بغير الحق محدث عنه بالباطل ، والمحدث عنه بالباطل كاذب عليه كأحد الكاذبين عليه الداخلين في قوله عليه السلام : { من كذب علي متعمدا ، فليتبوأ مقعده من النار } ، ونعوذ بالله تعالى من ذلك .