ذكر جاولي إلى السلطان عود
لما انهزم جاولي سقاوو قصد الرحبة ، فلما قاربها بات دونها في عدة فوارس ، فاتفق أن طائفة من عسكر الأمير مودود ، الذين أخذوا الموصل منه ، أغاروا على قوم من العرب يجاورون الرحبة فقاربوا جاولي ولا يشعرون به ، ولو علموا لأخذوه .
فلما رأى الحال كذلك ، علم أنه لا يقدر أن يقيم بالجزيرة ، ولا بالشام ، ولا يقدر على شيء يحفظ به نفسه ، ويرجع إليه ، ويداوي به مرضه ، غير قصد باب السلطان محمد عن رغبة واختيار ، وكان واثقا بالأمير حسين بن قتلغتكين ، فرحل من مكانه وهو خائف حذر ، قد أخفى شخصه وكتم أمره ، وسار إلى عسكر السلطان ، وكان بالقرب من أصبهان ، فوصل إليه في سبعة عشر يوما من مكانه لجده في السير ، فلما وصل المعسكر قصد الأمير حسينا ، فحمله إلى السلطان ، فدخل إليه وكفنه تحت يده ، فأمنه ، وأتاه الأمراء يهنونه بذلك ، وطلب منه السلطان الملك بكتاش بن تكش ، فسلمه إليه ، فاعتقله بأصبهان .