[ ص: 516 ] 499
ثم دخلت سنة تسع وتسعين وأربعمائة
ذكر منكبرس على السلطان محمد خروج
في هذه السنة ، في محرم ، أظهر منكبرس ابن الملك بوربرس بن ألب أرسلان ، وهو عم السلطان محمد ، العصيان للسلطان محمد والخلاف عليه .
وسبب ذلك : أنه كان مقيما بأصبهان ، فلحقته ضائقة شديدة ، وانقطعت المواد عنه ، فخرج منها وسار إلى نهاوند ، فاجتمع عليه جماعة من العسكر ، وظاهره على أمره جماعة من الأمراء ، وتغلب على نهاوند ، وخطب لنفسه بها ، وكاتب الأمراء بني برسق يدعوهم إلى طاعته ونصرته .
وكان السلطان محمد قد قبض على زنكي بن برسق ، فكاتب زنكي إخوته ، وحذرهم من طاعة منكبرس ، وما فيها من الأذى والخطر ، وأمرهم بتدبير الأمر في القبض عليه .
فلما أتاهم كتاب أخيهم بذلك أرسلوا إلى منكبرس يبذلون له الطاعة والموافقة ، فسار إليهم ، وساروا إليه ، فاجتمعوا به ، وقبضوا عليه بالقرب من أعمالهم ، وهي بلد خوزستان ، وتفرق أصحابه ، أخذوا منكبرس إلى أصبهان ، فاعتقله السلطان مع بني عمه تكش ، وأخرج زنكي بن برسق ، وأعاده إلى مرتبته ، واستنزله وإخوته عن أقطاعهم ، وهي ليشتر ، وسابور خواست وغيرهما ، ما بين الأهواز وهمذان ، وأقطعهم عوضها الدينور وغيرها .
[ ص: 517 ] واتفق أن ظهر بنهاوند أيضا في هذه السنة ، رجل من السواد ادعى النبوة ، فأطاعه خلق كثير من السوادية ، اتبعوه ، وباعوا أملاكهم ودفعوا إليه أثمانها ، فكان يخرج ذلك جميعه ، وسمى أربعة من أصحابه : أبا بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعليا ، وقتل بنهاوند ، فكان أهلها يقولون : ظهر عندنا ، في مدة شهرين ، اثنان ادعى أحدهما النبوة ، والآخر المملكة ، فلم يتم لواحد منهما أمره .